صعّدت تركيا من هجماتها الجوية مستهدفة مواقع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سوريا، عقب ساعات من هجوم شنه مجهولون وصفته أنقرة بـ”الإرهابي” استهدف شركة خاصة بالصناعات العسكرية بالعاصمة التركية أنقرة.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن قواتها دمرت 32 موقعًا لـ”إرهابيين” في عملية جوية على شمالي العراق وسوريا، منذ مساء الأربعاء 23 من تشرين الأول.
وأضافت أن الهجوم جاء “تماشيًا مع حق الدفاع عن النفس، وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.
ووفق الدفاع التركية، أُطلقت العملية العسكرية الجوية للقضاء على “خطر الهجمات الإرهابية التي تستهدف الشعب والقوات التركية وضمان أمن الحدود”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
ولفتت الوزارة التركية إلى أن عملياتها الجوية لا تزال مستمرة في سوريا والعراق.
وجاءت سلسلة الهجمات بعد ساعات من وقوع هجوم في أنقرة استهدف شركة متخصصة بالصناعات العسكرية، واتهمت تركيا “حزب العمال الكردستاني” بالوقوف خلف الهجوم.
وأفاد مراسلا عنب بلدي في الحسكة، أن القصف التركي لم يتوقف في مناطق سيطرة “قسد” منذ أمس الأربعاء، حتى لحظة إعداد هذا الخبر، إذ أغارت طائرات تركية على عشرات المواقع العسكرية لـ”قسد”.
مراسلة عنب بلدي في القامشلي قالت إن القصف التركي لم يقتصر على مواقع عسكرية، إذ استهدفت الطائرات التركية محطتي “السعيدة” و”السويدية” النفطيتين شرقي محافظة الحسكة، إلى جانب محطة تحويل الكهرباء في عامودا.
وأفاد مراسلا الحسكة أن القصف على مناطق متفرقة من المحافظة أسفر عن قتلى وجرحى بينهم مدنيون، وامتدت الضربات لتشمل مقار “قوى الأمن الداخلي” (أسايش).
“الإدارة” و”قسد” يدينان
أدانت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، وهي المظلة السياسية لـ”قسد”، الهجمات التركية على مناطق سيطرتها في سوريا، مشيرة إلى أن سلسلة الضربات أسفرت عن قتلى وجرحى.
وقالت عبر بيان، الخميس 24 من تشرين الأول، “إن هذه الهجمات، التي استهدفت المدنيين العزل، تمثل جريمة حرب جديدة ترتكبها الدولة التركية بحق الشعب السوري”.
وأضافت أنه في الوقت الذي يروج فيه مسؤولون أتراك لرغبتهم في إنهاء الحرب، يكشف استهدافهم للقرى والمدن والبنية التحتية عن “نيتهم العدوانية”.
ودعت المجتمع الدولي لاتخاذ موقف واضح ضد الهجمات، كما طالبت التحالف الدولي والقوات الروسية بتحمل مسؤولياتهم تجاه السيطرة على المجال الجوي، ووقف “سياسة الازدواجية والصمت” التي تفسح المجال أمام الهجمات.
قائد “قسد” مظلوم عبدي، كتب عبر حسابه في “إكس” إن تركيا تقصف مناطق سيطرة قواته “بشكل عشوائي دون مبرر”، مستهدفة المراكز الخدمية والصحية والمدنيين.
وأضاف أن ما يحدث هو “جريمة حرب حقيقية”، مشيرًا إلى أن “قسد” أبدت مرارًا جاهزيتها للحوار، لكنها تؤكد على أن قواتها مستعدة للدفاع عن شعبنا وأرضنا.
ونشر المركز الإعلامي لـ”قسد” إحصائية للأضرار التي خلفها القصف، اليوم الخميس، إذ قال إن الضربات التي لا تزال مستمرة تسببت بمقتل 12 مدنيًا بينهم طفلان وإصابة 25 آخرين بجروح بينهم إصابات خطيرة.
وقال إن المناطق الآهلة بالمدنيين، والأفران ومحطات الكهرباء والنفط وحواجز “الأمن الداخلي” كانت أهدافاً للطيران الحربي والمسير وكذلك القصف المدفعي التركي، الذي استهدف 42 موقعًا جميعها مؤسسات خدمية وأساسية، وفق “قسد”.
بعد هجوم أنقرة
استهدف هجوم وصفته السلطات التركية بـ”الإرهابي” شركة الصناعات الجوية التركية (توساش)، في أنقرة، أسفر عن قتلى وجرحى واحتجاز رهائن، وانتهى بمقتل المهاجمين.
وقال وزير الداخلية التركي، علي يرليكايا، عبر حسابه في “إكس“، الأربعاء، إن الهجوم أسفر عن قتلى وجرحى، دون ذكر الجهة المسؤولة عن الهجوم.
صحيفة “صباح” التركية قالت إن هجومًا بالقنابل والأسلحة النارية استهدف مقر “توساش”، ونشرت تسجيلًا مصورًا يظهر آثار الهجوم، مع توجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة مع قوت أمنية.
وقال وزير الدفاع التركي يشار جولر، عقب الهدوم، إن “العمال الكردستاني” هو المسؤول عن الهجوم في أنقرة.
وأضاف وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية، “إننا نعطي حزب العمال الكردستاني العقوبة التي يستحقونها في كل مرة، لكنهم لا يصبحون أكثر ذكاءً أبدًا”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى اللحظة، في حين اعتاد “حزب العمال الكردستاني” تنفيذ عمليات من هذا النوع.
وسبق أن شنت تركيا حملات قصف جوي مشابه، بعد هجمات وصفت بـ”الإرهابية” اتهم بها “العمال الكردستاني” أحدها وقع في شارع الاستقلال بمدينة اسطنبول التركية، والآخر استهدف تجمعًا لمقار حكومية في العاصمة أنقرة.
وتعد تركيا “قسد” امتدادًا لـ”العمال الكردستاني” بسبب هيمنة “وحدات حماية الشعب” الكردية، على القرار العسكري فيها، وهو الجناح العسكري من “حزب الاتحاد الديمقراطي” المقرب من “العمال”.
اقرأ أيضًا: هل تبتعد “الإدارة الذاتية” عن “العمال الكردستاني” لإرضاء تركيا