ضرر للمستهلك والمزارع
تذبذب في أسعار الخضراوات والفواكه بالباب
الباب – وليد الإدلبي
تشهد مدينة الباب بريف حلب الشرقي تقلبات في أسعار الخضراوات والفواكه بين ارتفاع وانخفاض يومي، حيث يمكن أن يرتفع سعر الصنف الواحد من خمس ليرات تركية إلى 20 ليرة، بين يوم وآخر.
وأرجع أصحاب محال قابلتهم عنب بلدي الأسباب إلى دخول البضائع إلى المنطقة سواء من تركيا أو عبر عمليات “التهريب” من جهة و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والنظام السوري من جهة أخرى، إضافة إلى تحكم بعض التجار، ما عرّض المزارعين المحليين لخسائر مالية.
الحالة التي تتجدد كل موسم، يرى معها السكان بأنهم الخاسر الأكبر، فهم المستهلك والحلقة الأخيرة في عملية الشراء، مطالبين بفرض رقابة فعالة تضبط أسعار الخضراوات والفواكه.
أتعبت المستهلك والمزارع
تقلبات السعر أرهقت السكان المستهلكين ودفعتهم إلى تقليل الكميات، إضافة إلى المزارعين الذين يبيعون خضراواتهم في سوق “الهال” كل يوم بسعر مختلف.
اضطر رسلان، أحد سكان مدينة الباب (متزوج ولديه ثلاثة أطفال)، إلى تقليل كميات الخضراوات والفواكه التي يشتريها، وبات يشتري كل ثلاثة أيام حاجته منها، وذكر مثالًا أنه صار يشتري نصف كيلوغرام بندورة بدلًا من اثنين، وأنه في بعض الأحيان يؤجل شراء الخضراوات حتى استقرار الأسعار.
قال رسلان لعنب بلدي، إن الأسعار بوضعها الطبيعي لا تتناسب مع مدخوله اليومي الذي لا يتجاوز الـ100 ليرة تركية (ثلاثة دولارات) من مهنته كسائق لنقل البضائع المنزلية إلى خارج مدينة الباب، مبديًا انزعاجه من تذبذب الأسعار.
في المحال وعلى “البسطات” يبلغ سعر كيلوغرام البندورة 24 ليرة تركية، والخيار 26 ليرة، والبطاطا السورية 19 ليرة، والبطاطا التركية 12 ليرة، والكوسا 20 ليرة، والبصل 9 ليرات.
أما الفواكه، فيبلغ سعر كيلو التفاح الأصفر 26 ليرة تركية، والتفاح الأحمر 23 ليرة، والرمان الفرنسي 17 ليرة، والرمان المحلي 8 ليرات، وهي تتغير بشكل يومي.
بضائع تركية وعرض وطلب
مزارع من قرية العيون قرب مارع شمالي حلب، قال لعنب بلدي، إن اضطراب الأسعار سببه دخول البضائع التركية إلى المنطقة، مثل مادة البطاطا التي يكلف الطن الواحد منها المزارع 250 دولارًا أمريكيًا في الطن الواحد، بينما تباع التركية في الأسواق بين 175 دولارًا و220 دولارًا للطن.
أما المزارع “أبو فهد” من منطقة الباب، فلم يزرع هذا العام أرضه التي تقدّر مساحتها بـ35 دونمًا بالخضراوات، نتيجة تقلبات الأسعار السنوية الحاصلة عند قطاف الموسم، مشيرًا إلى أن خسارته تقدّر بـ2200 دولار أمريكي في الموسم الواحد، قائلًا إن المنطقة تشبه السجن الكبير، وإن هناك إهمالًا في دعم المزارعين.
مسؤول نقابة “سوق الهال” في مدينة الباب، حميد الرجب، قال لعنب بلدي، إن السبب الرئيس لتفاوت أسعار الخضراوات والفواكه، هو دخول كميات من معابر “التهريب”، ودخول بعض الأصناف التركية.
وذكر أن بعض الأصناف تتقلب أسعارها تبعًا للعرض والطلب، مثل مادتي البطاطا والبندورة، مضيفًا أن البضائع التي تدخل بكثرة ينخفض سعرها، والتي تنخفض كمياتها يرتفع سعرها.
تحديد السعر عبر “فيس بوك”
مدير التموين في مدينة الباب، سامر المحمد، قال لعنب بلدي، إن المديرية تدرس حاليًا فكرة لتحديد أسعار الخضراوات والفواكه من سوق “الهال” المركزي، تتضمن وضع هامش ربح “معقول” حسب الفاتورة والصنف.
وذكر أن مديرية التموين والتجارة الداخلية ستقدّر نسبة الربح عبر إعلان المديرية أسعار المبيع في صفحة “فيس بوك” الخاصة بها.
وأضاف أنه في حال عدم التقيد بالأسعار المحددة، وعدم وجود لوائح أسعار في المحال، فإن المخالفين يعرضون أنفسهم لمخالفة مالية تقدّر بـ150 ليرة تركية (للمخالفتين).
وعند تكرار المخالفة (البيع بغير السعر المعلن)، وفي حال وصول عدد المخالفات إلى ثلاث خلال 30 يومًا من تاريخ المخالفة الأولى، سيتم رفع كتاب لرئاسة المجلس المحلي، واقتراح غرامة مالية تكون مستقلة عن قيمة المخالفة المالية للضبط، أو إغلاق المحل لثلاثة أيام.
بالدولار في سوق “الهال”
تتراوح كميات الخضراوات والفواكه التي تدخل يوميًا إلى سوق “الهال” المركزي في مدينة الباب بين 1000 و1500 طن بشكل تقريبي، أي ما يعادل دخول 40 برادًا بشكل يومي عبر المعابر من داخل الأراضي التركية، بحسب ما قاله رئيس نقابة سوق “الهال” لعنب بلدي.
وتباع البضائع بالدولار وبالطن، ثم ينقلها الباعة إلى المحال لبيعها بالمفرق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :