يدخل الفيلم الوثائقي “في حضن الريح” إلى أعماق مخيمات النازحين السوريين في لبنان، متبعًا أسلوب السرد الواقعي الذي ينقل تفاصيل الحياة اليومية وما تتطلبه من محاولات مستمرة للبقاء على قيد الحياة.
ويركّز الفيلم على الظروف القاسية التي تواجه سكان المخيم الواقع في البقاع الغربي من جهة، وبشكل أساسي على تعايش الأطفال مع البيئة المحيطة، سواء من خلال اللعب بالخردة أو التكيف مع الظروف، من جهة أخرى.
يذهب الفيلم بعيدًا في تصوير المعاناة داخل المخيمات، إذ يغيب أي أمل في المستقبل وسط واقع ضبابي غير مستقر، بعد أن تحول البيت إلى خيمة، وتحولت المدرسة إلى خيمة مؤقتة، ولعب الأطفال إلى الخردة والطين، لكن رغبة الحياة والبقاء موجودة.
تقول الجهة المنتجة، إن الفيلم يستعرض سبل العيش، والوسائل التي تبقي سكان المخيمات على قيد الحياة، في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.
يبرز الفيلم قدرة النازحين السوريين على التكيف رغم صعوبة الحياة، وتظهر هذه المرونة جلية في مشاهد الأطفال وهم يبتكرون ألعابًا بدائية من مواد متاحة، في ظل غياب تام للموارد الأساسية.
الفيلم (47 دقيقة) يظهر ضعفًا في التجربة البصرية والسردية تسبب بمشكلات تقنية، إذ تتكرر المشاهد السوداء لفترات طويلة تتجاوز السبع ثوانٍ، ما يؤثر على تماسك السرد ويضعف إيقاع الفيلم.
كما أن بعض المقابلات مع الشهود افتقرت إلى الوضوح، فلم تُعرض الأسئلة التي جرى توجيهها، ما جعل بعض الحوارات تبدو منفصلة عن سياق السرد العام.
“في حضن الريح” الذي أخرجته نيغول بزجيان، وأنتجته قناة “العربية”، ونشر على منصتها وعلى منصة “شاهد”، في أيلول الماضي، لا يقدم حلولًا أو رؤى مستقبلية، بل يترك الواقع على حاله، عاريًا من أي أمل.
وعلى الرغم من معالجته فكرة الحياة داخل الخيام، يفتقر إلى تسلسل مرن يسهل الفهم والفكرة الأساسية للمشاهد.
ويبقى الفيلم عملًا يوثق لحظات من حياة سكان المخيمات، في وقت لا تزال قضيتهم بعيدة عن الحلول.