شروط إسرائيلية لإنهاء الحرب ضد “حزب الله”
قدمت إسرائيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية “وثيقة مبادئ” تهدف إلى إنهاء الحرب مع “حزب الله”، بالتزامن مع تواصل التصعيد الإسرائيلي على مواقع “الحزب” في لبنان.
وذكر موقع “والا” الإسرائيلي اليوم، الاثنين 21 من تشرين الأول، نقلًا عن أربعة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن الوثيقة التي قُدّمت مؤخرًا للجانب الأمريكي، تتضمن بنودًا تُسهّل العودة الآمنة للنازحين على طرفي الحدود (في لبنان وإسرائيل).
بدوره، قال موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، إن أحد المطالب الإسرائيلية هو السماح للجيش الإسرائيلي بالمشاركة في “إجراءات فعالة” للتأكد من عدم قيام “حزب الله” بإعادة تسليح وبناء البنية التحتية العسكرية في المناطق الجنوبية اللبنانية القريبة من الحدود مع إسرائيل.
وأضاف المسؤول أن تل أبيب تطالب أيضًا بأن تتمتع قواتها الجوية بحرية العمل في المجال الجوي اللبناني.
وذكر “إكسيوس” أن هذين المطلبين يتناقضان مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم “1701”، الذي ينص على أن الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ينفذان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، إن الوثيقة هي نتيجة مشاورات بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، المقرب من بنيامين نتنياهو، ووزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي، بشأن المبادئ التي تطالب تل أبيب بأن تكون جزءًا من أي حل دبلوماسي ينهي الحرب مع “حزب الله”.
في حين قال مسؤول أمريكي لـ”أكسيوس”، إن من غير المرجح إلى حد كبير أن يوافق لبنان والمجتمع الدولي على هذه الشروط، التي من شأنها أن تقوّض سيادة لبنان بشكل كبير.
وذكر الموقع أن هذه الوثيقة أُحيلت إلى البيت الأبيض، قبيل زيارة المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكشتاين إلى بيروت، التي ستركز على تعزيز الحل الدبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، ما يشير إلى تنسيق متواصل بين الأطراف.
اقرأ المزيد: “حزب الله” يهدد بالتصعيد جنوبي لبنان
من المتوقع أن يصل هوكشتاين إلى بيروت اليوم، الاثنين، حيث سيلتقي مع رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، ومسؤولين لبنانيين آخرين لمناقشة المطالب الإسرائيلية.
وفي السنوات الأخيرة، احتفظ الجيش اللبناني بقوات محدودة في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، التي يسيطر “حزب الله” على معظمها، وقال مسؤولون أمريكيون كبار، إن هوكشتاين يريد أن ينشر الجيش اللبناني ما لا يقل عن 8000 جندي في المنطقة الحدودية.
ويريد المبعوث الأمريكي أيضًا رفع مستوى تفويض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل)، حتى تتمكن من مساعدة الجيش اللبناني على منع أي عنصر مسلح لا يخضع لسيطرة الحكومة اللبنانية من الانتشار بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
ويعترف كبار المسؤولين الأمريكيين أنه منذ حرب تموز 2006، لم تنفذ قوات “يونيفيل” القرار “1701” بشكل جيد، ولم تمنع “حزب الله” من بناء بنية تحتية عسكرية واسعة النطاق في جنوبي لبنان.
وتزامن الحديث عن الوثيقة مع استمرار سلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات على لبنان، أحدثها استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع.
وقالت وكالة “رويترز“، إن إسرائيل شنت غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية خلال الساعات الماضية، وقال شهود عيان إن مبنى يقع في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية تحول إلى أنقاض.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الطائرات الإسرائيلية قصفت مقار ومواقع لـ”حزب الله” في بيروت وفي عمق لبنان وجنوبه، مشيرًا إلى أن أحد المواقع المستهدفة هو جمعية “القرض الحسن”، التي يستخدمها الحزب لتخزين الأموال.
وذكر أدرعي أن الجمعية التي جرى استهدافها في الضاحية الجنوبية، تمول أنشطة “حزب الله” بشكل مباشر، بما في ذلك تمويل شراء وسائل قتالية ودفع رواتب عناصر الذراع العسكرية لـ”الحزب”.
اقرأ المزيد: “حزب الله” يعلن مرحلة جديدة في الحرب
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :