اختتمت قمة مجموعة “بريكس” اليوم، الخميس 24 من تشرين الأول، فعالياتها المتواصلة منذ الثلاثاء الماضي، في مدينة قازان (عاصمة تتارستان الروسية) بكلمات لقادة مشاركين في قمة، مع تركيز على التصعيد الحالي في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن أزمة الشرق الأوسط باتت الأكثر دموية في التاريخ، ويجب أن يكون حل الدولتين بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين أساس التسوية.
امتداد القتال من غزة إلى لبنان يؤثر على كثير من الدول في المنطقة، بينما يزداد التصعيد بين إيران وإسرائيل، بحسب بوتين، الذي اعتبر أن ذلك يضع المنطقة على شفير حرب شاملة، وفق ما نقلته وسائل إعلام روسية، منها وكالة “نوفوستي“.
كما دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى وقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل، وقال، “لا يمكننا توفير النمو بينما تستمر إسرائيل في سياستها العدوانية، ولا تكف عن إراقة الدماء، لقد تسببت إسرائيل في استفحال الأزمة الراهنة”، معتبرًا أن حل الأزمة يكون عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو “مطلب حاسم”.
وبيّن الرئيس التركي أن تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخيرة بلا شروط سيصعد النزاع ولن يوقفه، مشيرًا إلى إيقاف تركيا لتجارة وبيع الأسلحة لإسرائيل، “نحتاج إلى وقف إراقة الدماء ومعاناة السكان”، أضاف أردوغان، وفق ما نقلته قناة “RT” الروسية.
إبادة جماعية
بدوره، أعرب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن آماله بقبول فلسطين في مجموعة “بريكس” في المستقبل القريب، متهمًا إسرائيل بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة.
كما دعا إلى إدانة إغلاق مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (أونروا) في القدس الشرقية، وإلى قيام السلطات الإسرائيلية بالتراجع عن هذا القرار.
وطالب عباس المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عام وإلا فرض عقوبات عليها.
من جانبه، دعا الرئيس الصيني، في كلمته أمام المجموعة، إلى الدفاع بثبات عن السلام وتحقيق الأمن المشترك، وتعزيز وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى منع انتشار الحرب في لبنان.
وحث مجموعة “بريكس” على قيادة إصلاح نظام الإدارة الاقتصادية العالمية.
الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، دعا إلى عالم خالٍ من العقوبات والحروب والإبادة الجماعية، موضحًا أن الأمم المتحدة لا تمتلك الأدوات اللازمة لإطفاء نيران الحرب في الشرق الأوسط.
ما مجموعة “بريكس”
مجموعة “بريكس” تكتل يضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند، قد تأسست عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية، وتحول اسمها من “بريك” حينها إلى “بريكس” في 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها.
وشهدت قمة “بريكس” الحالية انضمام خمسة دول جديدة، هي السعودية ومصر والإمارات وإيران وإثيوبيا.
وشارك في القمة ممثلو 36 دولة، 22 منهم على أعلى مستوى، وقيادات ست منظمات دولية، منها الأمم المتحدة.
وتهدف المجموعة الدولية إلى زيادة العلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء بالعملات المحلية.
وتجمع “بريكس” بين أكبر اقتصادات النمو في العالم، إذ تمثل الدول الأعضاء أكثر من 40% من سكان العالم، وحوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتعتزم عدد من الدول الأخرى الانضمام إلى الكتلة الاقتصادية، بما في ذلك الأرجنتين وإيران وإندونيسيا وتركيا.
بلينكن في الدوحة
وفي الدوحة، التقى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وجرى التباحث في أوضاع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال بلينكن، اليوم الخميس، إن مفاوضين أمريكيين وإسرائيليين سيجتمعون في الدوحة خلال الأيام المقبلة لمحاولة استئناف المحادثات من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن في غزة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي بعد لقائه نظيره القطري، “تحدثنا عن الخيارات للاستفادة من هذه اللحظة والخطوات التالية لدفع العملية إلى الأمام. أتوقع أن يجتمع مفاوضونا في الأيام المقبلة”.
ولم يتبين بعد ما إذا كانت حركة “حماس” مستعدة للدخول في مفاوضات جديدة، كما لم يحدد بلينكن هوية المشاركين في مفاوضات الدوحة المقبلة، مشيرًا إلى أن واشنطن تتحدث مع وسطاء قطريين ومصريين بشأن خيارات مختلفة لاستئناف المحادثات.
وكانت واشنطن اعتبرت مقتل رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” يحيى السنوار، في 16 من تشرين الأول، فرصة للدفع بمباحثات وقف إطلاق النار المتعثرة، والمضي نحو صفقة تعيد الرهائن الإسرائيليين من غزة.
من جانبه، أشار وزير الخارجية القطري إلى جهود بلاده في وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن إسرائيل هي الطرف الذي عرقل التوصل إلى اتفاق في كل مرحلة.
على المستوى الميداني، نقلت وكالة “رويترز” عن مستشفى العودة في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، أن 17 فلسطينيًا على الأقل بينهم أطفال، قتلوا اليوم الخميس بغارة جوية على مدرسة في المخيم لجأ إليها أشخاص نزحوا بسبب القتال.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مركز قيادة وسيطرة تابع لـ”حماس” دتخل مجمع كان يستخدم كمدرسة في النصيرات، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
وبحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 42 ألفًا و847 شخصًا، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف مصاب.