قال السفير الروسي في قطر، دميتري دوجادكين، إن بلاده أسهمت باستعادة النظام السوري العضوية الكاملة في جامعة الدول العربية.
وبحسب مقابلة لوكالة الأنباء الروسية “تاس” مع دوجادكين نشرتها اليوم، الجمعة 8 من تشرين الثاني، فإن روسيا أسهمت بعودة النظام للجامعة العربية كما فعلت دول البحرين والإمارات والسعودية.
وأضاف دوجادكين أنه “بفضل عملنا جزئيًا، لم تعارض قطر هذا القرار” (قرار عودة النظام)، لكن الدوحة “غير مستعدة بعد” لإعادة السفارة إلى دمشق، كما فعلت البحرين والإمارات والسعودية.
في أيار 2023، حضر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، القمة العربية في مدينة جدة السعودية لأول مرة منذ انطلاق الثورة السوري في آذار 2011.
وسبق حضور بشار الأسد القمة العربية تحركات دبلوماسية ومبادرات عربية للتقارب مع الأسد مقابل تحصيل تقدم في بعض الملفات على رأسها تهريب المخدرات وعودة اللاجئين.
وأصدر وزراء الخارجية العرب، في 7 من أيار 2024، قرارًا يحمل الرقم “8914”، يقضي بعودة النظام السوري إلى الجامعة، واستئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارًا من يوم صدور القرار.
وقرر الوزراء تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، لمتابعة الحوار المباشر مع النظام السوري للتوصل لحل شامل للأزمة السورية، يعالج جميع تبعاتها وفق منهجية الخطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرار الأمم المتحدة حول سوريا “2254”.
لكن حتى تاريخ اليوم لم تحقق المبادرة العربية أهدافها خاصة في ملفي تهريب المخدرات وعودة اللاجئين.
أهداف روسية
بعد عودة النظام السوري لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو ترحب باستئناف مشاركة سوريا في أنشطة جامعة الدول العربية.
وتحاول روسيا جاهدة لإعادة تعويم الأسد خاصة في المحيط العربي الإقليمي، فهي الوسيط الأساسي بين النظام وتركيا لتسوية العلاقات بين الطرفين، والحاجز الأول للوقوف في وجه العقوبات والإدانات للنظام في المحافل الدولية.
بالمقابل، حصدت موسكو خلال سبع سنوات من وجودها في سوريا مكاسب عديدة لجهة الهيمنة العسكرية، أو السيطرة الاقتصادية على قطاعات بارزة في سوريا، بعقود استثمارية تصل إلى 49 عامًا.
وتحاول روسيا بكل الوسائل إعادة دمج النظام بالمجتمع الدولي عن طريق هذه الخطوات التمهيدية للمجتمع الدولي كي يعترف بالنظام، وبالتالي يعترف بمشروعية كل الاتفاقيات التي عقدتها روسيا معه، وفق حديث سابق للخبير في الشأن الروسي، نصر اليوسف لعنب بلدي.
ولروسيا مصلحة بالدرجة الأولى، عندما تفك العزلة الدولية عن النظام، ويسهم ضغط المجتمع الدولي بإعادة الإعمار، وهو ما سيجلب لها أرباحًا مادية، بحسب اليوسف.