“يتيم فمن لي”.. الواقع يلهم خيال نورا أردوغان

"يتيم فمن لي".. الواقع يلهم خيال نورا أردوغان
tag icon ع ع ع

يتكرر عنوان الرواية “يتيم فمن لي” للكاتبة نورا أردوغان كلازمة في معظم صفحات الرواية، عند كل موقف يواجهه بطل الرواية علي، ويذكّره بيتمه.

تتحدث الرواية في صفحاتها (200 صفحة) عن الطفل علي الذي توفي أبوه في أثناء حمل أمه به، وزواج أمه أميرة بعدها برجل اشترط عليها التخلي عن ابنها.

يعارك علي ظروف الحياة وحده منذ سنواته الأولى، وبعد وفاة خاله الذي كفله إثر تخلي أمه عنه، تذهب به جارة خاله إلى بيت جده ليعيش الفصل الجيد من حياته، قبل أن يتوفى جداه أيضًا في أثناء رحلة الحج.

وتتجلى الفكرة “السوداوية” لزوج الأم في اللحظة التي اضطر فيها الأخير لأخذ ابن زوجته بعد أن تقطعت به كل السبل، إذ مارس زوج الأم (أبو مصطفى) مختلف أنواع الظلم والاضطهاد بحق علي.

الكاتبة نورا أردوغان، صوّرت أميرة على أنها الأم غير المبالية في البداية، لكنها أوضحت من خلال الرواية الظروف التي دفعت الأم للتخلي عن ابنها الوحيد حينها، لكن هذه الظروف “حمّالة أوجه”، وتركت القارئ محتارًا ما بين التعاطف مع أميرة، أو الوقوف ضد تصرفاتها.

وحملت الرواية مسارين زمنيين مختلفين، تنقلت الكاتبة بينهما بأسلوب “الخطف خلفًا”.

أسس علي حياته وعائلته الخاصة، وحقق حلمه بأن يصبح مدرسًا للغة العربية، لكن ظروفه لم تصبح أفضل حالًا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، إذ يضطر إلى أن يسلك درب “تهريب البضائع” من لبنان إلى سوريا، ليؤمّن لقمة العيش له ولطفليه وزوجته، وتلاحقه قوات “الهجانة” (حرس الحدود) لتصيبه في قدمه، تلك الإصابة التي غيرت مجرى حياته كما تسرد الرواية.

“يتيم فمن لي” هي الرواية الوحيدة للكاتبة السورية نورا أردوغان، وصدرت طبعتها الأولى في تركيا عام 2018.

الرواية من نسج الخيال، إلا أنها “لا تبتعد عن الواقع كثيرًا، وهي من صلب الحياة”، كما قالت الكاتبة في لقاءاتها، بعد صدور الرواية.

وتعرّف أردوغان عن نفسها كباحثة اجتماعية في الشؤون الإسلامية، ولها مقالات قصيرة عن علاقة الدين الإسلامي بالأسرة، وتنشرها على موقعها على الإنترنت.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة