تعا تفرج
اللاجئ العربي المسلم المدلل
خطيب بدلة
كثيرة هي الأشياء التي لم نكن نسمع بها، أو نراها، قبل عصر الموبايل المزود بكاميرا تلفزيونية، والمنصات التي تنشر مقاطع فيديو مصورة بالهاتف، كـ”يوتيوب” و”فيس بوك” و”تيك توك”، مع أنها أشياء طريفة ومفيدة وذات دلالة.
ذات يوم، قرر لاجئون سوريون التوجه إلى مدينة زولينغن الألمانية، ليعلنوا تضامنهم مع ضحايا العمل الإرهابي الذي أودى بحياة ثلاثة، وجرح سبعة من الأهالي، وهذا عمل جيد، من حيث المبدأ، ولكن أحد الفيديوهات التي صورت في مكان الحدث، فيه رجل يرتدي دشداشة، ذو شعره طويل بجدايل، يخطب بالعربية (العامية)، ويقول كلامًا يصلح لتهدئة الخواطر في خلاف عشائري، حتى إنه قال: كل عنزة معلقة بكرعوبها. ووقف آخر، في الاعتصام ذاته، يقول: نحن جئنا من أجل الخبز، واليورو، إلى آخر ما هنالك من مظاهر تفرض علينا أن نتساءل إن كان هذا التضامن نافعًا أكثر من عدمه.
التقط أحدهم صورة للاجئ مسلم، واقف في ممر قطار مسافر بين مدينتين ألمانيتين، يصلي، بينما يقف الركاب الذين يريدون العبور، في الجانبين، وهم في حالة ذهول. الأمر الأكثر غرابة، أن عددًا لا يستهان به ممن شاهدوا الفيديو، راحوا يدافعون عن موقف الرجل، ولم يكن في مقدور أحد إقناعهم بأن هذا اللاجئ غير مضطر للصلاة في الممر، فبإمكانه أن يصلي وهو جالس في مقعده، أو يؤجل الصلاة إلى حين وصوله المنزل، أو يجمع ويقصر، أو يتكاسل عن الصلاة.
المبدأ الأساسي الذي انطلق منه اللاجئ، والمدافعون عنه، أن المسلم إنسان “مدلل”، يحق له ما لا يحق لغيره، وهذا يفسر لك الحادثة التي نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن مجموعة من المسلمين، قرروا أن يقيموا الصلاة في شارع بمدينة أوروبية، ما أدى إلى تعطل السير، وبدأت السيارات، في طرفي الشارع، تُجري التدوير، وتتزاحم بحثًا عن مخرج إلى شارع لا يوجد فيه مصلون. وهناك مقطع فيديو مسرب من جلسة للبرلمان المصري، وفيه نائب قطع الاجتماع بأن وضع يده على أذنه وصار يؤذن، فاحتج عليه رئيس الجلسة، وقال له: روح أدّنْ في الجامع، مش مسموح تأدن هنا. ولكن النائب لم يتراجع، واحتدمت بينهما مشادة كلامية لا نعرف كيف انتهت.
قبل سنوات، صيفًا، على شاطئ البحر في السويد، التقطت سيدة سويدية صورة للاجئ مسلم لا يرتدي من الثياب سوى “بوكسر” ملتصق بجسمه، وبجواره زوجته التي ترتدي العباءة السوداء، وتتحجب بالبرقع. المواطنة السويدية نظرت إلى الأمر من زاوية “فوائد التشمس” وتوصلت إلى أن الرجل يستفيد من فيتامين “د”، بينما السيدة لا تستفيد!
لا شك أن السويد هي الأكثر تشددًا ضد العنف الأسري، وقانونها يعطي دائرة “السوسيال” الحق في سحب الأطفال من الأسرة، ونقلهم إلى أماكن رعاية، ولذلك كانت من أكثر الدول الأوروبية تعرضًا للاصطدام مع اللاجئ العربي المعتاد على ضرب أطفاله، وزجرهم، ولأن الآباء غير مستعدين للانسجام مع هذه القوانين، أو الإقلاع عن ضرب الأطفال، فقد صرنا نراهم في فيديوهات كثيرة، يرددون عبارة واحدة، هي: السويد بتاخد أطفال المسلمين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :