ذكرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أن التصعيد العسكري التركي شمال شرقي سوريا ردًا على هجوم ضرب العاصمة التركية أنقرة خلال الأسبوع الماضي، من شأنه التأثير سلبًا على “وساطة قائمة” للحوار مع تركيا.
وقال قائد “قسد” مظلوم عبدي، لوكالة “فرانس برس”، الأحد 28 من تشرين الأول، إن الغارات التركية من شأنها التأثير سلبًا على إجراء حوار مع تركيا” لافتًا إلى وجود “وساطة قائمة” مع الأتراك لإجراء “حوار سياسي وعسكري”.
وأضاف، “فتحنا تحقيقًا داخليًا ويمكنني أن أؤكد أن أيًا من المهاجمين لم يدخل تركيا من الأراضي السورية” (في إشارة لمنفذي هجوم أنقرة).
وتعرض مقر شركة الصناعات الجوية التركية (توساش) لهجوم في 23 من تشرين الأول الحالي، تبناه “حزب العمال الكردستاني”.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أن المهاجمين “تسللوا من الأراضي السورية”، في حين قال عبدي ردًا على أردوغان إن “قسد” لا علاقة لها بالعملية ولم يدخل أي شخص من مناطق سيطرتها إلى تركيا.
واعتبر عبدي أن هدف تركيا من الهجمات الانتقامية شمال شرقي سوريا، ليس فقط الرد على الأحداث التي وقعت في أنقرة، بل أيضًا “استهداف المؤسسات ومصادر عيش السكان”.
وأضاف أن الهدف الرئيس هو إضعاف والقضاء على “الإدارة الذاتية”، وإجبار السكان على الهجرة، وفق ما نقلته “فرانس برس”.
ولفت قائد “قسد” إلى أنه منفتح على الحوار لتهدئة التوترات، لكنه طالب بإنهاء الهجمات التركية التي قال إنها “مستمرة وتشير إلى عملية أوسع نطاقًا محتملة”.
وقال عبدي، “نحن مستعدون لحل القضايا مع تركيا عبر الحوار، ولكن ليس تحت ضغط الهجمات، لذلك يجب وقف هذه العمليات حتى تستمر جهود الحوار”.
وانتقد مظلوم عبدي حلفاءه الأمريكيين لعدم حمايتهم لقواته من الهجمات التركية، قائلًا إن موقف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة “يبدو ضعيفًا”.
وقبل يومين أبدت واشنطن قلقها من التصعيد العسكري التركي ضد “قسد” شمال شرقي سوريا، في حين أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) حق تركيا في محاسبة المسؤولين عن هجوم أنقرة الذي وصفته بـ”الإرهابي”.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، لعنب بلدي، إن الولايات المتحدة تشعر بـ”قلق بالغ” إزاء النشاط العسكري في شمالي سوريا، وتأثيره على السكان المدنيين والبنية التحتية، وعلى “فعالية عملياتها لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم (الدولة الإسلامية)”.
ووفق “الإدارة الذاتية“، وهي المظلة السياسية لـ”قسد”، فإن الغارات التركية على مدار أيام، أسفرت عن مقتل 18 شخصًا بينهم 14 مدني، إضافة لجرح 68 شخص بينهم 54 مدنيًا.