يتجول المزارع عبدالغني الصطوف في أرضه ويتفقد أحوال الخضراوات، باحثًا عن حبات خيار أو كوسا نجت من الآفة التي ضربت أرضه في سهل الروج بريف إدلب الغربي.
قال عبد الغني (45 عامًا)، لعنب بلدي، إن مزارعي قريته مورين، الواقعة في سهل الروج، زرعوا موسمهم الخريفي، لكنهم لم يجنوا أيًا منه، بسبب “ذبابة القرعيات” التي قضت على كامل الموسم.
وبمجرد قطف حبات المحصول تجد داخلها دودة قد اخترقتها من الطرفين، وفق عبد الغني، الذي أشار إلى أنها آفة جديدة على المنطقة.
حلول لم تنجح
حاول المزارعون القضاء على الحشرة بالأدوية والمبيدات الحشرية، دون جدوى، حتى فقد بعضهم الأمل، وخسروا كامل محصولهم بعد عناء وتكاليف خلال الأشهر الماضية.
وبلغت تكلفة كل دونم من الخضروات بين أدوية ومبيدات بين 70 و80 دولارًا، إضافة إلى التعب والجهد وأسعار البذار وتكاليف الزراعة، وبعد كل ذلك “خرجنا بخفي حنين وذهب الموسم بمهب الريح” وفق عبد الغني.
المزارع يسار الخلف (30 عامًا) تضرر محصول الباذنجان والكوسا والخيار في أرضه، ولم يستطع معالجة ذلك أو الحصول على دواء مناسب، رغم محاولاته وتوجهه إلى عدة صيدليات زراعية واستخدامه أنواع أدوية كيميائية باهظة الثمن.
وأضاف يسار، لعنب بلدي، أن الحشرة سببت له خسارة محصوله بالكامل، مشيرًا إلى أنه لم تتواصل أي جهة سواء حكومية أو منظمات لإيجاد الحل أو تعويض الخسائر.
ما الحشرة؟
وبحسب المهندس الزراعي محمد عطية، فإن آثار ذبابة القرعيات كانت “كارثية من ناحية الإنتاج”.
الحشرة ذبابة طائرة، وتنتقل بسرعة وتزرع بيوضها في الثمرة مباشرة، ولها طور بيات شتوي في التربة، ولذلك فمعالجتها صعبة، بحسب المهندس.
وسبب انتشارها في هذا العام هو دفء التربة في العام الماضي، نتيجة الشتاء الدافئ.
وأوضح المهندس لعنب بلدي أنه جرى التعامل معها بالأدوية الكيميائية مثل الكوراجين والتريغار والبروكلين والديسس، لكن دون جدوى، أو أي تحسن.
وحاليًا تجري تجربة مصائد الفرومنية اللونية، وهي عبارة عن فانيلا مع خميره مع مبيد حشري تزرع بعبوات ضمن الحقل.
وعندما تأتي الحشرة وتدخل في المصيدة تموت، لكن ما زلنا بانتظار النتائج، وفق المهندس محمد عطية.
سلة غذائية
تبلغ مساحة أراضي سهل الروج الزراعية حوالي 15 ألف هكتار، ويتمتع بتربة خصبة صالحة لزراعة معظم المحاصيل الصيفية والشتوية، ويؤمّن سلة غذائية مهمة لمناطق واسعة في شمال غربي سوريا.
كما يؤمن سهل الروج فرص عمل للسكان القاطنين في إدلب، مع حصاد كل موسم زراعي.
لكن المحاصيل تتعرض بين حين وآخر لمشاكل ما يؤثر على كمية الإنتاج، وبالتالي خسائر للمزارعين الذين يكونون إما أصحاب أرض أو زرعوها بعد استئجارها من أصحابها وفق اتفاق بين الطرفين.
أبرز المشاكل التي رصدتها عنب بلدي التي أثرت على المزارعين هي انتشار فأر الحقل، وإصابة موسم الزعتر البري بحشرة المن، التراجع عن زراعة بعض المحاصيل نتيجة انخفاض أسعارها، إضافة إلى العوامل الجوية.