إسرائيل تحدد شبكة إمداد “حزب الله” في سوريا
نشر الجيش الإسرائيلي تسجيلًا مصورًا يوضح عبر الخرائط آلية حصول “حزب الله” اللبناني على الأموال، جزء منها تقدمه إيران عبر سوريا، والآخر عبر جباية الأموال من اللبنانيين.
وأوضح التسجيل الذي نُشر عبر “إكس” بعدة لغات، مساء الاثنين 21 من تشرين الأول، أن إيران تقدم الأموال لـ”حزب الله” عبر ثلاث طرق، برًا وبحرًا وجوًا.
وأضاف أن الطريق البري مرتبط بالاقتصاد السوري، إذ ترسل إيران النفط عبر العراق وصولًا إلى سوريا.
وتباع شحنات النفط هذه لشركة “قاطرجي” وهي شركة واجهة تتبع للنظام السوري.
وتحول إيران الأموال التي تجنيها من تجارة النفط في سوريا إلى “حزب الله”.
ووفق الجيش الإسرائيلي، يشرف “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” على نقل النفط إلى سوريا، بهدف تأمين السيولة لـ”حزب الله”.
ولفت إلى أن شركات سورية عديدة تعمل على شراء النفط الإيراني في سوريا منها شركة “B.S” المملوكة من قبل عائلة قاطرجي.
وكان يدير الشركة براء قاطرجي، الذي اغتيل على الحدود السورية- اللبنانية، بضربة جوية نسبت لإسرائيل، في 15 من تموز الماضي.
وقالت وكالة “رويترز” حينها نقلًا عن ثلاثة مصادر أمنية لم تسمها أن براء قاطرجي، قتل في غارة جوية إسرائيلية قرب الحدود السورية- اللبنانية.
وأدار براء قاطرجي عمليات استيراد النفط الإيراني على مدار السنوات العشر الأخيرة حتى مقتله، وفق الجيش الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا: قاطرجي.. عائلة تتصدّر “حيتان المال” باعتماد من القصر الجمهوري
ملايين الدولارات نقلتها “وحدة عمليات النقل” التابعة لـ”حزب الله”، وفق التسجيل، كما أن إيران عملت على نقل الأموال التي تأتيها من تجارة النفط المدارة من قبل “فيلق القدس” جوًا إلى لبنان تحت غطاء دبلوماسي.
ووفق الجيش الإسرائيلي، تهبط شحنات الأموال القادمة من إيران في سفارتها ببيروت ثم تنقل الأموال من هناك لـ”حزب الله”.
وباستخدام هذه الأموال، يعمل “حزب الله” على الترويج لمشاريع اقتصادية، منها استيراد الغاز إلى سوريا، وفتح شركات في كل من سوريا ولبنان وتركيا واليمن، في مجالات مختلفة.
وكان المسؤول في “حزب الله” محمد جعفر قصير يشرف على إدارة أموال “الحزب”، قبل أن يقتل بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية ببيروت، كما أنه يشغل منصب قائد وحدة “4400” في “حزب الله”، وفق الجيش الإسرائيلي.
وكان برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع للحكومة الأمريكية، أعلن عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية لـ”حزب الله”، ومحمد جعفر قصير، المعروف أيضًا باسم “الشيخ صلاح” و”حسين غولي”، وهو ممول رئيس لـ”الحزب”.
“كبتاجون” أيضًا
في 16 من تشرين الأول الحالي، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطين بالنظام السوري و”حزب الله” اللبناني، الموالي لإيران، بسبب ضلوعهم بعمليات تجارة مخدر “الكبتاجون”، وتمويل “الحزب”.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، إنها أدرجت ثلاثة أفراد وأربع شركات مرتبطة بهم على شبكة تعمل على التهرب من العقوبات مقرها لبنان، وتولد ملايين الدولارات من الإيرادات لـ”حزب الله”.
ويتولى فريق التمويل التابع لـ”حزب الله” مسؤولية إنشاء وتشغيل مشاريع تجارية في جميع أنحاء لبنان، بعضها ممول وميسر من إيران، وفق الوزارة.
وأدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الوزارة ثلاثة أفراد متورطين في الإنتاج والاتجار غير المشروعين في “الكبتاجون” الذي استفاد منه النظام السوري وحلفاؤه، بمن فيهم “حزب الله”.
وأشارت إلى أن التجارة غير المشروعة بـ”الكبتاجون”، صارت “مؤسسة غير مشروعة” تبلغ قيمتها مليار دولار، ويديرها كبار أعضاء النظام السوري.
اقرأ أيضًا: عقوبات أمريكية على مرتبطين بـ”كبتاجون الأسد”
من بين المدرجين على لوائح العقوبات الأمريكية، ورد اسم خلدون حمية، وعرّفته الوزارة على أنه “تاجر مخدرات” مقيم في لبنان وله علاقات بـ”حزب الله” و”الفرقة الرابعة” في الجيش السوري.
و”الفرقة الرابعة” مدرجة على لوائح العقوبات أيضًا عام 2017 لدورها في قمع المدنيين.
وقالت الوزارة الأمريكية إن خلدون حمية يعتبر مسيطرًا على معامل “الكبتاجون” في مدينة السيدة زينب بمحافظة ريف دمشق السورية، في منطقة تخضع لسيطرة “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله”.
اقرأ أيضًا: خلدون حمية.. محرك “حزب الله” و”الفرقة الرابعة” ماليًا
وعمل حمية مع مسؤولي المعابر الحدودية على الحدود اللبنانية- السورية لنقل “الكبتاجون” من لبنان إلى الأردن.
وساعد حمية في مناسبة واحدة على الأقل، في تأمين مرور آمن لمركبة تحمل مئات الكيلوجرامات من “الكبتاجون” اللبناني الصنع إلى سوريا، وفق الوزارة.
وإلى جانب أعضاء من “الفرقة الرابعة”، عمل خلدون حمية على تأمين مرور آمن لعائدات بيع “الكبتاجون” إلى مكتب غسان بلال، وهو مستشار رئيسي لقائد “الفرقة الرابعة” ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد.
“حزب الله” في السوق السوري
نشط مستثمرون لبنانيون في سوق الاستثمار السوري خلال السنوات الماضية عبر تأسيس شركات في مختلف المجالات، ليحتلوا الحصة الأكبر في تأسيس شركات أجنبية في سوريا إذ أسسوا 13 من أصل 23 شركة أسسها أجانب، بحسب موقع “الاقتصادي” المحلي، عام 2019 وحده.
ومن الأسماء اللبنانية التي نشطت في السوق السوري، المستثمر محمد قاسم البزال، الذي أسس خمس شركات في مجالات مختلفة بقيمة 11 مليون ليرة سورية عام 2018 وحده.
والشركات التي أسسها هي شركة “تلاقي للتجارة” وشركة “توافق” وشركة “نغم الحياة” بقيمة 999 ألف ليرة سورية لكل واحدة، إضافة إلى شركتي “السنابل الخضراء” و”الآفاق لتطوير الثروة الحيوانية” ويمتلك في كل واحدة نسبة 80% بقيمة أربعة ملايين ليرة سورية.
وكانت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي تبلغ 514 ليرة أمام كل دولار واحد بين عامي 2018 و2019.
العقوبات الأمريكية الأحدث طالت البزال، وأفرادًا مرتبطين به، إذ قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن محمد قاسم البزال ومحمد القصير (قتل في بيروت)، أداروا استثمارات تجارية ومشاريع تهريب النفط نيابة عن “حزب الله”.
وفي 20 من تشرين الثاني 2018، صنفت الخزانة الأمريكية البزال،على لائحة العقوبات لدعمه “حزب الله”.
واتخذ الوزارة الأمريكية إجراءات استهدفت تهريب النفط لـ”حزب الله”، منها في 31 من كانون الثاني 2024 و11 من أيلول 2024، واستهدفت عناصر أساسية في شبكة “حزب الله” و”فيلق القدس” الإيراني، إذ حققت هذه الشبكة إيرادات تقدر بمئات الملايين من الدولارات من خلال بيع السلع الإيرانية، بما في ذلك البترول، ومعظمها لـ”الحكومة السورية” وفق الخزانة الأمريكية.
اقرأ أيضًا: تأسيس شركات وتجنيس.. لبنان مطية الأسد للتحايل على العقوبات
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :