دخلت وحدة عسكرية إسرائيلية إلى الأراضي السورية بين محافظتي درعا والقنيطرة، واعتقلت شخصًا قالت إن إيران جندته في سوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، الأحد 3 من تشرين الثاني، إنه في عملية ليلية عابرة للحدود مع سوريا، دخلت قوات “وحدة إيغوز”.
واعتقلت الوحدة عنصرًا قال المتحدث من “شبكة إرهابية تابعة لإيران في الأراضي السورية”.
“إيغوز” هي وحدة استطلاع استخباراتية خاصة من الوحدات الخاصة التابعة لـ”اللواء جولاني”.
وأضاف المتحدث أن العملية جاءت في إطار نشاط عملياتي استباقي داخل الأراضي السورية، وأسفرت عن اعتقال علي سليمان العاصي، وهو سوري الجنسية يقيم في منطقة صيدا جنوبي سوريا.
تقع بلدة صيدا بمحاذاة الحدود الإدارية لمحافظة درعا، داخل المنطقة منزوعة السلاح، على الحدود مع الجولان السوري المحتل.
ووفق مراسل عنب بلدي في القنيطرة، فإن الشخص الذي اعتقلته إسرائيل في سوريا هو علي سليمان العاصي المغتري، ينحدر من قرية الرزانية التابعة لبلدة صيدا الجولان.
ويملك علي سليمان العاصي مزرعة في قريته، اعتقله منها الجيش الإسرائيلي، في 19 من تشرين الأول الماضي، وفق المراسل.
أفيخاي أدرعي، قال إن علي سليمان العاصي كان يعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية حول قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود لتنفيذ “نشاطات إرهابية مستقبلية”.
وكان العاصي تحت مراقبة من الجيش الإسرائيلي، ويجري التحقيق معه، وفق أدرعي.
عملية اعتقال العاصي “أحبطت وعرقلت عملية إرهابية مستقبلية وكشفت أسلوب عمل الجهات الإيرانية في جبهة الجولان”، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وأرفق أدرعي منشوره على “إكس” بتسجيلات مصورة تظهر مداهمة مكان إقامة المختطف، وأجزاء من التحقيق معه.
وأظهر أحد التسجيلات المصورة من عملية التحقيق، أن علي سليمان العاصي، جُنّد من قبل “المخابرات العسكرية” (الأمن العسكري) التابعة للنظام السوري، واتضح لاحقًا أن إيران هي من تقف خلف تجنيده.
ولم يعلق النظام السوري على الحدث حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
ليست الأولى
على مدار السنوات الماضية، اقتحمت قوات إسرائيلية الأراضي السورية مرارًا، واعتقلت مواطنين سوريين، متهمة إياهم بالتبعية لإيران أو “حزب الله” اللبناني، لكنها أطلقت سراح بعضهم لاحقًا.
وفي أيلول الماضي، اعتقل الجيش الإسرائيلي شخصًا قرب السياج الحدودي مع سوريا بعد إصابته بطلقات نارية من قبل إحدى وحدات الجيش المتنقلة.
وأصيب الشخص بنيران الجيش الإسرائيلي و”نقل إلى مستشفى في إسرائيل لتلقي العلاج”، بحسب تصريح مصدر عسكري لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل“، في حين لم يعلّق النظام السوري على الحدث.
أيضًا في شباط 2024، قال الجيش الإسرائيلي، إن وحداته اعتقلت مشتبهًا به على الحدود مع سوريا، بعد عبوره إلى مرتفعات الجولان، مشيرة إلى ضلوعه بالعمل لمصلحة “حزب الله” اللبناني في جمع معلومات استخباراتية عن إسرائيل.
ونقلت “تايمز أوف إسرائيل” حينها، أن القوات الإسرائيلية اعتقلت غيث العبد الله بتهمة انتمائه لما يسمى “ملف الجولان” في “حزب الله”، إلى جانب رجل آخر كان برفقته.
مركز “ألما” الإسرائيلي قال من جانبه، إن غيث عمل تحت قيادة “فرقة الأصباح” التابعة لـ”ملف الجولان”، بينما قُبض عليه في مكان ليس ببعيد داخل الأراضي الإسرائيلية بعد عبوره السياج الحدودي.
وفي تقرير سابق أعده المركز الإسرائيلي، ذكر أن 58 موقعًا ومنطقة تنتشر فيها هاتان الوحدتان جنوبي سوريا، وتتوزع هذه المجموعات المقربة من إيران في 28 مكانًا تتمركز فيه وحدة “القيادة الجنوبية”، إلى جانب 30 موقعًا آخر توجد فيها “خلايا إرهابية” تابعة لـ”ملف الجولان”.
اقرأ أيضًا: إسرائيل تتحرك في القنيطرة.. “دمشق” تتعامى
النظام يتعامى
منذ منتصف عام 2022، دخلت القوات الإسرائيلي مرارًا إلى الجانب السوري من الحدود مع الجولان المحتل، وبدأت بإنشاء طريق محاذٍ للحدود، يمتد على مساحة عشرات الكيلومترات في القرى السورية الحدودية.
ولا تزال الوحدات العسكرية الإسرائيلية تدخل وتخرج عبر الحدود لاستكمال تعبيد الطريق الذي أطلقت عليه اسم “سوفا 53“.
وعلى مدار السنوات الماضية لم يتدخل النظام بما يجري، كما أنه لم يعلّق على تحركات إسرائيل إلا بعد مرور أكثر من عامين عليها.
الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) نقلت عن محافظ القنيطرة السابق، معتز أبو النصر جمران، أنه لا وجود لأي توغل إسرائيلي في القنيطرة، معتبرًا أن “سكان القرى يمارسون حياتهم الطبيعية بشكل آمن”.
بينما قال الأمين السابق لفرع “حزب البعث” في القنيطرة، خالد أباظة، إنه لا توغل إسرائيلي جنوبي سوريا، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “الوطن” المحلية.
وأضاف أن “كل ما ينشر حول توغل صهيوني في الأراضي السورية لا أساس له من الصحة وهو من محض خيال من ينشر ومن يروج لهكذا إشاعات”.
اقرأ أيضًا: “سوفا” الإسرائيلي يعقّد حياة المزارعين في القنيطرة