العربات الجوالة تنتشر “عشوائيًا” في أحياء حلب

  • 2016/04/03
  • 3:22 ص

أبو صالح يبيع الخبز على عربته في بستان القصر - الأربعاء 30 آذار

عبد الرزاق زقزوق – حلب

أعمل أكثر من تسع ساعات في بيع الخبز، رغم ضعف حركة السوق وغلاء الأسعار وقلة الموارد، بينما لا يكفي المبلغ الذي أحصل عليه، سوى لشراء طبق بيض وبعض حبات من البندورة لا أكثر“.

رغم انتشار العربات المتجولة في غالبية أحياء مدينة حلب، إلا أن أصحابها يعانون أوضاعًا معيشية صعبة، في ظل معوقات كثيرة تقف في طريقهم، أبرزها كثرة العاملين في المجال، وغياب جهة تحصي أعدادهم وتنظم عملهم.

محمد شموقة (40 عامًا)، من سكان حي بستان القصر في حلب، يعمل بائعًا متجولًا على عربة خبز، لا يكفيه ما يجنيه منها خلال ساعات عمله من الحادية عشرة صباحًا وحتى الثامنة مساءً، وأوضح لعنب بلدي أنه لجأ لهذا العمل “لقلة فرص العمل المتاحة”، معتبرًا أن ما يجمعه يوميًا (قرابة دولارين)، ليس عادلًا، لأنه لا يكفي لسد رمق عائلته المكونة من خمسة أفراد.

وتتنوع المواد التي يعرضها الباعة الجوالون، بين الخضراوات والفواكه وبعض المواد الاستهلاكية الأخرى التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية.

أبو صالح، يبلغ من العمر 62 عامًا، ويقطن في حي بستان القصر، يسوق عربته إلى محاذاة مبنىً مدمر بالكامل في الحي، ويعرض عليها الخضار والفواكه، تحدث لعنب بلدي “أنا أعمل كبائع متجول من قبل اندلاع الثورة، إذ لم يكن باستطاعتي تأمين محل أعرض فيه بضاعتي”، مردفًا “مازلت غير قادرٍ على ذلك في ظل ارتفاع الأسعار واكتظاظ الحي بالسكان”.

يبدأ أبو صالح عمله من الساعة السابعة صباحًا حتى 12 ليلًا، ويعزو سبب ارتفاع الأسعار، إلى “الركود الاقتصادي بعد توقف الورشات والمعامل من جهة”، مشيرًا إلى أن غلاء أسعار الخضراوات، يعود لارتفاع أجور نقلها إلى الأحياء.

الأهالي يميلون للشراء من العربات

ويميل سكان بستان القصر والشعار والأحياء المجاورة، إلى الشراء من العربات المتنقلة، وفق محمد نور، من أهالي حي الأنصاري الشرقي، الذي أشار لعنب بلدي أنه يشتري من العربات التي تمر من أمام منزله “لأن أسعارها أرخص من المحال التجارية”.

أما أبو وائل، من الحي ذاته، فيشتري من العربات “لأنها أرخص ثمنًا رغم أنها أقل جودة”، قائلًا “أنا مضطر للتوفير قدر الإمكان نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي أمر بها”.

وتعمل العربات بدون تنظيم أو رقابة في أحياء حلب المحررة، ويوضح رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، بريتا الحاجي حسن، لعنب بلدي أن المجلس ليس لديه كوادر لتنظيم أو إحصاء أعداد الباعة الجوالين.

الحاجي حسن عزا السبب إلى أن المجلس يعمل حاليًا بـ 5%، من كوادره على الصعيدين الإداري والفني، مشيرًا إلى أن البقعة الجغرافية التي يغطيها كانت تضم 20 ألف موظف، إلا أن عددهم حاليًا انخفض إلى 589.

تأثرت الحالة الاقتصادية في حلب سلبًا، نتيجة الاستهداف المتكرر للأحياء المحررة من قبل قوات النظام، ما أدى إلى نزوح معظم السكان وترك أحيائهم، ويعزو جميع من استطلعت عنب بلدي آراءهم، الأسباب إلى صعوبة وصول المواد الغذائية إليها، وقلة فرص العمل التي جعلت من الطبقات المتوسطة قبل الثورة، فئة فقيرة بعدها، على حد وصفهم.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية