أوقفت السلطات التركية متهمًا إسرائيليًا بتهريب أعضاء بشرية، بعد سجل سابق بنفس التهمة قبل سنوات.
والموقوف مدرج في النشرة الحمراء لـ”الإنتربول” بتهمة الاتجار بالأعضاء البشرية، وكان يستهدف بتجارته مهاجرين ولاجئين، منهم سوريون.
وذكرت وسائل إعلام تركية، منها “10haber“، الثلاثاء 22 من تشرين الأول، أن بوريس ولفمان، إسرائيلي الجنسية، يعيش في تركيا منذ عام 2017، بعدما كان مسجونًا في تايلاند بين عامي 2015 و2016.
وفي تشرين الثاني 2018، أسس ولفمان شركة باسم “رويا إنوفيشن” تحت إدارة أوزكان جيليك، وتنشط في السياحة الصحية وشراء وبيع الفواكه الطازجة والمجففة، وصادرات الحديد والصلب.
كما يصدر نفسه على أنه اسم رائد في مجال الزراعة التركية، وتقديم الاستشارات للمستثمرين الأتراك في مجال تأجير الأراضي والأنشطة التجارية في إفريقيا.
طلبت وزارة العدل الإسرئيلية من تركيا تسليم بوريس ولفمان، لكن المحكمة المختصة طلبت 30 يومًا إضافيًا لتسليمه.
وتظهر بيات لوزارة العدل التركية، نقلت عنها وسائل الإعلام التركية، أنه جرى إعداد لائحة اتهام ضد سبعة أشخاص، منهم بوريس ولفمان، فيما يتعلق بالاتجار الدولي بالأعضاء، وشبكة زرع الأعضاء غير القانونية في كوسوفو وأذربيجان، وسريلانكا وتركيا.
واستخدمت المحكمة المختصة في اسطنبول سلطتها التقديرية لإبقاء ولفمان في تركيا على أساس أن جريمة الاتجار بالأعضاء جريمة تدخل نطاق الولاية القضائية لتركيا، وأمرت بمحاكمته، ولم تسلمه لإسرائيل.
وزارة العدل التركية بينت أن ولفمان والطبيب التركي يوسف إرجين سونميز (يخضع لطلب نشرة حمراء من الإنتربول بناءً على طلب 186 دولة)، متورطان في الحصول على أعضاء الفقراء، ممن يعيشون في كوسوفو وأذربيجان وسريلانكا وزراعتها لمرضى أثرياء إسرائيليين وهنود وأوروبيين.
وكانت مهمة الإسرائيلي ولفمان العثور على فقراء وافقوا على بيع الكلى في كوسوفو وأذربيجان قبل أن يوسع نشاطه إلى سريلانكا وتركيا، وكانت تجارة الأعضاء تتم من خلال مستشفى “رابين” الطبي في إسرائيل.
لائحة الاتهام.. السوريون مستهدفون
جاء في لائحة الاتهام التي أعدها المدعي العام التركي أن بوريس ولفمان جاء إلى اسطنبول قادمًا من العاصمة التايلندية، بانكوك، لإقناع لاجئين سوريين ببيع أعضائهم، بالتعاون مع يوسف إرجين سونميز، الطبيب التركي الهارب المتورط بتجارة الأعضاء.
ووفق “10haber”، فإن سوريين لاجئين في تركيا تواصلوا مع المستشفيات الصغيرة لإجراء عملية استئصال كلية.
ووجهت لأعضاء العصابة السبعة تهمة تجارة الأعضاء وإجراء عمليات زرع الأعضاء بشكل غير قانوني في كوسوفو وإسرائيل وروسيا وأوكرانيا والنمسا وأذربيجان.
عند زراعة الأعضاء في كوسوفو بشكل غير قانوني يجري إخراج الأشخاص المزالة أعضائهم من المستشفى على الفور، بينما أصيب شاب بالغ في كوسوفو بسكتة دماغية بعد عملية زرع كلية.
وكان “الإنتربول” أوقف تاجر الأعضاء البشرية الإسرائيلي، في 6 من كانون الأول 2015، في بانكوك، وأفرج عنه في 12 من تموز 2016، على أساس عدم إمكانية الحصول على أدلة كافية.
ومن بانكوك انتقل ولفمان إلى ألبانيا، ومارس تجارة الأعضاء وأسس شركة، وكان يعمل على نقل المهاجرين من ألبانيا إلى الهند وسريلانكا تحت مسمى السياحة الطبية، لزرع كلى الفقراء في أجساد الأثرياء.
وكان يجري تحويل أموال تجارة الأعضاء إلى شركة في روسيا من خلال الشركة التي أسسها في ألبانيا، كغسيل أموال.
وتأكدت السلطات الألبانية أن ولفمان هو زعيم العصابة، وأصدرت أمر اعتقال بحقه في 2015، لكن لم تتمكن من القبض عليه.
وكانت إسرائيل من الجهات التي توجهت لتقديم الدعم الطبي في تركيا بعد الزلزال الذي حصل في 6 من شباط 2023.
وتوجه أصابع اتهام في القضية إلى المستشفى الميداني الذي أنشئ في منطقة الزلزال “رابين ميديكال”، وهو مستشفى يعمل به بوريس ولفمان وشركاؤه في العصابة.
وتعلن السلطات التركية من وقت لآخر اعتقال أشخاص متعاملين مع إسرائيل، إذ اعتقل جهاز الاستخبارات التركي، في 3 من أيلول الماضي، شخصًا في اسطنبول، بتهمة إدارة شبكة أموال لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في تركيا وجمع المعلومات حول الوضع في سوريا.