دير الزور.. موسم الرمان يعوض خسائر عام 2023
دير الزور – عبادة الشيخ
بدأ جني محصول الرمان في أرياف دير الزور شرقي سوريا، مطلع تشرين الأول الماضي، وسط توقعات بمردود جيد، وموسم وفير يعوض خسائر عام 2023.
ويعد الرمان من المحاصيل المنتشرة بكثرة خاصة في منطقة السوسة، ويزرع في البيوت والمزارع، كما تعتبر بلدات الشعفة والعرقوب والبوبدران والباغوز من أبرز القرى التي تشتهر بزراعته.
إلى جانب انتظار المزارعين الموسم لتحقيق هامش ربح، يؤمّن جمع الرمان فرص عمل لكثير من العائلات في المنطقة، وسط قلة في العمل، واعتماد معظم السكان على الزراعة كمصدر دخل رئيس.
مردود “جيد”
اعتبر عبد الحميد الجديع، وهو مالك بستان رمان في مدينة السوسة، أن الانتاج هذا العام جيد، ويعوض خسائر المزارعين عن عام 2023، قائلًا إن كمية الإنتاج للدونم الواحد تتراوح بين طنين وثلاثة أطنان من الرمان.
وقال لعنب بلدي، إن المزارع يتكلف قرابة 400 دولار أمريكي (6 ملايين ليرة سورية) حتى وقت جني الرمان، بين حراثة وسقاية وأسمدة لكل دونم واحد.
ويصل سعر الطن من الرمان إلى 350 دولارًا أمريكيًا، ويبيعه المزارعون في السوق المحلية أو لتجار يشحنونه إلى محافظات ومناطق أخرى.
وذكر الجديع وهو مساعد مهندس أن رمان مدينة السوسة يتميز بكبر الحبة ومذاقه الحلو واللون الأحمر، وأن منطقة السوسة تضم الشعفة والعرقوب والبوبدران والباغوز، ويصل عدد أشجار الرمان فيها إلى نحو 140 ألف شجرة.
ويعد الرمان محصولًا استراتيجيًا في تلك المنطقة، ويعتمد عليه السكان كمصدر دخل وفي المؤونة من عصيره والدبس المستخرج منه، وبيعه في السوق المحلي.
خالد الزعين، مزارع آخر من منطقة السوسة، قال لعنب بلدي، إن محصول الرمان هذا العام وفير في أرضه وحقق أرباحًا “جيدة”، إذ يملك عشرة دونمات، وصل إنتاج الدونم الواحد إلى ثلاثة أطنان، كما عوضه عن خسائر العام الماضي.
فرص عمل
شكّل موسم الرمان فرص عمل لكثير من العائلات، وارتفعت أجور العاملين بسبب وفرة المحصول.
تعمل رهف الأحمد حوالي خمس ساعات يوميًا في قطاف الرمان، وتتقاضى مقابلها مبلغ 50 ألف ليرة سورية (3 دولارات)، قائلة إنها تنتظر الموسم لتساعد زوجها الذي يعمل أيضًا في الزراعة كعامل مياومة ما بين حراث وسقاية وحصاد.
أما العامل عبد الرحمن الرجب، فقال إنه يعمل برفقة أبنائه الثلاثة وابنتيه ضمن ورشة عمال، ويحصل مع عائلته على ما يقارب 250 ألف ليرة.
وذكر أن المبلغ جيد ويؤمّن احتياجات العائلة، لافتًا إلى أن أصحاب البساتين يعطون العمال بعض الرمان كمكافأة أيضًا.
قبل الموسم، كانت أجور العمال بالمياومة تتراوح بين 20 ألف ليرة سورية و30 ألفًا.
موسم خاسر في 2023
كان موسم 2023 خاسرًا لمعظم مزارعي الرمان، إذ لم يتمكنوا من تصدير محصولهم إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بسبب قطع الطرقات وإغلاق المعابر، واقتصر تصريف المحصول على الأسواق المحلية مثل الرقة والحسكة.
ولا قدرة للمزارعين على تحمل التكاليف الباهظة وتسويقه إلى مناطق أبعد، وسط غياب الدعم للمزارعين وعدم توفر المواد من أسمدة ومبيدات ومواد التعبئة والتغليف وغيرها في الأسواق.
وكان العراق الممر الأبرز لتصريف الرمان، لكن في 21 من تشرين الأول 2020، قررت وزارة الزراعة العراقية منع استيراد محصول الرمان لوفرته محليًا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع).
ويقام مهرجان الرمان السنوي في مدينة السوسة، ويشارك فيه المزارعون لعرض منتجاتهم، وبيعها من الثمار والدبس والخل، وكان المهرجان السنوي الرابع في 27 من تشرين الأول الماضي.
يعاني القطاع الزراعي في شمال شرقي سوريا من ضعف الدعم وقلة تصريف المحاصيل خارج المنطقة، ما دفع المزارعين في الأعوام الماضية إلى البيع بأسعار لا تتناسب مع التكاليف.
وتأثرت المحاصيل في المنطقة خلال السنوات الماضية، إثر المعارك التي شهدتها بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وإغلاق المعابر النهرية الرسمية بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة “قسد”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :