
شهر تشرين الأول هو شهر التوعية بسرطان الثدي (تعبيرية/ Canva)
شهر تشرين الأول هو شهر التوعية بسرطان الثدي (تعبيرية/ Canva)
د. أكرم خولاني
تكشف التقديرات الإحصائية، بحسب منظمة الصحة العالمية، أن البلدان التي لديها مؤشر تنمية مرتفع جدًا، تُشخّص فيها امرأة واحدة بسرطان الثدي من كل 12 امرأة، وتموت واحدة من كل 71 امرأة بسببه.
ورغم أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يسهم بارتفاع نسب الشفاء حتى 98%، فإن تشخيصه يسبب صدمة كبيرة لكل امرأة تصاب به، ويترك آثارًا نفسية سلبية عليها قد تعوق عملية العلاج وتؤدي إلى إطالتها عوضًا عن تقصيرها والخروج منها بنتائج إيجابية فعالة، لذا يركز الأطباء على ضرورة إيلاء الدعم النفسي لمريضات سرطان الثدي الأهمية ذاتها التي يولونها للعلاج الطبي الذي يضمن التخلص من الخلايا السرطانية، وخصوصًا أن استقبال الجسم للعلاج يسير بشكل أسرع وأكثر فاعلية في حال ترافق الدعم النفسي مع العلاج الطبي، ما يساعد على استقرار حالة المريض النفسية وارتفاع نسبة الشفاء من المرض.
تتنوع طرق العلاج بين الجراحي والهرموني والكيماوي والإشعاعي، ويتم تحديد خطة العلاج المناسبة لكل حالة من قبل طبيب الأورام بعد تحديد نوع السرطان ودرجته.
العلاج بالجراحة
قد يتم استئصال الورم فقط أو كامل الثدي أو استئصال الثديين:
يلجأ الأطباء إلى العلاج الهرموني لمنع تكرار وتجنب الإصابة بسرطانات الثدي الحساسة للهرمونات، وفي الغالب يتم استخدام هذا النوع من العلاج قبل إجراء العملية الجراحية لكي يساعد على تقلص الورم ليسهل عملية استئصاله.
العلاج الكيماوي
يستخدم العلاج الكيماوي بغرض تدمير الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم، وعن طريق ذلك يتم تجنب خطر تكرار الإصابة بالورم في نفس الموضع أو انتشارها في أجزاء أخرى من الجسم، كما يتم استخدام العلاج الكيماوي أحيانًا قبل الجراحة عند وجود ورم كبير الحجم بهدف تقليل الورم إلى الحجم الذي يجعل إزالته أسهل جراحيًا.
العلاج الإشعاعي
يتم استخدام الإشعاع الخارجي بعد استئصال ورم سرطان الثدي في مراحله المبكرة، وقد يوصى به أيضًا بعد استئصال الثدي إذا كان سرطان الثدي كبيرًا، أو إذا كان السرطان قد انتشر إلى باقي الغدد اللمفاوية.
ونعود ونؤكد أن أهم العوامل التي حسّنت نتائج علاجات سرطانات الثدي وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة للمصابين بهذا السرطان هو الكشف المبكر عنه، مع التنويه إلى أن هناك فرقًا بين الكشف المبكر والتشخيص المبكر، فالتشخيص المبكر يعني أن المرض موجود ويتم تشخيصه في المرحلة الصفرية أو المرحلة الأولى، بينما الكشف المبكر يعني أن السيدة تجري الفحص الدوري قبل ظهور أي أعراض.
تعاني المريضة التي يشخص لديها الإصابة بسرطان الثدي من مشاعر متضاربة نتيجة الخوف من مرض السرطان وخطورته كونه مهددًا للحياة، إضافة إلى تداعيات العلاج كاستئصال الثدي وتغير شكل الجسم وتساقط الشعر، فتنشأ لديها أزمة وجودية متعلقة بالسرطان مع النظرة المتدنية لصورة الجسد ورموزه الأنثوية.
وهذا يتطلب الوقوف بجانب المريضة لمساعدتها في التغلب على التوتر والخوف اللذين ينتابانها وللتخفيف من هذه الآثار النفسية السلبية وعدم ترك المجال لإحباطها بشكل تام، وبحسب الأرقام فإن ما نسبته من 30 إلى 40% من الاستقرار النفسي لمرضى الأورام ينعكس إيجابيًا على تحسن حالتهم الصحية، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الحالة النفسية للمريض من أهم مقومات شفائه ونجاح علاجه.
ويجب البدء بتقديم المساعدة النفسية للمريضة فور تشخيص المرض لديها، وذلك عن طريق:
يقدم الفريق الشرح اللازم للمريضة عن طبيعة المرض وما ستمر به في أثناء العلاج حتى الوصول إلى الشفاء، ولا بد من التأكيد على النقاط التالية في خطة الدعم النفسي:
يجب على أفراد أسرة المريضة وأقاربها وأصدقائها والمحيطين بها أن يكونوا أولًا على استعداد لتقبل التغيرات التي تحدث لها، سواء التغيرات الجسمانية أو المزاجية، ولهؤلاء دور مهم في دعمها لتقليل مشاعر الخوف والصدمة التي تصيبها جراء اكتشاف الإصابة بالمرض، وخلال رحلة العلاج وصولًا إلى الشفاء التام، ومن النصائح لأفراد الأسرة لتقديم الدعم النفسي لمريضة سرطان الثدي:
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى