يعتبر المغنيسيوم من المعادن المهمة للجسم، فهو لا يسهم فقط في صحة العظام والأسنان، بل له دور في وظائف الأعصاب والعضلات، ويساعد على النوم العميق والسريع، ويحسن جودة النوم.
وفق الجمعية الألمانية لأبحاث وطب النوم، يعاني 4.8 مليون شخص من اضطرابات النوم المزمنة، أي حوالي 6% من الألمان، ويمكن أن يكون نقص المغنيسيوم وراء ذلك.
كما يمكن أن ينشأ ذلك من اتباع نظام غذائي غير متوازن أو الإجهاد أو تناول بعض الأدوية، أو زيادة إفراز المغنيسيوم في المواقف العصبية، وربما أن الجسم لا يستطيع إنتاج العناصر الغذائية بنفسه، فيجب الحصول عليها وفقًا لنظامنا الغذائي، بحسب ما نشره موقع “vital” الطبي الألماني، في 19 من تشرين الأول الحالي.
وتبلغ متطلبات المغنيسيوم اليومية للبالغين من الرجال 350 ملغ، وللنساء 300 ملغ.
ويعاني الكثير من الأشخاص الذين ينخفض لديهم المغنيسيوم من الأرق واضطرابات النوم، وخاصة النساء، والحوامل والمرضعات، والرياضيين التنافسيين، ومرضى السكر، وكبار السن، وهم أكثر عرضة لانخفاض مستويات المغنيسيوم، ما يمكن أن يؤدي إلى أمراض مختلفة، منها الأرق والعصبية.
ويمكن أن يسبب نقصه زيادة النعاس خلال النهار وتشنجات الساق ليلًا، والتوترات والصداع وصعوبة التركيز وعدم انتظام ضربات القلب وتسارعها والخفقان، وتنميل اليدين والقدمين، بالإضافة إلى مشكلات الجهاز الهضمي، كالإسهال والإمساك.
كل هذه العوامل يمكن أن تزيد من صعوبة الحصول على نوم هادئ، لأن المعدن مهم لتوازن الجسم، فهو ينشط قبل النوم ويعزز بعض الناقلات العصبية في الجسم، التي تنقل المعلومات بين الدماغ والجهاز العصبي، كما يساعد المغنيسيوم في إطلاق هرمون النوم (الميلاتونين) بالجسم، ويجري إنتاج هذا الهرمون استجابة للظلام، فهو يضع الجسم في وضع الراحة، ويضمن الاسترخاء ويعزز النوم المريح.
كما أن زيادة تناوله يوميًا تساعد على تنظيم كل من الجهازين العصبيين، الودي والباراسمبثاوي، وهي مسألة مهمة للنوم، فالجهاز العصبي السمبثاوي يعد الجسم للنوم عن طريق إبطاء معدل ضربات القلب ويكون له تأثير مريح، بينما يعمل الجهاز العصبي الودي من ناحية أخرى على وضع الجسم في حالة عالية من الاستيقاظ.
ويمكن للمغنيسيوم تخفيف أعراض متلازمة تململ الساقين، وهي حالة يشكو فيها الأفراد المصابون من الرغبة في تحريك أرجلهم، وتحدث خاصة في المساء أو الليل.
وبما أن الجسم لا يستطيع إنتاج المغنيسيوم بنفسه فيجب توفير المعدن من خلال الأطعمة، وهو موجود في كثير منها، كالخضار الورقية الداكنة والبذور والفاصولياء والأسماك والحبوب الكاملة والمكسرات والشوكولا الداكنة واللبن والأفوكادو والموز.
وفي حال عدم التمكن من تلبية احتياجات الجسم من المغنيسيوم من خلال الطعام، فقد يوصى بتناول مكملات المغنيسيوم قبل النوم، لمساعدة الجسم على الاسترخاء وتخفيف التوتر والمساعدة على النوم لفترة أطول.
مكملات المغنيسيوم تعتبر آمنة بشكل عام، لكنها قد تتفاعل مع بعض الأدوية، لذا فمن الأفضل التحدث إلى الطبيب قبل تناوله، خاصة للحوامل ومن يعاني من مشكلات في الكلى أو أمراض القلب، ويمكن أن تسبب بعض التركيزات العالية من المغنيسيوم قبل النوم بالإسهال والتشنجات والغثيان، في بعض الحالات.