رأس العين.. إقبال على تعلّم “التركية” أملًا بفرصة عمل

يُقبل شبان على تعلم اللغة التركية في رأس العين - 20 تشرين الأول 2024 (عنب بلدي)

camera iconيُقبل شبان على تعلم اللغة التركية في رأس العين - 20 تشرين الأول 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رأس العين

تشهد مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة إقبالًا على دورات تعلم اللغة التركية، أملًا في تعزيز الحصول على فرص العمل.

وزاد الإقبال تدريجيًا منذ خمس سنوات، بعد أن سيطر “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا على المنطقة عام 2019.

وأصبحت معرفة اللغة التركية ضرورة لتسهيل العمل في العديد من المؤسسات، سواء في القطاع الخاص أو العام، ما دفع الكثيرين إلى الالتحاق بهذه الدورات.

تعزيز لفرص العمل

يوجد مركزان أساسيان لتعلم اللغة التركية في رأس العين، هما مركز منظمة “أساس” و”مديرية التربية والتعليم”، وكلاهما يوفر دورات مجانية دون أي رسوم.

وفي الوقت نفسه، يتجه بعض الراغبين في تعلم اللغة التركية إلى الدورات الخاصة، التي يقدمها معلمون في منازلهم أو عبر الإنترنت مقابل رسوم مالية.

الشاب فراس الحمداني، التحق بدورة لتعليم اللغة التركية في مدينة رأس العين حيث يقطن، معتبرًا أن تعلمها خطوة مهمة للحصول على عمل، خصوصًا أنه لا يملك شهادة جامعية.

وأوضح فراس (19 عامًا) أن الحاجة زادت في مختلف القطاعات لمتحدثي التركية، مع توسع الأعمال وحاجة المؤسسات العامة والخاصة للمترجمين، ما دفعه إلى تعلم اللغة.

وذكر لعنب بلدي أنه يريد أن يكون مؤهلًا للحصول على وظيفة جيدة، لافتًا إلى أن إتقان هذه اللغة سيفتح أمامه الكثير من الفرص في سوق العمل، ويعزز فرصه في التوظيف.

من جانبه قال رامي الخالد، وهو موظف في شركة خاصة لتوريد الأدوية في رأس العين، إن تعلم اللغة التركية أصبح ضرورة في مجاله المهني.

وذكر لعنب بلدي أنه بحاجة إلى فهم المصطلحات الطبية، والتواصل مع الموردين الأتراك لضمان دقة المعلومات المتعلقة بالأدوية.

وأضاف رامي أنه التحق بدورات للغة التركية، ليتمكن من قراءة الوصفات وفهم تعليمات الاستخدام بشكل أفضل، مشيرًا إلى أن إتقان اللغة يساعده على تطوير عمله وزيادة فرصه في الحصول على ترقيات مستقبلية.

زكريا السعيد، شاب آخر من رأس العين يحمل شهادة الثانوية العامة، قال لعنب بلدي، إنه يبحث عن وظيفة، ولم يستطع الحصول على فرصة عمل حتى الآن.

ولاحظ زكريا وجود إقبال في المدارس على تعيين معلمي اللغة التركية والإنجليزية، ما عزز رغبته بتعلم هذه اللغات.

وأضاف أنه علم أن مديرية التربية افتتحت دورة مجانية تمتد لعدة أشهر، تتيح للطلاب الذين يجتازون الاختبارات فرصة لتعيينهم معلمين للغة تركية، وذكر أنه يخطط للانضمام إلى الدورة.

قطاعات تتطلب اللغات

مصدر بمديرية التربية والتعليم في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن الدورات المجانية التي يقدمها المجلس المحلي، بما في ذلك دورة اللغة التركية، تشهد إقبالًا واسعًا، خاصة من فئة الشباب.

وتنشط حاليًا دورة لتعليم اللغة التركية، وتضم 80 طالبًا في المستوى الأول (A1)، وفق المصدر، مرجعًا الإقبال إلى أهمية اللغات بمختلف القطاعات، خاصة في القطاع التعليمي الذي يحتاج إلى معلمين يتقنون اللغتين التركية والإنجليزية.

وذكر المصدر أن مديرية التربية افتتحت أيضًا الثانوية الصناعية التي تضم عدة تخصصات، أهمها كهرباء السيارات والميكانيك والحدادة والخراطة والنجارة، ومن خلال هذه الخطوة، ستعمل مديرية التربية بالتعاون مع المجلس المحلي على دمج الشباب في سوق العمل بشكل مباشر.

وتعتمد رأس العين بشكل رئيس على قطاع الزراعة، ما يحد من تنوع فرص العمل المتاحة للسكان، كما أدى ضعف البنية التحتية وصغر مساحة المنطقة إلى تقليص قدرتها على جذب الاستثمارات، ما أسهم في زيادة نسبة البطالة بين الشباب وضعف القدرة الشرائية للسكان.

تقع رأس العين بمحاذاة الحدود التركية، ويبلغ عدد سكانها نحو 115 ألف نسمة، وتحيط بها جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.

ولا توجد في رأس العين أي جامعة، إذ تنتهي السلسلة التعليمية فيها مع تجاوز الطالب مرحلة التعليم الثانوي، خصوصًا أن الوصول إلى الجامعات في مناطق نفوذ المعارضة أمر شبه مستحيل بالنسبة لسكان المنطقة، لأن العبور إلى تركيا ومنها إلى شمال حلب غير متاح للمدنيين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة