عنب بلدي – الغوطة الشرقية
“أرسم منذ الصغر وكنت متفوقة في مدرستي”، تقول الجدة الخمسينية ماجدة سلام، من مدينة دوما، معبرةً عن سعادتها بالمشاركة في معرض “فنون الثورة السورية”، الذي أنهى فعالياته، الأربعاء 30 آذار.
سلام ربة منزل ولديها أحفاد حاليًا، وأوضحت لعنب بلدي أنها بدأت رسم لوحاتها منذ بداية الثورة، وجميعها عبرت عن الوجع والآلام، وما تمنت هي وشعب دوما، كما انتقدت بعض رسوماتها المجتمع الدولي.
سلام تعرض لوحاتها لأول مرة
ونظم المعرض برعاية مؤسسة “سواعدنا” السورية، داخل مركز “حوار” للتنمية، كأول معرض تنظمه المؤسسة في المنطقة، واستمر على مدار ثلاثة أيام، وقالت سلام لعنب بلدي إنها حاولت العديد من المرات عرض لوحاتها، إلا أنها لاقت صعوبات، ليتكلل بالنجاح مؤخرًا من خلال تشجيع عائلتها ومساعدة المؤسسة بتنظيمه.
مسؤول مكتب المشاريع في مؤسسة “سواعدنا”، رائد سريول، شرح لعنب بلدي، هدف المؤسسة من المساعدة في تنظيم المعرض، معتبرًا أنه يأتي في إطار عمل المنظمة، وهو دعم المرأة والطفل في الغوطة ،”لذلك قبلنا المشروع، ونظمنا الدعوات، بينما روّجت المسؤولات عن مركز حوار، للمعرض ضمن الفعاليات النسائية الأخرى في المدينة”.
خبأت سلام رسوماتها مرات عديدة أثناء المداهمات، قبل تحرير المدينة، ونقلتهم معها حين نزحت مع عائلتها خارج المدينة، وأتمت رسمها إلى أن استطاعت عرض أعمالها أخيرًا، على حد وصفها.
اللوحات وثقت مراحل مهمة من عمر الثورة
رئيس مجلس إدارة رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية، هادي أبو ريان، حضر المعرض، وأثنى على محتواه ومنظميه من الفعاليات النسائية، لافتًا في حديثه لعنب بلدي إلى أنه “يضم صورًا معبرة، وثق بعضها مراحل مهمة من عمر الثورة”، وتمنى تنظيم المزيد من النشاطات لنساء الغوطة مستقبلًا.
أما مهند النعسان، من سكان مدينة دوما، والذي زار المعرض، لفت نظره أناقة المعرض وترتيبه، على حد وصفه، إضافة إلى قوة المواضيع التي طرحتها اللوحات، واعتبر أنها من صلب معاناة المواطنين في الغوطة، مردفًا “اللوحات تعبر عن هوايتي في الرسم، وأهدف من زيارتي الاطلاع وزيادة معرفتي الفنية”.
تأسست “سواعدنا” في شباط 2014، ولها فروع في حي الوعر بحمص، ومدن وبلدات جنوب دمشق، إضافة إلى مخيمات اللاجئين في لبنان، فضلًا عن مركزها في الغوطة الشرقية، وتعمل في المجالات الإغاثية والطبية، والدعم النفسي للطفل، وتنمية المرأة، كما نظمت فعاليات عديدة، من ضمنها بطولة “براعم سوريا” لكرة القدم في حي الوعر بمدينة حمص مؤخرًا.
وتمنت سلام في ختام حديثها أن تتحول رسوماتها من التعبير عن المعاناة ووصف الحصار، إلى الفرح والسرور بعد إعادة إعمار سوريا، لتعرضها من جديد “بعد انتصار الثورة”.