حذر حلف شمال الأطلسي “الناتو” من مخاطر إرسال كوريا الشمالية قوات لدعم روسيا بحربها في أوكرانيا.
وقال الأمين العام لحلف “الناتو”، مارك روته، في تغريدة عبر حسابه في “إكس“، اليوم الاثنين 21 من تشرين الأول، إنه أجرى مناقشة مع الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، حول الشراكة الوثيقة للتحالف مع سيول، مع التركيز على التعاون الصناعي الدفاعي والأمن المترابط في منطقتي اليورو أطلسي والمحيطين الهندي والهادئ.
وشدد روته في حديثه مع الرئيس الكوري الجنوبي، على أن إرسال كوريا الشمالية مقاتلين إلى أوكرانيا، سيؤدي إلى تصعيد الصراع بشكل كبير.
من جهتها، استدعت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية، السفير الروسي في سول اليوم الاثنين، للاحتجاج على ما وصفته بإرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا لنشرها في أوكرانيا، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان، إن نائب وزير الخارجية الأول كيم هونغ كيون، استدعى السفير الروسي جورجي زينوفييف، وحثه على الانسحاب الفوري للجنود الكوريين الشماليين من روسيا.
وقال كيم إن مشاركة القوات الكورية الشمالية في حرب أوكرانيا، يعتبر انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة وميثاقها، ويشكل تهديدًا خطيرًا لأمن كوريا الجنوبية وخارجها.
ونقلت الوزارة عن كيم قوله “إننا ندين بأشد العبارات التعاون العسكري غير القانوني لكوريا الشمالية، بما في ذلك إرسالها قوات إلى روسيا”.
ورفض الكرملين الرد بشكل مباشر على سؤال حول ما إذا كانت قوات كورية شمالية ستشارك في القتال في أوكرانيا، لكن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قال إن تعاون موسكو مع بيونج يانج ليس موجهًا ضد دول ثالثة.
بينما طالب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، برد فعل قوي من الدول التي أقرت بتورط كوريا الشمالية بدرجة أكبر في الحرب مع روسيا.
وقال زيلينسكي في كلمة مصورة، إن هناك أدلة كافية من الأقمار الصناعية وأدلة مصورة تؤكد أن كوريا الشمالية لم ترسل معدات إلى روسيا فحسب، بل وأيضًا جنودًا لنشرهم في الأراضي الأوكرانية، بحسب “رويترز“.
وأضاف زيلينسكي، “أنا ممتن لهؤلاء القادة وممثلي الدول الذين لا يغمضون أعينهم ويتحدثون صراحة عن هذا التعاون الذي يهدف لحرب أكبر. نتوقع رد فعل طبيعي وصادق وقوي من شركائنا على هذا الأمر”.
كان الرئيس الأوكراني اتهم كوريا الشمالية، في 17 من تشرين الأول، بنشر ضباط إلى جانب روسيا، والاستعداد لإرسال 10 آلاف جندي لمساعدة موسكو في المجهود الحربي.
في حين قالت هيئة الاستخبارات الوطنية في كوريا الجنوبية، إن كوريا الشمالية شحنت 1500 صاروخ باليستي إلى أقصى شرق روسيا للتدريب والتأقلم في القواعد العسكرية هناك، ومن المحتمل أن يتم نشرها للقتال في الحرب.
وتعليقًا على أنباء إرسال كوريا الشمالية قوات داعمة لروسيا، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إنه لا يستطيع تأكيد التقارير التي تفيد بأن كوريا الشمالية أرسلت قوات إلى روسيا استعدادًا لما قد يكون انتشارًا للحرب في أوكرانيا، لكنه أضاف أن مثل هذه الخطوة ستكون مثيرة للقلق إذا كانت صحيحة.
وقال محللون عسكريون لـ “رويترز”، إن هناك تساؤلات حول الكيفية التي ستدمج بها روسيا القوات الكورية الشمالية على الأرض، وأن ضخ القوات، مثله كمثل الأسلحة، من غير المرجح أن يكون بمثابة تغيير لقواعد اللعبة ولكنه قد يساعد في إطالة أمد الصراع.
اقرأ المزيد: زيلينسكي يقدم خطة أوكرانية لـ”النصر”
بالتزامن مع تلك التطورات، وصل وزير الدفاع الأمريكي، لويد جيه أوستن، اليوم إلى أوكرانيا للقاء القادة الأوكرانيين والتأكيد على دعم الولايات المتحدة لنضال أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية عبر موقعها، إنه خلال هذه الزيارة سيلتقي الوزير بالقيادة الأوكرانية ويؤكد على التزام الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بالمساعدة الأمنية التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي.
من جهة أخرى قال مسؤولون أوكرانيون، اليوم الاثنين، إن روسيا هاجمت العاصمة الأوكرانية كييف بعدة موجات من الطائرات دون طيار لليلة الثانية على التوالي، ما ألحق أضرارًا بالمباني السكنية، وأصاب مدنيًا واحدًا على الأقل، بينما قتل مدني وأصيب 14 آخرون، في هجوم صاروخي باليستي منفصل على مدينة زابوريزهيا جنوب شرق أوكرانيا صباح اليوم.
اقرأ المزيد: أوكرانيا تواصل القتال داخل روسيا وتطلب تعزيزات بعيدة المدى