دعا رئيس حزب “الحركة القومية” التركي، دولت بهتشلي، إلى الوحدة الوطنية في بلاده، معتبرًا أن تركيا لا تعاني من مشكلة كردية ولن تعاني منها أبدًا.
جاءت تصريحات بهتشلي ضمن بيان أصدره اليوم، الاثنين 28 من تشرين الأول، في ذكرى “تأسيس الجمهورية التركية”.
وقال إن من يقاومون “إعلان الوحدة الوطنية” ويتمسكون بـ”لغة الإرهاب” ليسوا على الطريق الصحيح في وقت تعاني الدول المحيطة بتركيا من الغليان.
وأضاف أن على “المتشبثين بالأسلوب التمييزي والانفصالي والديمقراطيين المزيفين استغلال الفرصة الأخيرة”، وأن المشكلة القائمة مشكلة “الإرهاب الانفصالي”، في إشارة إلى حزب “العمال الكردستاني”.
بيان بهتشلي حمل لغة تهديد لـ”العمال الكردستاني” حين قال، إنه في حال وجدت مقاومة فلا بد من استخدام أساليب أكثر قسوة وأسرع وأكثر عنفًا.
وأضاف أنه هذه الأيام يجب فيها “تعزيز وعي الوحدة الوطنية والتضامن”، وأن يلتزم الجميع دون قيد أو شرط بالسلامة غير القابلة للتجزئة للدولة.
وهذه الدعوة الثانية التي يوجهها بهتشلي لإنهاء المشكلة مع أطراف كردية خلال أسبوع.
في 22 من تشرين الأول الحالي، قال بهتشلي في اجتماع للبرلمان التركي، “إذا جاء (الإرهابي) الذي قال: أنا مستعد لأي خدمة، عندما أُحضر إلى تركيا (يشير إلى عبد الله أوجلان)، فعليه أن يعلن حلّ منظمته أمام اجتماع حزب (DEM)”.
وأثارت تصريحات بهتشلي جدلًا في الأوساط السياسية التركية، واتهمه رئيس حزب “الجيد” التركي المعارض، مساوات درويش أوغلو، بـ”انتهاك ولاء الأمة التركية”.
وبعد المبادرة التي طرحها بهتشلي، تعرض مجمع الصناعات الدفاعية في أنقرة لهجوم قال وزير الداخلية، علي يرلي كايا، إن أحد منفذيه ينتمي لحزب “العمال”.
وأسفر الهجوم على مجمع الصناعات الدفاعية في أنقرة (شركة توساش) عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين.
وتتعرض تركيا بشكل متكرر لهجمات على نقاط أمنية وعسكرية أو منشآت حكومية أو مراكز مدنية، وتصف أنقرة العمليات بـ”الإرهابية” وتتهم حزب “العمال” بالضلوع فيها.
ويتبنى الحزب بعض هذه العمليات التي تضرب أهدافًا أمنية أو عسكرية، بينما يتجاهل العمليات الأخرى، خاصة التي تصيب أهدافًا مدنية.
وعقب دعوة بهتشلي، التقى عبد الله أوجلان، الزعيم السابق لـ”العمال الكردستاني، بعائلته لأول مرة منذ أربع سنوات.
وقال عمر أوجلان، ابن أخ عبد الله أوجلان، إن الزيارة “جاءت في الإطار العائلي”، وطالب باستمرار الزيارات باعتبارها “حقًا قانونيًا مهما كانت الظروف”.
وأكّد الزعيم السابق لحزب “العمال الكردستاني” خلال الزيارة استعداده لنقل الصراع الدائر بين الحزب والحكومة التركية من “أرضية الصراع والعنف إلى الأرضية القانونية والسياسية، إذا توفرت الظروف”.
وكان عبد الله أوجلان اعتقل في 1999 في كينيا، بعملية استخباراتية تركية، بتهمة الخيانة وتأسيسه حزب “العمال الكردستاني”، العدو التقليدي لأنقرة التي تصنفه على قوائم “الإرهاب”.