دفع روسي لتسريع التفاوض بين أنقرة ودمشق
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري له أهمية كبيرة للاستقرار المستدام في سوريا وتعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف لافروف في تصريحات لصحيفة “حرييت” التركية، نشرتها اليوم، الجمعة 1 من تشرين الثاني، أن روسيا تبذل جهودًا متواصلة لإنهاء الصراع بين دمشق وأنقرة.
وتابع، “ناقشنا هذا الموضوع مع زملائي الأتراك والإيرانيين في اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة لعملية أستانة، في نيويورك، في 27 من أيلول الماضي”.
وبحسب الوزير الروسي، فبما أن هناك إشارات من العاصمتين باهتمام جدي باستئناف الحوار، فموسكو تشجع الاستئناف السريع لعملية التفاوض.
وفي 25 من تشرين الأول الماضي، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه طلب من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، اتخاذ خطوات لضمان استجابة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للدعوة التركية بمسار تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وأوضح أردوغان في تصريحات لوسائل إعلام تركية، نقلت عنها صحيفة “يني شفق”، أنه ناقش مع بوتين قضية سوريا خلال مشاركته بقمة مجموعة “بريكس” في قازان.
وأشار أردوغان حينها إلى أنه ناقش مع بوتين مسألة لقاء الأسد، وقال، “منذ البداية أكدنا دائمًا أننا نؤيد حماية سلامة الأراضي السورية، وإرساء سلام دائم وعادل في جوارنا، بالإضافة إلى حماية حدودنا”.
وتابع، “توقعاتنا الأساسية هي أن تفهم الإدارة السورية الفوائد التي سيوفرها لها التطبيع الصادق والواقعي مع تركيا، وتتخذ الخطوات وفقًا لذلك”، آملًا في التوصل إلى خطوة بنّاءة بشأن هذه القضية في الفترة المقبلة وبناء التطبيع بين تركيا وسوريا.
وقال، “تحدثنا مع بوتين حول كل هذه القضايا ووجهات نظرنا وتوقعاتنا، طالبنا السيد بوتين باتخاذ خطوات لضمان استجابة بشار الأسد لندائنا، هل سيوجه بوتين أي نداء للأسد لاتخاذ خطوة؟ نترك ذلك للوقت”، مشيرًا إلى ان “الكل يعرف نفوذ روسيا على الإدارة السورية”.
نقاشات مع واشنطن
في 19 من أيلول الماضي، عقد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، لقاء مع سفير الولايات المتحدة السابق في أنقرة، جون باس، تركزت خلاله محادثات الطرفين على عملية التطبيع التركية المحتملة مع النظام السوري، وملفات أخرى.
ووفق مصادر دبلوماسية نقلت عنها شبكة “BBC turkce”، فإن فيدان تبادل مع السفير الأمريكي وجهات النظر حول حل يأخذ المخاوف الأمنية التركية في سوريا بعين الاعتبار.
وبدأ مسار التقارب بين تركيا والنظام السوري علنيًا بلقاء جمع وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام في 28 من كانون الأول 2022، وتحوّل فيما بعد إلى “رباعية” تشارك بها إيران، قبل إعلان روسيا بداية العام الحالي، انهياره في وقت سابق.
ومنذ أيار الماضي تتابعت التصريحات الإعلامية من أردوغان والأسد حول المسار والعودة إلى طاولة التفاوض، بلهجة أقل تصعيدًا، وصولًا إلى حديث عن لقاء مستقبلي بين الأسد وأردوغان والتنبؤ بمكانه وزمانه، لكن هذا اللقاء اصطدم بتمسك النظام السوري بشرط الانسحاب التركي من الشمال السوري، وهو ما تعارضه أنقرة حاليًا لأسباب ترتبط بأمنها القومي.
وأمام شروط النظام، تتحدث تركيا عن شروطها التي تتمثل بانتخابات حرة في سوريا ودستور جديد وضمانات لعودة اللاجئين، والقضاء على “الإرهاب” لتحقيق تطبيع “مثمر” للجانبين، وهو ما لا يتناوله النظام السوري في تصريحات مسؤوليه.
ومع تطورات الأوضاع في لبنان وغزة، تراجع خلال الأشهر الماضية الحديث عن مسار التقارب، ليعود مجددًا إلى الواجهة بعد حديث أردوغان وبوتين في قازان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :