“سل الزيتون”.. مرض جديد يضرب الموسم في القنيطرة

  • 2024/10/27
  • 12:26 م
أرض زراعية تضم أشجار زيتون شمالي محافظة القنيطرة جنوبي سوريا- 20 من تشرين الأول 2024 (عنب بلدي/ زين الجولاني)

أرض زراعية تضم أشجار زيتون شمالي محافظة القنيطرة جنوبي سوريا- 20 من تشرين الأول 2024 (عنب بلدي/ زين الجولاني)

القنيطرة – زين الجولاني

“سل الزيتون” أو “تعقد الأغصان”، مرض جديد لم يألفه المزارعون ضرب أشجار الزيتون في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، وهو مرض فطري تظهر أعراضه على الأشجار على شكل عقد ليفية.

وتتجمع العقد على الأغصان والفروع والأوراق والساق الرئيس للشجرة حتى جذورها، وفق ما قاله مزارعون من المنطقة لعنب بلدي.

وذكر مزارعون من ريف القنيطرة، أن “سل الزيتون” ضرب قسمًا من أشجارهم، وتسبب بخسائر في المحصول.

خسائر وتساقط للثمار

اشتكى صدام في العام الماضي من انتشار مرض “سل الزيتون” الذي ضرب قسمًا كبيرًا من أشجاره، إذ يمتلك 30 دونمًا مزروعة بالزيتون، ما دفعه للتواصل مع الوحدة الإرشادية في بلدته، وتمكن من التواصل مهندس زراعي يعمل في الوحدة، أرشده إلى طريقة علاج أشجاره عبر المبيدات الزراعية.

وأضاف المزارع أنه تخلّص من الأجزاء المصابة بقطعها، ودَهَن جذوع الأشجار بالكلس الأبيض للوقاية من إصابات أخرى.

وكخطوة أخرى، عمد المزارع لحراثة الأرض بعد أن تأكد من عدم وجود رطوبة في التربة، مشيرًا إلى أن حالة الأشجار تحسنت بعد اتخاذ هذه الإجراءات.

من جهته، “أبو سمير السعدي”، وهو مزارع يملك أرضًا مزروعة بالزيتون شمالي القنيطرة، قال لعنب بلدي، إن إنتاج أشجار الزيتون تراجع خلال هذا العام، بسبب “سل الزيتون”، إذ تساقطت الثمار عن الأشجار قبل نضوجها، كما أن الثمار الباقية على الأغصان تشكّلت عليها عقد ليفية بسبب المرض.

وأضاف أنه بدأ قطاف الموسم لهذا العام باكرًا نتيجة تساقط الثمار، إذ انخفض الإنتاج إلى أقل من النصف مقارنة بالعام الماضي، نتيجة عجزه عن تدارك المرض الذي أصاب أشجاره، دون معرفة طرق العلاج.

ما “سل الزيتون”

“سل الزيتون” هو مرض فطري يصيب أغصان وساق الأشجار، ويظهر على شكل عقد ليفية ملمسها ناعم، وخضراء اللون، تتجمع على الأغصان.

يتراوح حجم العقد بين سنتمتر واحد وخمسة سنتمترات، وفق ما قاله محمد دهوك لعنب بلدي، وهو مهندس زراعي من أبناء القنيطرة، موصيًا بالمسارعة لعلاج المرض قبل أن يصل إلى الجذور وينتهي بفقدان الشجرة.

المهندس أضاف أنه مع مرور الوقت، وتقدم الإصابة، يتحول لون العقد على الأشجار إلى بني غامق، ثم تبدأ الأشجار بالجفاف والتيبس، وصولًا إلى جذع الشجرة الرئيس ثم الجذور، وينتهي ذلك بموتها، في حال لم يتوفر علاج سريع.

وأشار إلى أن المرض الفطري يتجسد بعقد تلتصق وتكبر على الغصن، وتمنع وصول الغذاء عبره، ومع مرور الوقت، تبدأ العقد بإفراز بكتيريا تنتقل للأشجار المجاورة بسرعة عن طريق الأمطار والهواء والأدوات التي تستخدم عادة في تقليم الأشجار.

وتنتشر البكتريا في أثناء الرطوبة العالية مع تغير المناخ عادة، وهو ما تعرف به محافظة القنيطرة.

ولفت المهندس إلى أن هذا المرض يعالج عبر رش المبيدات، وخاصة تلك التي تحتوي على كبريتات النحاس، وخليط “بوردو”، مشيرًا إلى ضرورة إزالة الجزء المصاب، وإزالة العقد المتشكلة على الأغصان، ودهن مكان العقد بكبريتات النحاس.

واعتبر ان إزالة الشجرة وحرقها في حال كانت صغيرة الحجم هو أمر ضروري في حال كان المرض منتشرًا في مختلف أجزائها، وتعقيم مكان وجودها قبل إعادة زراعة شجرة صغيرة.

عقدة ليفية على أحد أغصان شجرة زيتون في القنيطرة جنوبي سوريا- 20 من تشرين الأول 2024 (عنب بلدي/ زين الجولاني)

تفاؤل حكومي بزيادة الإنتاج

قدّرت وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري معدل إنتاج مادة الزيتون للعام الحالي بـ740 ألف طن، بزيادة قدرها 6% على موسم العام الماضي.

ووفق التقديرات التي نشرتها صحيفة “البعث” الحكومية، سيخصص من إنتاج الموسم الحالي 20% زيتون “مائدة” وأكثر من 80% للعصر.

مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، عبير جوهر، قالت في تصريح صحفي، إن المساحة التي تشغلها أشجار الزيتون في سوريا تقدّر بحوالي 674 ألف هكتار وتشكّل 12% من المساحة المزروعة، فيها 101 مليون شجرة، منها حوالي 90 مليون شجرة مثمرة.

وخلال العام الماضي، شهد إنتاج مادة الزيتون في سوريا انخفاضًا بنحو 28%، مقارنة بعام 2022، لعدة أسباب، منها الإنتاج “المعاوم”، والجفاف كأحد تأثيرات التغيرات المناخية، وقلة الخدمات واليد العاملة التي ارتفعت أجورها، وأسعار مستلزمات الإنتاج بالنسبة للمزارعين، التي ارتفعت تكاليفها مثل القطاف والعصر والتعبئة والسماد وغيرها.

اقرأ أيضًا: “المعاومة” تضرب موسم الزيتون في سوريا.. ما أسبابها

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية