الماموجرام.. فحص أساسي للكشف المبكر عن سرطان الثدي

الماموجرام.. فحص أساسي للكشف المبكر عن سرطان الثدي
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يعتبر تصوير الماموجرام للثدي هو الإجراء الأساسي للكشف المبكر عن سرطان الثدي والكتل الحميدة، وهو يتكامل مع الفحص السريري الدوري والفحص الذاتي الشهري للثدي، لذلك ينصح أن يكون لدى كل امرأة بعض المعلومات الأساسية التعريفية بهذا الفحص.

ما تصوير الماموجرام

أشعة الماموجرام للثدي Mammogram)) أو تصوير الثدي الشعاعي، هو فحص تصويري تستخدم فيه الأشعة السينية ذات التردد العالي بجرعات منخفضة لتوليد صورة داخلية للثدي للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في أنسجة الثدي، ويوجد منه نوعان:

  • التصوير الشعاعي التقليدي: فيه يتم التقاط صورتين بالأشعة السينية لكل ثدي بزوايا مختلفة وتنتج عنه صور ثنائية الأبعاد للثدي، هو النوع الأكثر شيوعًا من تصوير الثدي بالأشعة السينية.
  • التصوير المقطعي (تصوير الثدي الشعاعي ثلاثي الأبعاد): يشبه التصوير الشعاعي للثدي بالأشعة السينية، ولكن بدلًا من صورتين بالأشعة السينية للثدي يتم التقاط صور أشعة سينية متعددة من زوايا مختلفة لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد لأنسجة الثدي، ويمكن أن يساعد ذلك الأطباء على اكتشاف التشوهات الصغيرة التي قد لا تكون مرئية في تصوير الثدي بالأشعة السينية التقليدية.

ما الهدف من إجراء تصوير الماموجرام

يوجد نوعان رئيسان من فحص الثدي بأشعة الماموجرام، هما:

التصوير الروتيني للثدي بالماموجرام: تستخدم أشعة الماموجرام للفحص الروتيني السنوي للكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى السيدات اللاتي لا يعانين من أي مشكلات ولا تظهر عليهن أي أعراض، ومع أن المنظمات الطبية لم تتفق على السن التي يجب على النساء فيها بدء تصوير الثدي بالأشعة السينية بانتظام، أو عدد المرات التي ينبغي لهن فيها تكرار الفحص، فإنه ينصح عادة  بإجراء هذا الفحص لكل النساء فوق سن الـ40 عامًا بشكل دوري كل عام أو عامين في حال عدم وجود عوامل خطورة للإصابة، ويتغير العمر الموصى به بالبدء بإجراء الفحص ووتيرة الفحوص عند وجود عوامل خطورة للإصابة بسرطان الثدي أو عند وجود إحدى المصابات بسرطان الثدي في العائلة.

الفحص التشخيصي بالماموجرام: يجرى للنساء اللاتي يعانين من أعراض غير طبيعية في الثدي، حيث يساعد هذا الفحص على اكتشاف المزيد من التفاصيل عن التغيرات في أنسجة الثدي، وقد يستخدم تصوير الثدي بأشعة الماموجرام التشخيصي أيضًا في متابعة الحالات التي سبق لها الإصابة بسرطان الثدي، وتشمل التغيرات غير الطبيعية في الثدي التي تستدعي إجراء الماموجرام ما يلي:

  • وجود كتل في الثدي.
  • تغير في لون حلمة الثدي.
  • حدوث تشوه في شكل الثدي أو الحلمة.
  • خروج إفرازات من الحلمة (بغير الرضاعة الطبيعية).
  • الإصابة بالحكة وتهيج جلد الثدي.
  • الشعور بألم متكرر في الثدي.

ما التوصيات قبل إجراء التصوير بالماموجرام

يوصى باتباع النصائح التالية قبل إجراء تصوير الثدي بأشعة الماموجرام:

  • تجنب استخدام المواد الكيماوية على منطقة الثدي أو تحت الإبط، مثل مزيل العرق والعطور والمراهم والكريمات، إذ إن هذه المواد تظهر على شكل نقاط وبقع بيضاء صغيرة في صورة الأشعة، ما يسبب صعوبة في التشخيص.
  • تجنب إجراء الماموجرام قبل أو في أثناء الدورة الشهرية، لتجنب الشعور بألم في الثدي خلال الفحص، إذ إن الثدي في هذه الفترة قد يكون مؤلمًا، لذا ينصح بإجراء الفحص بعد أسبوع إلى 10 أيام من انتهاء الدورة الشهرية.
  • ارتداء ملابس يسهل خلعها، إذ إن الجسم سيكون مكشوفًا من منطقة الخصر إلى الأعلى لإجراء التصوير.
  • إخبار اختصاصي الأشعة قبل إجراء الفحص في حال الخضوع لجراحة سابقة في الثدي، أو وضع زرعات أو غرسات الثدي، إذ إنها قد تؤثر في نتيجة فحص الماموجرام بإخفاء بعض أنسجة الثدي، ما يجعل من الصعب رؤية التغيرات الحادثة عند النظر إلى صور الماموجرام.

كيف يتم إجراء فحص الماموجرام

تجرى أشعة الماموجرام بالخطوات الآتية:

  • خلع الملابس من الخصر لأعلى وارتداء ثوب الفحص، والتخلص من أي مجوهرات على العنق أو الصدر.
  • الوقوف أمام الجهاز ثم وضع الثدي على لوح مسطح، ويوضع لوح آخر بلاستيكي فوق الثدي لتثبيت الثدي في أثناء الفحص، حيث يتم ضغط الثدي بين الصفائح لجهاز الماموجرام من أجل تسطيحه لتسهل رؤية الأنسجة، ومن الممكن أن يسبب هذا الضغط الخفيف إحساسًا بالتشنجات أو الشد في بعض الأحيان، ولكن عادة ما يكون هذا الإزعاج طفيفًا للغاية، ولا يستدعي تناول أي أدوية لتخفيف الألم.
  • البدء بالتقاط الصور للثدي، وفي أثناء ذلك سيُطلب من الشخص عدم الحركة وحبس أنفاسه بضع ثوانٍ.
  • تكرار التقاط صور للثدي من زاوية أخرى.
  • الانتظار في غرفة الفحص حتى التحقق من جودة الصور، وفي حال وجود مشكلة في الصور سيطلب من الشخص إعادة التقاط صور للثدي مرة أخرى.

يستغرق إجراء تصوير الثدي بأشعة الماموجرام من 10 إلى 15 دقيقة تقريبًا، ولكن مع التجهيزات قبل الفحص والتحقق من الصور قد تطول مدة أشعة الماموجرام إلى نصف ساعة.

غالبًا ما يتم إجراء فحص الماموجرام الرقمي الذي يتيح صورًا إلكترونية فورية على الكمبيوتر تتميز بأنها أكثر وضوحًا ولا تستدعي الانتظار كما في التصوير العادي بأفلام الأشعة، ويفضل استخدام الماموجرام الرقمي لدى السيدات الأصغر من 50 عامًا، حيث تكون كثافة أنسجة الثدي لديهن أعلى مقارنة بالأكبر سنًا.

ما التغيرات غير الطبيعية التي يمكن أن تظهرها أشعة الماموجرام

تتضمن أبرز التغيرات غير الطبيعية التي قد يظهرها الماموجرام:

  • كتلة في الثدي منتظمة الشكل ذات حواف متساوية.
  • كتلة في الثدي غير منتظمة الشكل والحواف تشبه نجم البحر.
  • التكلسات الدقيقة من الكالسيوم في الثدي، وقد تكون هذه التكلسات حميدة أو خبيثة.
  • اختلاف كثافة أنسجة الثدي.
  • سماكة الجلد.

ما مزايا تصوير الماموجرام للثدي

  • الكشف المبكر عن السرطان، حيث يمكنه أن يشخص السرطان قبل حوالي 3 سنوات من ظهور الأعراض.
  • إمكانية استخدامه دون تخدير
  • غير مؤلم، لكنه قد يسبب ألمًا خفيفًا أو شعورًا بالانزعاج نتيجة الضغط على الثدي في أثناء التصوير، كما تؤدي معاناة المريضة من الثدي الكيسي الليفي إلى الإحساس بألم عند الضغط على الثدي.
  • لا يستغرق إجراؤه وقتًا طويلًا.
  • يناسب مختلف الأعمار.
  • ليست له أضرار جانبية تُذكر.
  • معتمد عالميًا.

ما عيوب تصوير الماموجرام للثدي

  • إعطاء نتائج إيجابية كاذبة: قد تعطي أشعة الماموجرام في بعض الحالات نتائج إيجابية عن وجود تشوهات غير طبيعية في الثدي تشير إلى احتمالية الإصابة بالسرطان ما يستدعي إجراء فحوصات أخرى دون داعٍ.
  • إعطاء نتائج سلبية كاذبة: يمكن أن تظهر نتائج فحص الماموجرام طبيعية في بعض الحالات على الرغم من الإصابة بالسرطان، فلا يمكنه اكتشاف سرطان الثدي الالتهابي وهو نوع نادر وعدواني من سرطان الثدي، وكذلك مرض “باجيت” في الثدي، ومن الممكن أن يفشل التصوير الشعاعي للثدي في الكشف عن السرطان إذا كان صغيرًا جدًا أو كان في موضع يصعب تصويره، مثل الإبط.
  • يسبب التعرض للأشعة السينية، ولكن جرعة الإشعاع تكون منخفضة جدًا، وعادة ما تفوق فوائد إجراء صور الثدي الشعاعية على نحو منتظم المخاطر التي تنجم عن التعرض لهذا القدر من الإشعاع.
  • على الرغم من اعتبار أشعة الماموجرام آمنة خلال الحمل، فإن الأطباء عادة لا يسمحون بخضوع المرأة لفحص الماموجرام في فترة الحمل والرضاعة خاصة إذا كانت ليس لديها خطر مرتفع للإصابة بسرطان الثدي، وقد يوصى في الحالات التي تستدعي الخضوع لفحص الثدي خلال فترة الحمل والرضاعة بإجراء فحص الثدي بالموجات فوق الصوتية عوضًا عن أشعة الماموجرام.

في النهاية، لا بد من التنويه إلى أن نتائج فحص الماموجرام غير الطبيعية لا تشير حتمًا إلى الإصابة بسرطان الثدي، بل قد يُعزى سبب ذلك إلى وجود أكياس أو كتل حميدة في الثدي أو خراج، لذا قد يوصي اختصاصي التصوير الشعاعي بإجراء المزيد من الدراسات التشخيصية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة