يعاني مستخدمو شبكات الإنترنت في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي من ضعف الشبكة وانقطاعات متكررة لها، ما يعوق تواصلهم ويؤثر سلبًا على عملهم سواء خلال الاجتماعات وورشات العمل والتعلم عن بعد.
وتظهر مشكلة الانقطاع والضعف في تزامن الصوت والصورة (خلال مكالمات الفيديو)، ويضطر المشاركون للاكتفاء بالاستماع دون استخدام الكاميرا، ما يؤثر سلبًا على جودة التواصل.
خدمة سيئة بأسعار مرتفعة
اشتكى مصطفى خالد، وهو صاحب محل هواتف في المدينة، من تكرار انقطاع وضعف الإنترنت، ما أثر سلبًا على عمله في خدمة الزبائن وصيانة أنظمة الهواتف التي تتطلب اتصالًا ثابتًا بالإنترنت.
ويدفع مصطفى 25 دولارًا أمريكيًا شهريًا مقابل الحصول على خط إنترنت بسرعة 10 ميجابت في الثانية، معتبرًا أنها تكلفة مرتفعة مقابل خدمة لا تعد جيدة، لافتًا إلى أن السرعة الفعلية لا تتجاوز 8 ميجابت.
ويزداد الأمر سوءًا عند انقطاع الكهرباء في المدينة، حيث لا يوجد حل بديل لدى أصحاب الشبكات، ولا حتى بطاريات لتشغيل الإنترنت، إذ يمتلك مصطفى “راوتر” مرتبطًا ببطارية، لكن صاحب الشبكة لا يملك بطاريات لتشغيل الشبكة عند انقطاع الكهرباء.
وأشار مصطفى إلى أنه قدم العديد من الشكاوى لأصحاب الشبكات، لكن دون حلول مجدية أو تغيير لوضع الشبكات الرديء المستمر منذ نحو عام.
الشابة فاطمة محمد من مدينة الدانا، قالت لعنب بلدي، إنها تدفع 10 دولارات (نحو 350 ليرة تركية) اشتراكًا شهريًا للإنترنت بسرعة 1 ميغابت، معتبرة أن السعر مرتفع مقابل الخدمة، ومقارنة بالأجور والرواتب، حيث تعمل ممرضة في إحدى العيادات.
وذكرت فاطمة أنها تقدمت بشكاوى عديدة لصاحب الشبكة حول ضعف الخدمة، وكان الرد دائمًا أنه “ضعف عام” أو أن المشكلة ترجع إلى ضعف الإنترنت المصدر الرئيس في تركيا، كما قامت بتبديل الشبكة، لكن لم تجد أي فرق بينها.
من جانبه، قال الطالب الجامعي أحمد مصطفى، إن تكلفة اشتراك الإنترنت عبء يضاف إلى تكاليف الدراسة، وأضاف أنه يحتاج إلى الإنترنت لأغراض دراسته وعمله، إذ يعتمد عليه بشكل مستمر لفترات طويلة.
وتعد الأسعار مرتفعة جدًا مقارنة بمستوى الدخل في المنطقة، حيث لا تتجاوز أجور العمال اليومية 100 ليرة تركية (ثلاثة دولارات).
ما الأسباب
أحمد العمر، صاحب شبكة إنترنت في مدينة الدانا، قال لعنب بلدي، إن العوامل التي تؤدي إلى ضعف خدمة الإنترنت هي أن الزبائن يشتركون في سرعات محدودة لا تلبي احتياجاتهم، إضافة إلى مشكلات تتعلق بـ”الراوتر” والكوابل.
وذكر أن معظم الزبائن يشتركون بباقات لا تكفيهم من حيث سرعة الإنترنت مثل 1 ميغابت، ما يؤدي إلى ضعف الخدمة.
وأضاف أن “الراوتر” يلعب دورًا في ضعف الإشارة، كما أن انقطاع الكهرباء المستمر يؤثر بشكل مباشر على جودة الإنترنت.
وفق أحمد، فإن الأسعار تتفاوت بسبب انخفاض الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، لافتًا إلى أن أصحاب الشبكات حددوا سعر الباقات بالدولار لتثبيت السعر.
وتابع أن الشبكة تتلقى الشكاوى عن طريق رقم المكتب، حيث يتم التواصل مع الزبون وتقييم السرعة الفعلية.
وفي حال كانت المشكلة في السرعة، تتم زيادتها للتأكد من الأداء، أما إذا لم يكن السبب السرعة، فيتم إرسال فريق صيانة للتحقق من أي مشكلات أخرى.
وتعتمد شبكات الإنترنت في الشمال السوري على مصادر خارجية، قائمة على استيراد أشخاص وشركات للخدمة عبر الكوابل من تركيا، نظرًا إلى عدم وجود بنية تحتية محلية كافية.
وتتنوع اشتراكات الإنترنت في الشمال السوري حسب السرعة والتكلفة، وغالبًا ما تقدم الشبكات باقات إنترنت محدودة السرعة، تبدأ من 1 ميغابت في الثانية وتصل إلى 10 ميغابت أو أكثر.
وتعرضت شبكات الإنترنت والقائمين عليها لأضرار وخسائر إثر الزلزال في شباط 2023، حالها كحال العديد من المنشآت في القطاعات المختلفة.
وفي أيار الماضي، أعلنت حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب عن بدء استقبال طلبات منح التراخيص لمزاولة مهنة تجارة الإنترنت، ضمن فترة خمسة أيام.
ويعد الترخيص بمثابة سماح قانوني لمزاولة مهنة تجارة الإنترنت، ويمنح وفق قوانين ولوائح تنظيمية معمول بها في حكومة “الإنقاذ”.
وتشرف المؤسسة العامة للاتصالات على قطاع الاتصالات في إدلب، وتعلن بشكل دوري عن إجراء صيانة للخطوط وتركيب لخطوط جديدة وتوسيع للشبكة.