شهدت العاصمة الهولندية، أمستردام، أحداث شغب واشتباكات بين إسرائيليين ومتضامنين مع القضية الفلسطينية، إثر مباراة كرم قدم جمعت فريق “أياكس أمستردام” الهولندي مع “مكابي تل أبيب”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم، الجمعة 8 من تشرين الثاني، إنه أمر بإرسال طائرتي إنقاذ على الفور إلى أمستردام بعد “حادث عنيف للغاية” استهدف مواطنين إسرائيليين.
وأظهرت تسجيلات مصورة متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أفرادًا يتعرضون للضرب في أمستردام، على يد آخرين.
بينما أظهرت تسجيلات أخرى، مشجعي الفريق الإسرائيلي يهتفون وينادون بشعارات معادية للعرب والفلسطينيين، وداعمة للتطهير العرقي في غزة، وتدعو إلى تدمير العرب، بحماية الشرطة الهولندية.
وفي بداية المباراة بين الفريقين، رفض المشجعون الإسرائيليون الوقوف دقيقة صمت حدادًا على ضحايا الفيضانات في فالنسيا (إحدى أكبر مدن إسبانيا)، وبدأوا إطلاق الألعاب النارية بشكل غير قانوني، على اعتبار أن إسبانيا ألغت نهاية تشرين الأول صفقة لشراء الذخيرة من شركة إسرائيلية.
كما أنها من أشد منتقدي الحرب الإسرائيلية على غزة، وتشهد مظاهرات مناصرة للفلسطينيين بشكل مستمر.
تجاهل إسرائيلي للسبب
ردود الفعل الإسرائيلية لم تتطرق لموضوع الهتافات المعادية للعرب والتصرفات التي سلكت منحى استفزازيًا، وركّزت على ما يعتبره المسؤولون الإسرائيليون “معاداة السامية”، إذ حثت وزارة الأمن القومي الإسرائيلية، الإسرائيليين في أمستردام على البقاء في غرفهم الفندقية بعد الهجمات.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إن “المشجعين الذين ذهبوا لمشاهدة مباراة كرة قدم واجهوا معاداة السامية وتعرضوا للهجوم بقسوة لا يمكن تصورها لمجرد أنهم يهوديون وإسرائيليون”، وفق قوله.
وقالت الشرطة الهولندية إن 57 شخصًا احتجزوا بعد المباراة بينما كان المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين يحاولون الوصول إلى ملعب “يوهان كرويف”.
وبحسب الشرطة، فإن المشجعين غادروا الملعب دون وقوع حوادث، ولكن خلال الليل جرى الإبلاغ عن وقوع اشتباكات مختلفة وسط المدينة.
في غضون ذلك، أبدى الجيش الإسرائيلي استعداده لنشر مهمة إنقاذ على الفور بالتنسيق مع الحكومة الهولندية، بعد مباراة كرة القدم التي هزم فيها “أياكس أمستردام”، فريق “مكابي تل أبيب”، بنتيجة خمسة أهداف دون مقابل.
زعيم الحزب اليميني الهولندي المتطرف “من أجل الحرية”، خيرت فيلدرز، وهو أكبر حزب في الحكومة الهولندية، أدان ما قال إنها “مطاردة اليهود في أمستردام”، واعتبر أنه من غير المقبول عدم وجود حماية كافية من الشرطة لمنع العنف وحماية الناس، ودعا عمدة أمستردام للاستقالة.
وليست المرة الأولى التي تنخرط بها جماهير الفرق الرياضية الإسرائيلية بأحداث شغب وعنف في البلدان والملاعب المستضيفة لمباريات تشارك بها أنديتهم.
في تموز 2023، شارك جمهور “مكابي حيفا” باعتداءات على جماهير “هامرون سبارتانز المالطي”، في التصفيات المؤهلة لدوري الأبطال، بعدما نادى جماهير “المالطي” بالحرية لفلسطين.
تأتي هذه التوترات في ظل حرب إسرائيلية متواصلة على غزة منذ أكثر من عام، وتسببت بمقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من 102500 مصاب، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.