الهدنة نقطة البداية
الحركة تعود إلى أسواق ريف حلب الغربي
طارق أبو زياد – ريف حلب
شهدت الأسواق في ريف حلب الغربي مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا في حركة البيع والشراء على كافة الأصعدة، ويعزو أهالي المنطقة التحسن إلى عدة تطورات شهدتها المنطقة، وأبرزها توقف حركة الطيران الحربي بعد سريان الهدنة المبرمة نهاية شباط الماضي.
عبد الرزاق المصري، مالك لمتجر صغير لبيع السمك والفروج في السوق الرئيسي لبلدة الأتارب، أوضح لعنب بلدي أن خلو سماء المدينة من الطيران الحربي، كان له الفضل الأكبر في عودة النازحين إلى البلدة، مشيرًا إلى أنها استقبلت مؤخرًا نازحين من ريف حلب الشمالي، “ما جعل منها خزانًا بشريًا كبيرًا”.
وعزا المصري تحسن حركة السوق إلى الخزان البشري، وخاصة المحال التي تبيع المواد الغذائية والأطعمة والخضار، وغيرها من الحاجيات اليومية، التي لا يمكن للسكان التخلي عنها، مردفًا “تحسنت نسبة البيع في محلي من 50 ألف ليرة في اليوم، إلى 150 ألفًا كمبيعات، وهذه النسبة كافية لتوضح مدى الفرق”.
الناس عادوا إلى أعمالهم
وزاد نشاط أهالي ريف حلب الغربي، بعد اكتظاظ بلداته بالأهالي، وفق أكرم العجمي، من سكان ريف المهندسين الثاني، واعتبر في حديثه لعنب بلدي أن زيادة النشاط البشري بالمجمل يفسر عودة الأسواق للعمل، “فهناك أعداد كبيرة من سكان الريف الغربي عادت إلى عملها وبدأت بترميم منازلها”.
إصلاح البنى التحتية في المنطقة، فتح المجال أما محدودي الدخل للعودة للعمل، بحسب العجمي، الذي لفت إلى أن الأهالي يسعون إلى توفير المال في المرحلة الحالية في ظل الهدوء، بعد أن كان اعتمادهم في السابق بشكل أساسي على السلل الغذائية التي توزعها المنظمات الإغاثية في المنقطة.
سوق السيارات يعود من جديد
ولم يكن سوق السيارات بمنأى عما سبق، إذ أوضح جهاد الحلبي، وهو مالك مكتب سيارات على طريق أورم- الأتارب، أن سوق السيارات “توقف بشكل شبه كامل أثناء الهجمة الروسية التي تعرضت لها المنطقة، بسبب تخوف الأهالي من شراء سيارة وتدميرها بعد القصف”.
وأشار الحلبي إلى أن الطلب سابقًا كان يشمل فقط السيارات الصغيرة التي لا يتجاوز ثمنها ألفي دولار، إن وجد، معتبرًا أن الأمر “يعود إلى توفير الأهالي للمال كون الحال وصل إلى مرحلة سيئة”.
وعادت حركة البيع والشراء إلى طبيعتها، بل ازداد الطلب على السيارات مؤخرًا، وفق جهاد، وعزا السبب لزيادة حركة الناس بالمجمل، “وهذا ما يعرض السيارات لأعطال، ويزيد حركة المنطقة الصناعية في ريف حلب الغربي”.
الحركة الزائدة للأسواق قد تسبب كارثة
سمير الحموي، نازح من مدينة حماة، ويقطن في بلدة كفركرمين، اعتبر في حديثه لعنب بلدي أن الحركة الزائدة للأسواق من الممكن أن تتسبب بكارثة، عازيًا السبب “رغم سريان الهدنة في المنطقة، إلا أنه لا يمكننا الاعتماد علىيها بشكل كبير فهي هشة، إذ لم يتوقف طيران النظام إلى الآن، وحركة الأسواق الظاهرة تعطيه حافزًا كبيرًا لاستهدافها”.
ونصح الحموي الأهالي بتوخي الحذر وتجنب التجمعات في منطقة واحدة، مشيرًا إلى أن النظام “يعشق افتعال المجازر وضرب التجمعات البشرية، وهذا ما حدث فعلًا قبل أيام في مدينة أريحا بريف إدلب، إذ استهدف الطيران السوق الرئيسي في المدينة، وأوقع عددًا من الشهداء والجرحى”.
وشهدت أسواق ريف حلب الغربي انتكاسات في الآونة الأخيرة، وخصوصًا في المناطق القريبة من الريف الجنوبي للمدينة، التي استهدفها الطيران الحربي بشكل ملحوظ، وتعتبر الأسواق في المنطقة بوابةً اقتصاديةً في الشمال السوري المحرر، بحكم قربها من المعابر الحدودية مع تركيا، واحتوائها على عدد كبير من المدن والبلدات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :