تجري مفاوضات بين وجهاء العشائر العربية في مدينة البوكمال شرقي دير الزور وبين قوات النظام، في محاولة لتهدئة الأوضاع عقب الهجمات التي شنها مسلحون من أبناء العشائر العربية في البوكمال ضد مقرات ميليشيات إيرانية.
الاشتباكات اندلعت، الخميس 7 من تشرين الثاني، بعد محاولة عناصر يتبعون لميليشيات إيرانية قدموا من “الفوج 47” سرقة منزل مجاور لمنزل شيخ عشيرة الحسون دحام الدندل، بحسب مراسل عنب بلدي في دير الزور.
وخلال عملية السرقة حاول أحد أفراد عائلة الشيخ دحام منعهم من ذلك، إلا أنهم اعتدوا عليه، وأصيب في قدمه.
بالمقابل أصيب أحد العناصر، الذين عادوا مرة أخرى وحرقوا سيارة الشيخ دحام.
وأدى ذلك إلى تصاعد التوتر واندلاع اشتباكات، بحسب معلومات متقاطعة من المراسل وشبكات محلية.
وبحسب موقع “دير الزور 24” المحلي، أدت الاشتباكات العنيفة وسط البوكمال إلى إغلاق المحال التجارية.
ونشر موقع “فرات بوست” المحلي تسجيلًا مصورًا قال إنه لإحراق أحد مقرات الميليشيات الإيرانية في المدينة، وتسجيل آخر يظهر سيارة الدندل بعد حرقها.
وجرت مفاوضات بين وجهاء العشائر، ومفاوضات أخرى بين الوجهاء وقوات النظام، إلا أنها لم تصل إلى نتيجة تنهي التوتر في المدينة.
تعد محافظة دير الزور من أكبر معاقل الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، كما تعتبر مدينة البوكمال إحدى المناطق الرئيسة لهذه الميليشيات، بعد انتهاء سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على البوكمال في تشرين الأول 2017.
وعلى الطرف المقابل للبوكمال توجد مدينة القائم العراقية التي يتحكم ويسيطر عليها “الحشد الشعبي” العراقي المعروف بتبعيته لإيران.
وأبرز الميليشيات التابعة لإيران في محافظة دير الزور هي “الحرس الثوري الإيراني”، الميليشيات الشيعية العراقية (كتائب حزب الله، وكتائب بدر، وحركة النجباء)، “حزب الله” اللبناني، “لواء فاطميون” الأفغاني، “لواء زينبيون” الباكستاني، “قوات الدفاع الوطني” (لواء الباقر، وجيش المهدي، ولواء الإمام المهدي).
وشهدت البوكمال توترات سابقة بين أبنائها من جهة والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى.
في كانون الثاني الماضي، اشتبك مدنيون من أبناء قرية الهري بريف البوكمال مع وعناصر يتبعون لميليشيات إيرانية في المنطقة، ما أدى إلى جرح ثلاثة شبان بعد تعرضهم للضرب.
اعتدى حينها عناصر من “كتائب حزب الله العراقي” بالضرب على ثلاث شبان من قرية الهري بالعصي، ما أدى إلى أصابتهم بجروح بليغة.
واستهدف “حزب الله” مدنيين موجودين في شوارع القرية، ردًا على رمي أطفال من القرية حافلات لزوار “شيعة”، عقب مشاجرة حصلت بين الطرفين.