برفقة ماريسكا.. تشيلسي يتجاوز سنوات التخبط

  • 2024/10/27
  • 12:02 م
لاعبو تشيلسي يحتلفون بتسجيل هدف مع تطور في أسلوب لعب الفريق (سوفوت)

لاعبو تشيلسي يحتلفون بتسجيل هدف مع تطور في أسلوب لعب الفريق (سوفوت)

عنب بلدي – يامن مغربي

عاش نادي تشيلسي الإنجليزي سنوات من التخبط الإداري، وهو ما انعكس على نتائج الفريق اللندني ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز خلال المواسم الماضية، باحتلاله مراكز متأخرة على سلم الترتيب، مع عملية تبديل ملّاك النادي، ثم تغيير مستمر للمدربين، وفوضى كبيرة في أسواق الانتقالات.

انعكست هذه الأمور، التي بدأت بشكل واضح منذ عام 2022 بعد غزو روسيا لأوكرانيا، على الفريق الأول، حتى وصل المدرب الجديد، إنزو ماريسكا، الذي يبدو أنه يسير في طريق تصحيح أوضاع النادي، مع تحقيقه نتائج طيبة حتى الآن.

ليس من الضروري أن يستمر الفريق بتقديم الأداء الجيد حتى نهاية الموسم، مع الفترة الزمنية الطويلة للأخير، لكن ماريسكا نجح حتى الآن بتثبيت نفسه كمدرب يعرف ماذا يريد وما أهدافه على المدى القصير على الأقل، وتغيير الصورة النمطية لفريقه.

من أبراموفيتش إلى بويلي

شهد عام 2003 حصول الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، المقرب من الحكومة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين، على ملكية تشيلسي.

عمل أبراموفيتش على تطوير النادي، واستعان بعدة مدربين لتحقيق الألقاب، على رأسهم البرتغالي جوزيه مورينيو، ونجح بذلك فعلًا، مع حصوله على حوالي 22 لقبًا على الصعيدين المحلي والقاري، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، حتى جاء عام 2022، عندما تعرض الملياردير الروسي لضغوط كبيرة لبيع النادي، على خلفية غزو أوكرانيا، لتنتقل الملكية إلى الملياردير الأمريكي تود بويلي بصفقة قدرت قيمتها بحوالي 4.25 مليار جنيه إسترليني (حوالي 5.52 مليون دولار).

انتقال الإدارة والتحركات التي اتخذتها في سوق الانتقالات، والتوتر الذي عاشه اللاعبون والإداريون، وقرارات تود بويلي فيما يخص المدربين، كل ذلك أدى إلى سوء النتائج.

وبين عامي 2022 و2024، قاد تشيلسي خمسة مدربين من خمس جنسيات مختلفة، وبمدارس متنوعة، وهو ما منع بشكل مباشر تشكيل هوية للفريق وطريقة لعب واضحة، بالإضافة إلى ما يعنيه ذلك من غياب الاستقرار الفني، الذي يعدّ بدوره ركيزة أساسية لأي نجاح ممكن في عالم كرة القدم.

في 2022، تعاقد بويلي مع جراهام بوتر، الذي سطع نجمه آنذاك مع نادي برايتون كمدرب، لكنه فشل بتحقيق النتائج المرجوة، ليقال بعد خمسة أشهر فقط، ويتولى برونو سالتور المهمة بشكل مؤقت لأربعة أيام، ثم يسلم مهامه للمدرب السابق للنادي وأسطورته كلاعب، فرانك لامبارد.

راهن المالك بويلي على لامبارد، الذي فشل بتعديل نتائج الفريق التي استمرت بالانحدار، ليستغني مجددًا عن مدرب ويبحث عن آخر، بعد شهرين ونصف فقط من تولي اللاعب السابق لتشيلسي للمهمة.

وفي تموز 2023، أعلن تشيلسي عن التعاقد مع المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو لقيادة الفريق، لكن الأمر تكرر مجددًا، وأقيل بعد عام واحد فقط، محققًا المركز السادس في الدوري الإنجليزي، ومتأهلًا لأقل البطولات الأوروبية أهمية، وهي “بطولة دوري المؤتمرات الأوروبي”.

وقال النادي حينها في بيان رسمي، إنه اتفق على إنهاء التعاقد مع بوتشيتينو، دون ذكر الأسباب المباشرة للقرار، وسرعان ما أعلن في بيان ثانٍ عن التعاقد مع ماريسكا، بعقد يمتد لخمس سنوات، واصفًا إياه بأنه “مدرب وقائد موهوب للغاية”.

ماريسكا يقود التغيير

إعلان تشيلسي التعاقد مع ماريسكا جاء مفاجئًا على اعتبار أن الرجل لا يملك أي خبرة تدريبية بشكل منفرد ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يعدّ بدوره إحدى أصعب بطولات العالم على صعيد كرة القدم.

وسبق لماريسكا أن عمل مساعد مدرب في إشبيلية الإسباني برفقة دوري المؤتمرات الأوروبي في 2018، ثم انتقل ليعمل مساعدًا في نادي ويستهام، ومنه انتقل ليتولى تدريب نادي مانشستر سيتي فئة تحت 23 عامًا.

وتولى تدريب نادي بارما الإيطالي في موسم 2021-2022 لمدة ستة أشهر فقط.

وفي موسم 2022-2023، انتقل ليعمل مساعدًا للمدرب الإسباني بيب غوارديولا في مانشستر سيتي لعام واحد، قبل أن يتولى تدريب ليستر سيتي في موسم 2023-2024، ويحقق معه لقب “التشامبيون تشيب” (دوري الدرجة الأولى الإنجليزي)، ويعيده إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مجددًا، ثم يتولى تدريب تشيلسي.

حتى الآن، يحتل النادي الذي يقع مقرّه في العاصمة البريطانية، لندن، المركز السادس على سلم ترتيب الدوري، محققًا 14 نقطة من أصل 24 ممكنة، بعد مرور ثماني جولات من عمر البطولة.

وتحت قيادة ماريسكا، حقق تشيلسي الفوز في أربع مباريات، أمام ولفرهامبتون وبورنموث وويستهام وبرايتون، فيما خسر أمام ليفربول (متصدر الدوري) ومانشستر سيتي في افتتاح الدوري، وتعادل أمام كريستال بالاس ونوتنغهام فورست.

فيما خسر مباراة وفاز في الثانية ضمن “دوري المؤتمرات الأوروبي”، وحقق الفوز كذلك في الدور الثالث من بطولة “EFL CUP”.

في الإحصائية، وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، حقق تشيلسي تحت قيادة ماريسكا الفوز في سبع مباريات وتعادل في مباراتين وخسر ثلاث مباريات في 12 مباراة خاضها في مختلف البطولات.

هذه النتائج التي تبدو في ظاهرها جيدة إلى حد ما، لا تعني أن الفريق سيحقق لقب الدوري الممتاز لهذا الموسم، خاصة مع الجاهزية الكبيرة التي أظهرتها فرق المقدمة الثلاثة (ليفربول ومانشستر سيتي وأرسنال)، التي تبتعد بفارق جيد عن تشيلسي (يصل الفارق إلى ست نقاط مع المتصدر وليفربول)، لكن يمكنه القتال على ألقاب الكؤوس والبطولة الأوروبية التي يشارك بها، والحصول على المركز الرابع المؤهل بشكل مباشر لدوري أبطال أوروبا في موسم 2025-2026.

صحيفة “تلغراف” البريطانية، قالت في تقرير نشرته في 18 من تشرين الأول الحالي، إن تشيلسي يمضي ببطء ولكن بشكل ثابت ليستعيد عافيته، ويبدو كرهان قوي لإعادة ترسيخ مكانه بين الأربعة الأوائل الكبار للموسم الحالي.

وأضافت أن ماريسكا نجح بخلق بداية مبهرة، مع هدوء الضجيج حول الإنفاق الضخم للنادي وتشكيلة اللاعبين الكبيرة، وأعاد ماريسكا صورة النادي الجيدة مرة أخرى.

كما أشادت بعمله بإخراج أفضل ما في اللاعب كول بالمر، القادر بدوره على تغيير مجريات المباراة، وإعادة روح الفريق مرة أخرى والنجاح بالتواصل مع جماهير النادي.

ورغم خسارة تشيلسي في آخر مباراة خاضها بالدوري أمام ليفربول المتميز خلال الموسم الحالي، فإن ذلك لا يعني أن الموسم سيكون سيئًا، ونجح بالاستحواذ على الكرة ولعب بثقة وهدوء، فيما تبشر جودة التعامل بالكرة بالخير لمشروع ماريسكا مع النادي، وفق ما قالته صحيفة “الجارديان” البريطانية.

من غير المعروف كيف ستكون نهاية موسم تشيلسي، لكن ومما قدمه خلال شهرين من انطلاقة المنافسات لبطولات كرة القدم المختلفة، يبدو أن النهاية لن تكون بقسوة السنوات الماضية للفريق، وقد يحقق بالفعل جزءًا من الخطة الموسمية أو الأهداف التي تضعها إدارة النادي كل عام (لا يعلن عن الخطة عبر وسائل الإعلام).

مقالات متعلقة

رياضة دولية

المزيد من رياضة دولية