طالب “مجلس أوروبا لحقوق الإنسان” الحكومة القبرصية بإخراج طالبي اللجوء من المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة، والسماح لهم بتقديم طلبات لجوء.
وقال مفوض حقوق الإنسان في “مجلس أوروبا”، مايكل أوفلاهيرتي، عبر “إكس” اليوم الخميس 31 من تشرين الأول، إنه “يدرك خطورة وتعقيد جهود السلطات القبرصية لوقف تدفق المهاجرين الذين يعبرون المنطقة العازلة من الشمال إلى الجنوب بحثًا عن اللجوء”.
لكن أوفلاهيرتي أكد في المقابل أن “ذلك لا يعني أن السلطات القبرصية يمكنها تجاهل التزاماتها بموجب القانون الدولي، بالسماح للمهاجرين بالمضي في إجراءات اللجوء، وتوفير ظروف الاستقبال المناسبة”.
“مجلس أوروبا” هو مؤسسة مستقلة غير قضائية، تعمل على تعزيز حقوق الإنسان في أوروبا.
وأوضح المفوض أن نحو 35 مهاجرًا، بما في ذلك أطفال صغار، ما زالوا يواجهون ظروفًا معيشية سيئة في المنطقة العازلة في العاصمة نيقوسيا، تجعل من الصعب عليهم الحصول على مواد مثل الحليب الصناعي وحفاضات الأطفال.
وأضاف أن “بقاء المهاجرين لفترة طويلة في مثل هذه الظروف من المرجح أن يؤثر على صحتهم العقلية والجسدية، كما يتضح من محاولتي انتحار امرأتين”.
اقرأ المزيد: المحكمة الأوروبية تدين قبرص لإعادة سوريين إلى لبنان
تأتي رسالة مفوض حقوق الإنسان، بعد نحو شهرين من دعوة وجهتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للحكومة القبرصية، إلى معالجة طلبات المهاجرين في المنطقة العازلة، وتأكيد المفوضية الأوروبية أن السلطات القبرصية “ملزمة” بدراسة طلبات لجوئهم.
وتقع المنطقة العازلة تحت حراسة الأمم المتحدة، وهي تفصل بين الجزء “التركي” والجزء “اليوناني” من الجزيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تموز الماضي، أن المنطقة العازلة المليئة حاليًا بخيام المهاجرين، تحتوي على مستنقع سابق مليء بالبعوض والذباب البري والجرذان.
وأضافت الصحيفة أن قبرص أجبرت 53 لاجئًا سوريًا على العودة إلى منطقة عازلة، مشيرة إلى أن هناك قلقًا مستمرًا من خطوات قبرص، مع إنشاء الأخيرة لمخيم ثان في منطقة عازلة أخرى، على بعد 22 كيلومترًا من العاصمة نيقوسيا.
وأوقفت قبرص، في نيسان الماضي، معالجة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين.
منذ مطلع منتصف العام الماضي، تطالب قبرص بضرورة إعادة تقييم بعض المدن السورية على أنها “مناطق آمنة”، ما يسمح لها بإعادة اللاجئين الواصلين لأراضيها من هذه المدن.
وأظهرت بيانات صادرة عن دائرة الأجانب والهجرة التابعة للشرطة القبرصية، أن السوريين الذين وصلوا إلى قبرص نهاية عام 2023 شكلوا 53% من إجمالي طالبي اللجوء.