ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، أن مستشارين كبيرين للرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيصلان اليوم، الخميس 30 من تشرين الأول، إلى إسرائيل، لمحاولة التوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء الحرب في لبنان والسماح للمدنيين من جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم.
وبحسب الموقع، فإذا تمكن مستشارا بايدن، آموس هوكشتاين وبريت ماكجورك، من التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني، خلال زيارتهما، فمن شأن ذلك التخفيف من حدة الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، لأول مرة منذ هجوم “حماس” في 7 من تشرين الأول 2023.
كما يرى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن “حزب الله” بعد الضربات التي تعرض لها خلال الشهرين الماضيين، بما فيها اغتيال حسن نصر الله، مستعد لقطع علاقته بـ”حماس” في غزة، معتبرين أن من الممكن التوصل لاتفاق وإنهاء القتال بين إسرائيل و”حزب الله” خلال أسابيع، وفق “أكسيوس”.
ومساء الثلاثاء، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجتماعًا مع عدد من الوزراء وكبار قادة القوات الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات لمناقشة الصفقة المحتملة.
وبحسب مستشارين إسرائيليين، فإن مستشار بايدن، آموس هوكشتاين، ينتظر أن يقرر الإسرائيليون ما إذا كانوا سيمضون قدمًا في الاتفاق قبل أن يسافر إلى إسرائيل، وقالوا إن الزيارة الأمريكية تشير إلى أن نتنياهو يؤيد السعي إلى التوصل لاتفاق.
هوكشتاين زار بيروت الأسبوع الماضي، وحصل على رد إيجابي من المسؤولين اللبنانيين حول إمكانية التحرك لوقف إطلاق النار بغض النظر عن الحرب في غزة، مع وجود مؤشرات على انفتاح إسرائيل على إنهاء الحرب في لبنان، في الوقت الذي يقترب به الجيش الإسرائيلي من إنهاء عمليته البرية في القرى الواقعة قرب الحدود مع الأراضي المحتلة، في الجنوب اللبناني، وفق ما نقله “أكسيوس”.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن الجيش الإسرائيلي أوصى نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بأن الوقت الآن مناسب للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء القتال مع “حزب الله” وتجنب التورط في حرب في لبنان.
ما مضمون الاتفاق؟
نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين أن الاتفاق الذي تجري مناقشته يعتمد على إعادة تنفيذ قرار مجلس الأمن “1701” الذي أنهى حرب 2006.
وسيتضمن الاتفاق قيد النظر، إعلان وقف إطلاق النار، تليه فترة انتقالية من 66 يومًا، ينقل خلالها “حزب الله” أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني بعيدًا عن الحدود مع إسرائيل، كما سيقوم الجيش اللبناني بنشر 8000 جندي على طول الحدود مع إسرائيل وسينضمون إلى قوات حفظ السلام الأممية “يونيفيل” هناك، لتنسحب القوات الإسرائيلية تدريجيًا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وقبل أسبوعين، قدمت إسرائيل إلى الولايات المتحدة وثيقة شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، ومن مطالبها السماح للجيش الإسرائيلي بالمشاركة “بشكل فعال” لضمان عدم قيام “حزب الله” بإعادة تسليح وبناء بنيته التحتية العسكرية في المناطق الجنوبية اللبنانية القريبة من الحدود.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين فإن هذا الشرط لن يكون جزءًا من الاتفاق مع لبنان لكن إسرائيل تريد خطاب تأكيد من إدارة بايدن بأن الولايات المتحدة ستدعمه.
تصعيد مستمر
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في لبنان، إذ تسببت غارة إسرائيلية مساء الثلاثاء، بمقتل عشرة أشخاص على الأقل في بلدة الصرفند، جنوبي لبنان، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما ذكرته وكالة “رويترز“، اليوم الأربعاء.
وزارة الصحة اللبنانية تحدثت مساء الثلاثاء، عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 21 آخرين بغارات إسرائيلية على الصرفند وحارة صيدا والبازورية في الجنوب.
وقبل هذه الغارات، بلغت حصيلة القتلى في لبنان جراء الحرب الإسرائيلية 2792 قتيلًا، بالإضافة إلى 12 ألفًا و772 مصابًا، وفق بيانات الوزارة.
واليوم، الأربعاء، وجه الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء إلى سكان بعلبك وعين بورضاي ودروس، وطلب انتقالهم خارج المدينة والقرى عبر محاور طريق النحلة- بعلبك، وطريق الأرز- بعلبك.
من جانبه، أعلن “حزب الله” استهداف تجمعين لجنود إسرائيليين في منطقة العمرا، جنوبي بلدة الخيام، بصلية صاروخية، وتجمع آخر في منطقة اليعقوصية عند أطراف بلدة الخيام، كما هاجم بطائرات مسيرة انقضاضية قادة “طيرة الكرمل” في جنوب حيفا، وقصف تحشيدات إسرائيلية جنوبي منطقة جحر الديك، بقذائف هاون “عيار 60″، واستهدف بصليتين صاروخيتين، تجمعين لجنود إسرائيليين في خلة العصافير، في بلدة الخيام، وشرقي نبع الوزاني.