حذّر مجلس الأمن الدولي، الأربعاء 30 من تشرين الأول، من أي محاولات لتفكيك أو تقليص عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما قررت إسرائيل حظر عملياتها.
وفي بيان للمجلس جرى اعتماده بالإجماع من قبل الأعضاء الـ15 الدائمين، أعرب المجلس عن قلقه إزاء التشريع الإسرائيلي الذي اعتمده البرلمان (الكنيست) الاثنين الماضي.
وحث مجلس الأمن الحكومة الإسرائيلية على الالتزام بمسؤولياتها الدولية واحترام امتيازات وحصانات “أونروا”، والوفاء بمسؤولياتها في السماح وتسهيل المساعدات الإنسانية الكاملة والسريعة والآمنة وغير المعوقة بجميع أشكالها إلى قطاع غزة في جميع أنحائه، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
وطالب أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف بتمكين “أونروا” من تنفيذ ولايتها كما اعتمدتها الجمعية العامة، في جميع مناطق العمليات، مع الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقالال واحترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية موافق الأمم المتحدة والمرافق الإنسانية.
من جهتها، قالت الوكالة الأممية، إن مجلس الأمن أكد على الدور الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة من خلال التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية والاستجابة للطوارئ في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا.
المفوض العام لـ”أونروا”، فيليب لازاريني، قال إن إنهاء الوكالة لأنشطتها خلال ثلاثة أشهر يعني أن المزيد من الأشخاص سيموتون في غزة.
وأضاف أنه إذا جرى تطبيق القوانين الإسرائيلية فإن هذا سيكون بمثابة كارثة كاملة، وسيخلق فراغًا ويغذي المزيد من عدم الاستقرار.
كان “الكنيست” الإسرائيلي أقر في 28 من تشرين الأول، حظر نشاط “أونروا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هذه الخطوة قابتلها إدانات عربية ودولية اعتبرتها انتهاكًا للقانون الدولي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبر “إكس”، إنه إذا تم تنفيذ هذا القانون فمن المرجح أن تمنع “أونروا” من مواصلة عملها الأساسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما ستكون له عواقب مدمرة على اللاجئين الفلسطينيين.
ودعا غوتيريش إسرائيل إلى التصرف بما يتفق مع التزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
أوضاع إنسانية صعبة
تأتي الخطوة الإسرائيلية في الوقت الذي تحذّر به جهات ومنظمات دولية من مجاعة في شمال غزة، في ظل نقص حاد في المساعدات الإنسانية تعترف به الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل.
وفي الوقت الذي تواصل به إسرائيل اجتاحها البري وحربها على القطاع تتواصل مجازر قواتها في غزة، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، ارتكاب خمس مجازر ضد العائلات في غزة، وصل منها إلى المستشفيات 100 وقتيلان، و287 مصابًا، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 43 ألفًا و163 قتيلًا، و101 ألف و510 مصابين، وفق بيانات الوزارة.