خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
شكر النعمة فرديًا ومجتمعيًا
شكر النعمة على المستوى الفردي يكون بالالتزام الأخلاقي وصرف النعمة في مصارفها الحق دون تبذير أو إسراف، أمّا على مستوى المجتمع فتكمن في نشر العدل والحرية والتزام المحاسبة وفق ميزان منفعة الناس وهذا هو الضامن للزيادة.
ومن هذه الجهة يعدّ الغرب متقدمًا على مجتمعاتنا بمراحل -رغم أنه لا يزال متخلفًا وفق هذه المفاهيم- ولذلك فهو يستمر وينمو ونحن في نكوص نمشي مكبّين على وجوهنا! {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} .
النقد الذاتي والذّكرى
عندما نمارس عملية النقد الذاتي المستمر فنحن في الحقيقة نعيد رسم الحدود في إصرار لكي نستعملها كعلامات فارقة لمعرفة مكاننا بالنسبة للخطأ، حتى لو لم نتحرك للأمام، وذلك لكي لا نفقد الاتجاه… تلك هي الذكرى! {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة الذّاريات، 55).
الآيات وطاقات العقل
قال الله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (سورة البقرة، 106) ثمّ شرح كلمة «آية» في آية أخرى فقال {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} وقال {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} (سورة الإسراء، 59) ردًا على مطالبة الكافرين الرسول بالآيات، وبالتالي كأن الله سبحانه يقول: نسَخْنا الآيات الكونية الإعجازية لكننا أتينا بخير منها؛ من جهة أن القرآن فجر طاقات العقل والإنسان المسؤول! أو مثلها من جهة أنّه لفت النظر للظواهر التي نعتبرها طبيعية ومدى الإعجاز فيها الذي لا يقل عن الخوارق المرحلية!
الثبات الأخلاقي
مواقف الثبات الأخلاقي استثناء للقاعدة، ليس من جهة عدم واقعيتها لكن من جهة أن أصحابها استثنائيون، لكنّها لا تفشل أبدًا وتنجح دائمًا. المواقف الصادقة لا تُهزم إلّا إن أُلبس الإيمان بظلم! {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (سورة الأنعام، 82).