درعا – حليم محمد
أثر ارتفاع أسعار المازوت في محافظة درعا جنوبي سوريا سلبًا على الحركة التجارية والزراعية، وطال الأثر أجور الحراثة والآليات والنقل.
ووصل سعر ليتر المازوت إلى 20 ألف ليرة سورية (1.3 دولار أمريكي) بعد أن كان لا يتجاوز 16 ألفًا (1.07 دولار)، في أيلول الماضي.
غلاء السلع الغذائية
أرجع بعض تجار المواد الغذائية غلاء أسعار معظم السلع لارتفاع سعر المازوت، وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وبحسب رصد مراسل عنب بلدي في درعا، فإن سعر ليتر زيت القلي ارتفع من 23 ألف ليرة سورية إلى 28 ألفًا منذ مطلع تشرين الأول الحالي، كما ارتفع سعر كيلو السكر من 10 آلاف ليرة إلى 11500 ليرة سورية.
حسين تاجر مواد غذائية في ريف درعا الغربي، أرجع ارتفاع الأسعار إلى غلاء أجور الشحن، وقال إن تجار الجملة أضافوا تكاليف الشحن إلى المنتج وبالتالي ارتفع سعره، إذ تستجر محافظة درعا معظم المواد الغذائية من أسواق العاصمة دمشق.
وأضاف حسين أن انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار له دور أيضًا، إذ وصل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الواحد إلى 15000 ألف ليرة، بعد أن استقرت قيمتها عند 14700 ليرة للدولار خلال الثلاثة أشهر الماضية.
شحن الخضار يرفع التكلفة
أربك ارتفاع أسعار المازوت حركة نقل محصولي الزيتون والرمان في درعا، خاصة أن معظم الإنتاج يصدّر إلى دمشق وإلى المحافظات السورية ودول الجوار.
معتز (45 عامًا) أحد تجار المواد الزراعية، ويشتري حاليًا الرمان من المزارعين، يعرف بـ”الضمّان” قال لعنب بلدي، إن المازوت رفع أجور الشحن لأكثر من الضعف مقارنة بالعام الماضي.
وقال إن أجرة براد الشحن سعة 30 طنًا لم تكن تتجاوز الثلاثة ملايين ليرة سورية (210 دولارات) في الموسم السابق، بينما وصلت إلى سبعة ملايين ليرة سورية (469 دولارًا) هذا الموسم.
وكذلك ارتفعت أجور الشحن للسيارات الصغيرة داخل المحافظة، إذ تضاعفت الأجور، بحسب ما ذكره عدد من ملاك سيارات الشحن الزراعي.
يمتلك ياسر (40 عامًا) سيارة شحن ينقل الخضار فيها من بساتين ريف درعا الغربي إلى سوق “الهال” في مدينة طفس، وقال لعنب بلدي، إن أصحاب السيارات اضطروا لمضاعفة الأجور إثر غلاء المازوت.
تكاليف مضاعفة للتبريد
مالكو وحدات الخزن والتبريد تعاقدوا مع تجار محصول الرمان مطلع أيلول الماضي، بهدف تخزين المحصول، مقابل 600 ليرة سورية للكيلو الواحد، لكن ارتفاع سعر المازوت ألغى هامش الربح لمالكي وحدات التبريد ما قد يعرضهم للخسارة.
فراس (35 عامًا)، وهو مالك وحدة تبريد في ريف درعا، أبدى تخوفه من خسارة محققة، لأنه يشغل وحدة التبريد على محرك ديزل يحتاج إلى ستة ليترات مازوت في الساعة.
وقال إنه تعاقد مع التاجر حين كان سعر ليتر المازوت 16ألف ليرة سورية، وطالب بتعديل شروط العقد ورفع السعر إلى 1000 ليرة للكيلو الواحد، إلا أن التاجر رفض.
ارتفاع سعر العلف
أدى ارتفاع أسعار المازوت إلى ارتفاع سعر العلف في السوق المحلية، بسبب ارتفاع أجور النقل التي أضافها التجار إلى سعر العلف.
وارتفع سعر كيس العلف بوزن 50 كيلوغرامًا ما يقارب 20 ألف ليرة سورية (1.3 دولار)، بحسب ما رصدته عنب بلدي في السوق المحلية.
وقال يوسف (38 عامًا)، وهو مربي أبقار، إن سعر الحليب لم يعد يغطي سعر العلف بعد الغلاء الأخير، إذ وصل سعر كيلو الحليب إلى 5000 ليرة سورية، ويباع مباشرة للتاجر، في حين يبلغ ثمن كيلو العلف 5800 ليرة سورية.
كما أثر غلاء المازوت في أجور حراثة الدونم، لترتفع من 100 ألف ليرة سورية إلى 120 ألفًا، وكذلك ارتفعت أجور رش الأدوية وأسعار الأسمدة العضوية وأجور السقاية وغيرها.