مَن أبرز رجال المال في شبكة الأسد و”حزب الله”
كشفت قوائم العقوبات التي تصدرها أمريكا باستمرار على النظام السوري و”حزب الله” اللبناني، عن شبكة لتهريب النفط وحبوب “الكبتاجون” المخدرة بين سوريا ولبنان.
ويترأس هذه الشبكة محمد قاسم البزال ومحمد جعفر قصير، اللذين وصفتهما أمريكا بمديري العمليات المالية لـ”حزب الله”.
ويندرج تحت هذين الاسمَين العديد من الشركات والأسماء التي تدير مشاريع تجارية، وتقول الخزانة الأمريكية إنها تدرّ الأرباح للنظام السوري وللحزب اللبناني.
الكبتاجون.. سلعة الأسد العابرة للحدود
يتهم النظام السوري مرارًا بتصنيع حبوب “الكبتاجون” المخدرة، وتهريبها إلى دول الخليج عبر الأردن.
وكان الأردن أعلنت في أكثر من مرة، العثور على شحنات “كبتاجون” مهربة عبر الحدود السورية- الأردنية.
اقرأ أيضًا: ثلاث عمليات تحبط تهريب مليون حبة مخدر إلى الأردن
وفي 16 من تشرين الأول الحالي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شخصيات سورية ولبنانية وكيانات ارتبط اسمها بعمليات تهريب “الكبتاجون” لتمويل النظام السوري و”حزب الله” اللبناني.
وقال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية برادلي سميث، إن الوزارة ستواصل “فضح” وتعطيل المخططات “غير المشروعة” التي تدعم قدرة “حزب الله” على مواصلة هجماته.
وبحسب سميث، يواصل “الحزب” اللبناني وفروعه ومؤيدوه تمويل عملياتهم من خلال الإتجار “غير المشروع” بالكبتاجون.
واستهدفت وزارة الخزانة الأمريكية في قائمة عقوباتها، شبكة تجارية “تتهرب” من العقوبات الأمريكية التي تفرضها واشنطن على مصادر تمويل “حزب الله” والنظام السوري.
وضمّت الشبكة عدة شخصيات لبنانية وسورية، إضافة لشركات يملكها “حزب الله” عبر وكلاء له في سوريا ولبنان، كما أشارت إلى ارتباطهم بمسؤولي “حزب الله” محمد جعفر قصير ومحمد قاسم البزال.
البزال وقصير.. رأس الهرم
وكان محمد جعفر قصير قد قتل في الضاحية الجنوبية لبيروت، باستهداف إسرائيلي بداية شهر تشرين الحالي، وكان قائد الوحدة “4400” والمسؤول عن نقل الأسلحة من سوريا لـ”حزب الله” في لبنان.
وأدرجت أمريكا قصير على قائمة العقوبات في أيار 2018، كما رصدت سابقًا مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه.
وأدار قصير أيضًا العملية المالية بين إيران وسوريا ولبنان عبر شركات ومشاريع، قالت واشنطن إنها للتغطية على نشاطات “الحزب” المالية، وللتهرب من العقوبات الأمريكية.
كما ورد اسم محمد قاسم البزال أيضًا في لائحة العقوبات الأمريكية الأحدث، وكانت أمريكا رصدت مكافآت لمن يدلي بمعلومات عنه.
واعتبرت وزارة الخزانة الأمريكية البزال شريكًا لقصير في إدارة استثمارات “الحزب” التجارية.
وأنشأ البزال عدة شركات في سوريا منها شركة “تلاقي” و”توافق” و”السنابل الخضراء” و”الآفاق” و”نغم الحياة”.
والبزال لبناني الجنسية، من مدينة بعلبك شرقيّ لبنان، مولود عام 1984.
خلدون حمية.. صديق “الفرقة الرابعة”
وكان لافتًا اسم خلدون حمية الذي ورد في قائمة الخزانة الأمريكية الأحدث، على أنه مهرب مخدرات مقرب من “الفرقة الرابعة” و”حزب الله”.
وعمل حمية على نقل “الكبتاجون” من لبنان إلى الأردن بمساعدة مسؤولي المعابر الحدودية السورية- اللبنانية، بحسب الخزانة الأمريكية.
وأسهم حمية إلى جانب أعضاء من “الفرقة الرابعة” لنقل عائدات “الكبتاجون” المهرب إلى مكتب غسان ياسين مستشار ماهر الأسد.
وتبرع حمية بمبلغ مليون دولار لصالح “حزب الله”، كما أنه باع أسلحة ومدرعات لماهر الأسد قائد “الفرقة الرابعة” التابعة لجيش النظام السوري.
من فلحوط وحميدة؟
كما أدرجت الوزارة الأمريكية كلاً من السورييَن راجي فلحوط وعبد اللطيف حميدة، على لائحتها.
ويقود فلحوط مجموعة تعمل تحت راية مخابرات النظام السوري و”حزب الله”، وينفذ عمليات خطف وتهريب لتوليد إيرادات وإرسالها للنظام والحزب اللبناني، وفق ما قالت الخزانة الأمريكية في تقريرها.
ويتهم فلحوط المتزعم لميليشيا “قوات الفجر” بعشرات عمليات القتل والخطف في محافظة السويداء جنوبي سوريا، والترويج للمخدرات في المدينة.
وكانت فصائل محلية في السويداء مناصرة للحراك المدني ضد النظام السوري، أنهت وجود “قوات الفجر” واعتقلت عددًا من عناصرها.
اقرأ أيضًا: ناشطون: المخابرات وراء انتشار الجريمة بالسويداء
أما عبد اللطيف حميدة فهو رجل أعمال سوري يمتلك معمل ورق ويستخدمه واجهة لعمليات تهريب الحبوب المخدرة، بحسب الخزانة الأمريكية.
ووفق الخزانة الأمريكية، أرسل حميدة من معمل الورق، شحنات من حبوب “الكبتاجون” إلى أوروبا، ما وصلت قيمته إلى أكثر من 1.5 مليار دولار.
وسبق أن تعرض حميدة إلى عقوبات أوروبية في نيسان 2023، بسبب ضلوعه في عمليات تهريب الحبوب المخدرة، وارتباطه بالنظام السوري.
وحميدة هو عضو في مجلس إدارة صناعة حلب منذ أيلول 2018، بحسب موقع “من هم”.
اقرأ أيضًا: عقوبات أوروبية على 25 شخصًا وثمانية كيانات مرتبطة بالنظام السوري
واجهة حزب الله المالية
اللائحة الأمريكية شملت عددًا من الشركات التي قالت إنها مملوكة لـ”حزب الله” عبر وكلاء، لإخفاء ضلوع الحزب بهذه النشاطات التجارية، وللتهرب من العقوبات الأمريكية التي تفرضها واشنطن باستمرار.
وضمّت لائحة واشنطن اسم سيلفانا عطوي سكرتيرة قاسم البزال، “المسؤول المالي الكبير لحزب الله”.
وارتبط اسم عطوي بعدة شركات تموّل “حزب الله” وتلقت عقوبات أمريكية سابقًا مثل شركة “ألوميكس سال”، والمسجلة في لبنان على أنها متخصصة بصناعة الألمنيوم.
وكانت شركة “ألوميكس” أدرجت على قائمة العقوبات الأمريكية في أيلول 2019، وكانت معروفة باسم “Dogmoch” حتى أواخر 2018 وفق ما ذكرت الخزانة الأمريكية.
وتدير زوجة قاسم البزال الشركة التي تصدر الألمنيوم إلى إيران، وتزود مجموعة “تلاقي” المملوكة للبزال بمعلومات الدفع.
وتنحدر عطوي من النبطية جنوبيّ لبنان، وهي من تولد 1995، بحسب موقع “opensanctions” المتخصص بنشر بيانات المعاقبين اقتصاديًا.
أمريكا تجفف منابع نفط “المحور”
وارتبط اسم سيلفانا عطوي أيضًا بشركة ” كونسبتو سكرين”، التي تعتبرها أمريكا “واجهة تجارية لحزب الله و”فيلق القدس”.
و”كونسبتو سكرين” هي شركة مقرها بيروت، تأسست عام 2008.
وتتهم أمريكا شركة “كونسبتو سكرين” بتوريد شحنات النفط لتمويل “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، و”حزب الله”، بتسهيل من البزال وقصير.
بعد إدراج شركة “كونسبتو سكرين” على لائحة العقوبات الأمريكية، برزت شركة “يارا أوف شور” كبديل، وعملت بالنيابة عن “كونسبتو سكرين” في تصدير النفط الإيراني للنظام السوري.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية في نهاية كانون الثاني 2024، دفع النظام السوري ملايين الدولارات مقابل شحنات النفط الإيرانية التي جلبها عبر سفن خاضعة للعقوبات الأمريكية.
كما أدرجت أمريكا شركة “هيدرو” لتأجير معدات الحفر على قائمة العقوبات، لارتباطها بشركة “كونسبتو سكرين”.
ويدير شركة “هيدرو” مسؤولون “كبار” في “الحرس الثوري” الإيراني، وفق الخارجية الأمريكية.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على شبكة نفط إيرانية روسية سورية، في تشرين الثاني 2018، ووصفتها أمريكا بـ”المعقدة وغير المشروعة”.
اقرأ أيضًا: بينهم سوريون.. عقوبات أمريكية على شبكة نفطية تمول نظام الأسد وإيران
وقالت وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية الأمريكية، يسغال ماندلكر، إن النظام السوري يستخدم عائدات النفط لتمويل “الإرهابيين” ويسهم بقتل الشعب.
وأضافت ماندلكر، أن أمريكا تسعى إلى فرض عقوبات على أي فرد متورط بشحن النفط إلى سوريا، أو يسعى إلى التهرب من عقوباتنا.
وورد اسمَا محمد قاسم البزال ومحمد جعفر قصير في هذه الشبكة التي اتهمتها واشنطن، بتوريد عائدات النفط للنظام السوري ودعم “حزب الله” و”فيلق القدس” وحركة “حماس”.
كما برز اسم التاجر السوري محمد عامر الشويكي في اللائحة الأمريكية، والذي اعتبرته واشنطن “متزعم الشبكة التي تدعم النظام السوري وإيران”.
من الشويكي؟
يمتلك محمد عامر الشويكي شركة “غلوبال فيجن” التي تتخذ من روسيا مقرًا لها، وتلعب دورًا محوريًا في تسليم النفط من إيران إلى النظام السوري، وتحويل الأموال إلى وكلاء تابعين لـ”الحرس الثوري” الإيراني، بحسب الخزانة الأمريكية.
وتشترك شركة “غلوبال فيجن” بالعمل مع شركة “برومسيريومبورت” التابعة لوزارة الطاقة الروسية، لتسهيل نقل الشحنات من شركة النفط الإيرانية الرسمية إلى سوريا.
كما كشف تقرير الخزانة الأمريكية عن تورط مسؤولين في البنك المركزي العراقي، في تحويل الأموال بين الأطراف الثلاثة (روسيا وإيران والنظام السوري)، مستخدمين شركات إيرانية طبية للتغطية على عملية الدفع وتمويل عملية نقل النفط.
وينسق الشويكي مع محمد قصير المسؤول السابق لـ”حزب الله” في عمليات التحويل المالية التي تتم بين إيران ووكلاء لـ”الحزب” والنظام السوري.
علي قصير ممثل “حزب الله” في إيران
وفي لائحة العقوبات التي أصدرتها وزارة الخزانة الأمريكية في أيلول 2019، أدرجت شركة “حقول” التي يملكها البزال والتي تزود إيران بالنفط الخام على قائمة العقوبات.
ويقوم علي قصير، وهو أحد أعضاء مجموعة “تلاقي” المملوكة للبزال، بتمثيل شركة “حقول” والتفاوض عنها لنقل شحنات النفط الإيراني إلى سوريا.
وعرضت أمريكا مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عن علي قصير، التي قالت إنه يشغل منصب ممثل “حزب الله” في إيران والوسيط الرئيسي للأنشطة المالية والتجارية للحزب.
وعلي قصير، من بلدة دير قانون النهر جنوبيّ لبنان، مولود في 1992.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :