تهاني مهدي
تختلف أسباب اضطرابات النوم عند الأطفال بحسب العمر، فالطفل دون الستة أشهر قد يضطرب نومه إذا تبول وهو نائم أو تبرز، وقد يستقيظ بسبب الجوع، أو لارتفاع درجة حرارته، كما أن الغازات والمغص وحدوث الالتهابات الجلدية في منطقة الحفاض ينتج عنها اضطراب في النوم.
إلا أن سبب اضطراب النوم يختلف عند الأطفال فوق الستة أشهر، فهناك العديد من الأشياء التي تكون سببًا في ذلك.
فخوف الطفل وإحساسه بعدم الأمان لما يشاهده من خلافات بين والديه، قد يحدث اضطرابًا في نومه، كما أن أسلوب التخويف في تربية الأبناء، أو رؤية الأفلام المخيفة ومشاهد العنف وقراءة القصص المخيفة قبل النوم، قد تسبب الاضطراب أيضًا.
وقد يلجأ بعض الأطفال إلى الاستيقاظ كأسلوب لجذب انتباه الوالدين للاهتمام به، أو تكون بعض الأمراض الجسمية سببًا في اضطرابات في النوم، لما تحدثه من اضطرابات فيزيولوجية في الجسم، ويعد حصول الطفل على قسط من النوم خلال النهار سببًا لاستيقاظه في الليل وقد أخد كفايته من النوم.
كيف تظهر اضطرابات النوم عند الأطفال في سن ما قبل المدرسة؟
اختلال النوم: وهو اضطراب يحصل فيه الطفل على عدة نوبات للنوم خلال النهار وينجم عنه شعور دائم بالنعاس لعدم الكفاية في النوم.
الذعر ( الفزع الليلي): وهي أن يرى الطفل حلمًا فيستيقظ وعليه علامات الفزع، كتسرع ضربات القلب، توسع حدقة العين، وسرعة التنفس، وغالبًا ما ينسى الطفل محتوى الحلم، ويحدث في المرحلة الرابعة من النوم.
الكوابيس: وهو اضطراب يختلف عن الذعر الليلي بأن الطفل عندما يصحو يستطيع تذكر الحلم المزعج ويكون مدركًا لما حصل، وهذا يحدث مع كافة الأعمار ويزول مع تقدم العمر.
المشي أثناء النوم: يحدث في المرحلة الثالثة أو الرابعة من النوم، وتعتبر طبيعية بالنسبة لأطفال في سن المدرسة وغير طبيعية بالنسبة للبالغين، وغالبًا ما تترافق مع حالات نفسية مرضية.
الحديث أثناء النوم: كأن يردد الأطفال كلمات أو جمل، مفهومة أو مبهمة، وقد تصاحبها انفعالات (ضحك، صراخ، بكاء)، وقد يكون كلامًا عاديًا. والحديث أثناء النوم لا يعتبر اضطرابًا يستدعي العلاج ما لم تترافق معه أعراض مرضية أخرى.
النوم القلق: وهو التقلب والحركة المستمرة في السرير، والنوم الخفيف، وهي حالة يمر بها معظم الأطفال ولا تعتبر مشكلة إذا كانت عرضية، أما إذا استمرت فترة طويلة فتحتاج لعلاج.
خوف الأطفال: تتعدد مخاوف الأطفال التي تحدث في غرفة النوم، فقد يخاف من أن يكون هنالك شي ما يختبئ تحت السرير، أو من وجود الظلال في الغرفة، أو سماع أصوات خارجية، وتزداد هذه المخاوف إذا كان الأطفال يشاهدون أفلامًا أو مسلسلات ومشاهد عنف.
اضطراب الساعة البيولوجية: من طبيعة جسم الإنسان وجود نظام يعتاد عليه في النوم والاستيقاظ، فإذا أصيبت هذه الساعة بالتشوش يحدث خلل في هذا النظام، ويحدث هذا في حالات السفر.
علاج اضطرابات النوم
غالبًا ما يرتبط عدم الارتياح في الليل مع عدم الارتياح في النهار، فقد ذكرنا أن اضطرابات النوم ذات منشأ نفسي، باستثناء بعض الحالات التي يكون فيها السبب عضويًا، كالإصابة بمرض يحدث خللًا في فيزيولوجية الجسم، وعلاجها يرتكز على أهمية الفحص السريري وعلى الوالدين بصورة كبيرة، فهم الأقرب وهم الأعرف بما يحدث للطفل وتحديد السبب فيما يحصل لتحديد خطة العلاج.
فإذا كان السبب وجود خلافات عائلية، على الوالدين تجنبها، وإذا كان السبب القصص المخيفة أو مشاهد العنف الوحوش في الأفلام، على الوالدين حظرها. كما أن عليهم تنظيم حياة الطفل وتحديد موعد لنومه ليحصل على كفايته من النوم، وتلوين الغرفة بألوان مفرحة ومحببة للطفل وعدم غلق الباب عليه، وتعويده على النوم في غرفته منذ الصغر، وتجنب أسلوب التخويف واستبداله بأسلوب أكثر إيجابية.
اضطرابات النوم
هي من الاضطرابات ذات المنشأ النفسي، والتي غالبًا ما تحدث في سن ما قبل المدرسة من حياة الطفل، وهي الفترة التي يبدأ فيها بالوعي لما يشاهده على التلفاز، وما يحدث حوله من مشاجرات، كما تحدث نتيجة تغييرات في حياته، كدخول الحضانة، أو أن يسمع صوتًا غير مألوف، أو جراء تعرضه لحادث.