قال روبرت كينيدي جونيور، وهو أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إنه يريد سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا.
وذكر روبرت في حديثه مع شبكة “تاكر كارلسون” الأمريكية، خلال بث مباشر لتغطية نتائج الانتخابات الرئاسية، الأربعاء 6 من تشرين الثاني، أن الرئيس ترامب أعرب عن نواياه بشأن سحب قواته من شمال شرقي سوريا، في أثناء رحلة بالطائرة.
وأضاف كيندي، الذي من المتوقع أن يلعب دورًا رئيسيًا في حكومة ترامب، “كنا نتحدث عن الشرق الأوسط، وأخذ ترامب ورقة ورسم عليها خريطة للشرق الأوسط مع جميع الدول الموجودة عليها، وهو ما لم يتمكن معظم الأمريكيين من فعله”.
“كان ترامب ينظر بشكل خاص إلى الحدود بين سوريا وتركيا، وقال، “لدينا 500 جندي على الحدود بين سوريا وتركيا ومعسكر صغير تعرض للقصف”، بحسب ما نقل عنه كينيدي.
وقال كينيدي إن ترامب أبلغه بوجود 750 ألف جندي في تركيا و250 ألفًا في سوريا، ولم يحدد ما إذا كان يقصد قوات النظام أم “قوات سوريا الديمقراطية”، أم مزيج من الاثنين.
ثم قال ترامب له، “إذا واجهوا بعضهم البعض، فإننا سنكون في الوسط، وسنصبح وقودًا للمدافع في حال اندلاع قتال بين الأطراف المتصارعة”، ثم ختم ترامب حديثه قائلًا، “أخرجوهم”، في إشارة إلى القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.
وكان كينيدي جونيور تقدم للانتخابات الأمريكية كمرشح مستقل، لكنه انسحب من السباق لصالح ترامب.
ويعرف بتشكيكه في جدوى اللقاحات وإيمانه بنظريات المؤامرة. وقال عنه ترامب، صباح الأربعاء، إنه “سيعيد لأمريكا عافيتها”.
تركيا: نريد أفعالًا
وتعليقًا على أنباء نية ترامب سحب قواته من سوريا، قالت وزارة الدفاع التركية، إن أنقرة تتابع عن كثب جميع التطورات المتعلقة بالدفاع والأمن في منطقتها، بما في ذلك احتمالية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا والعراق، وفق ما نقلته صحيفة “تركيا“.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، اليوم الخميس 7 من تشرين الثاني، “سبق وأن قررت الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، لكن ذلك لم يتحقق فعليًا. يجب النظر إلى الأفعال وليس الأقوال”.
وأضاف أكتورك خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، “ما نتوقعه من الدول الصديقة والحليفة هو وقف الدعم والمساعدات المقدمة لمنظمة PKK/YPG الإرهابية، وتقديم دعم صادق لجهودنا في مكافحة الإرهاب”.
وترى تركيا أن “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من واشنطن، شمال شرقي سوريا، امتداد لـ”حزب العمال الكردستاني” (PKK)، المحظور والمصنف إرهابيًا.
وعلّق مسؤول الدفاع التركية، على التساؤلات حول ما إذا كانت هناك مشاكل متوقعة في توريد طائرات “F-16” لتركيا عقب الانتخابات الأمريكية، موضحًا أن العملية تسير وفق الخطة المتفق عليها وأن الاتفاقات الموقعة تخضع لمسار إيجابي.
وأضاف، “تم توقيع العقود الخاصة بطائرات (F-16)، والعملية تسير بشكل إيجابي. رغم المشاكل التي تطرأ أحيانًا، تستند العلاقات التركية- الأمريكية إلى القيم والمصالح المشتركة”.
نية سابقة بالانسحاب
كان ترامب أعلن في 19 من كانون الأول 2018، خلال ولايته الأولى، أنه سيسحب قواته من كل الأراضي السورية، معتبرًا أنها حققت هدفها القاضي بإلحاق “الهزيمة” بتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وبعد يوم واحد، تقدم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس باستقالته من منصبه، وعقب أسبوعين قال مسؤولون في واشنطن إن ترامب تراجع عن قراره، وقرر تمديد خطة الانسحاب.
وفي نهاية العام الماضي، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة، مشروع قرار يطالب إدارة الرئيس جو بايدن بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا.
وصوّت المجلس ضد مشروع القرار الذي تقدم به السيناتور الجمهوري راند بول بأغلبية 84 صوتًا، بينما صوّت 13 عضوًا لصالحه.
ويقدر عدد القوات الأمريكية الموجودة حاليًا في سوريا بنحو ألف عسكري، وذلك بعد أن تراجع ترامب في عام 2018 عن قراره بسحب جميع القوات، خوفًا من عودة مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”.
اقرأ المزيد: مشروع سحب القوات الأمريكية من سوريا يفشل في “الكونجرس”