عنب بلدي – خاص
صمت يصفه أهالي مدينة الرقة بـ “الثقيل”، يخيم على المدينة التي تترقب مصيرها، وخاصة بعد إعلان أمريكا، السبت 2 نيسان، عن نيتها إرسال قوات خاصة لتدريب قبائل عربية أبدت استعدادها لمواجهة التنظيم داخل مناطق سيطرته في سوريا.
وتتفق أمريكا والوحدات الكردية على ضرورة السيطرة على مدينة الرقة، التي تقطنها غالبية عربية، إذ أعلن رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي، صالح مسلم، الجمعة، أن القوات الكردية “تستعد لتحرير الرقة”، بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
قبائل عربية لقتال التنظيم
الولايات المتحدة وبعد إعلانها، كانون الأول الماضي، إرسال قوة خاصة جديدة لشن غارات ضد تنظيم “الدولة”، في العراق وسوريا، تدرس خطة، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين، حول زيادة عدد القوات الخاصة في سوريا، لتسريع زيادة مكاسبها ضد تنظيم “الدولة”، كما أنها تسعى لتدريب قبائل عربية للقتال ضد التنظيم.
وستُخصص القوات الأمريكية الإضافية في سوريا “بشكل أساسي”، لتحديد المواقع التي ستدرب فيها رجال قبائل عربية تطوعوا لقتال تنظيم “الدولة”، وفق المسؤولين، إذ ستزود القوات رجال القبائل بأسلحة، وتمهّد الطريق جوًا أمام شن هجوم على مدينة الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم.
المسؤولون الذين وصفتهم الوكالة بأنهم على علم بتفاصيل الاقتراح، امتنعوا عن كشف الأعداد التي يدرس إرسالها إلى سوريا، إلا أنهم أكدوا حديث الإدارة الأمريكية حول زيادة حجم القوات الخاصة “عدة مرات”، من حجم القوة الموجودة حاليًا، والبالغ عددها 50 جنديًا يعملون كمستشارين بعيدًا عن خطوط المواجهة.
ومن المقرر أن تكون الزيادة، منفصلة عن جهود عسكرية أمريكية معدلة تجري حاليًا، لتدريب عدد محدود من المقاتلين السوريين في تركيا، بحسب “رويترز”، وتتركز الجهود على تعليمهم تحديد الأهداف لغارات التحالف الجوية.
التقدم نحو الرقة بمشاركة “سوريا الديموقراطية“
صالح مسلم، ألمح في حديثه قبل يوم من الإعلان الأمريكي، إلى ضرورة انضمام “سكان الرقة العرب” إلى قوات “سوريا الديموقراطية” التي تضم بين أربعين وخمسين ألف مقاتل، لمواجه التنظيم، والتوجه إلى الرقة، مؤكدًا أنه “إذا حررنا الرقة لن نسمح لقوات النظام بدخولها، إلا ضمن إطار سياسي معين”.
وتأتي خطوة القوات ضمن هدفها الرئيسي، وهو طرد “التنظيمات الإرهابية” من الأراضي السورية، وفق مسلم، بينما تحاول التمدد في مناطق شمال سوريا بين جرابلس واعزاز، لتصل المناطق الكردية الثلاث ببعضها عفرين وكوباني والجزيرة، الأمر الذي ترفضه تركيا وتعتبره تهديدًا لأمنها.
ويبدو أن “أعداء” التنظيم يزدادون شيئًا فشيئًا، في الوقت الذي يحاول الأخير، إظهار جهوزيته للمعركة التي طرحت منذ أشهر، من خلال بثه تسجيلات مصورة تظهر الاشتباكات مع عناصر قوات “سوريا الديموقراطية”، في مناطق قريبة من الرقة، كسد الفاروق وعين عيسى شمالها.
التحالف الدولي غيّر رأيه
ومنذ إعلان وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، شباط الماضي، أن الإمارات العربية وافقت على إرسال قوات عملياتها الخاصة إلى سوريا، “للمساعدة في تدريب القوات المحلية من السنة، واستعادة السيطرة على مدينة الرقة”، لم يتغير شيء على الأرض، بينما يبدو أن التحالف الدولي الذي أعلن منتصف آذار الماضي، أنه لا يخطط في الوقت الراهن لاستعادة الرقة، قد غير رأيه.
وكان قائد العمليات الخاصة في التحالف، جوزف فوتل، أوضح حينها خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أنه يبحث استراتيجية التوجه إلى الرقة وعزلها، لكنه لا يخطط لاستعادة المدينة، والسيطرة عليها، معتبرًا أن قرابة 80% من قوات الدفاع عن سوريا على الأرض هم من الأكراد.
قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال لويد أوستن، أكد في وقت سابق، أن هدف القوات الخاصة في سوريا “تجنيد المزيد من العرب والتركمان”، مشيرًا إلى أن واشنطن “تسعى لمواصلة تعزيز القوات المحلية القادرة على مواجهة الجهاديين، وتريد التركيز على عدد أقل من الأشخاص، كي تستطيع تدريبهم بكفاءات محددة، ويقاتلوا إلى جانبها لاحقًا”.
وينتظر أهالي مدينة الرقة مصيرهم بصمت، في ظل خطة أمريكا التي تقود التحالف، وتعتمد على “سوريا الديموقراطية”، في عملياتها البرية ضد التنظيم، ونية النظام السوري التقدم باتجاه المدينة، خاصة بعد إخضاع تدمر لسيطرته مؤخرًا، إضافة إلى عملياته بين حماة والرقة، بينما يعتبر الأهالي أن أكثر من 300 ألف نسمة حاليًا في المدينة، هم الخاسر الأكبر من المعارك.