تسعى إسرائيل لتحقيق مكاسب استراتيجية في قطاع غزة، عقب الإعلان عن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، يحيى السنوار.
وتحاول إسرائيل استغلال مقتل السنوار لـ”إعادة تشكيل المشهد الإقليمي” لمصلحتها ومنع أي هجمات مستقبلية ضدها.
ونقلت وكالة “رويترز” اليوم، الجمعة 18 من تشرين الأول، عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها، إن إسرائيل تحاول إلحاق أكبر أضرار ممكنة بـ”حماس” في غزة، و”حزب الله” في لبنان، قبل الانتخابات الأمريكية.
كما تسعى لإنشاء مناطق عازلة بحكم الأمر الواقع ودون إمكانية التراجع، قبل تعيين الرئيس الأمريكي الجديد.
ومن المتوقع، وفق المصادر، أن يستخدم الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، مقتل السنوار للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لوقف العمليات العسكرية، إلا أن الأخير قد يفضّل الانتظار حتى نهاية ولاية بايدن، قبل النظر في أي اتفاقيات لوقف إطلاق النار.
كما تعمل إسرائيل على تسريع حملتها العسكرية في لبنان، مع وضعها خططًا للرد على الهجوم الإيراني الأخير.
وفق المصادر، فإن طموحات إسرائيل أصبحت أوسع من مجرد انتصارات عسكرية قصيرة الأجل، كما ترى أن الدبلوماسية ليست كافية لتحقيق أهدافها.
ولن توافق على وقف إطلاق نار في غزة دون ضمانات بأن من سيحكم القطاع سيكون قادرًا على منع وصول الأسلحة لـ”حماس”.
وتتهم إسرائيل كلًا من يحيى السنوار ومحمد الضيف بالوقوف خلف عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها مقاتلو “كتائب القسام” (الذراع العسكرية لحماس) في 7 من تشرين الأول 2023، وقتل فيها نحو 1200 إسرائيلي.
وردت عليها إسرائيل بحرب متواصلة على القطاع منذ ذلك الحين، موقعة أكثر من 42 ألف قتيل، وأكثر من 99 ألف مصاب فلسطيني، وملحقة دمارًا في غزة.
وكان نتنياهو قد تعهد اليوم، الجمعة، بمواصلة الحرب في غزة ولبنان، معتبرًا أن أمام إسرائيل فرصة لوقف “محور الشر” وخلق مستقبل مختلف، وفق قوله.
كما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن “القضاء على يحيى السنوار رسالة واضحة إلى عائلات القتلى والمختطفين، نحن نفعل كل شيء وسنواصل القيام بذلك”، وفق كلمة مصورة له أمام دبابات إسرائيلية، مرتديًا جعبة عسكرية.
مقتل السنوار
أكدت “حماس” اليوم مقتل السنوار، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس 17 من تشرين الأول، مقتله في اشتباك مع جنود إسرائيليين في غزة.
وجاء في بيان للحركة أن “حماس” تنعى “القائد المجاهد الشهيد والرمز الوطني الكبير”، يحيى السنوار (أبو إبراهيم).
وأضاف البيان، “بكل معاني الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة، تنعى حركة حماس إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا جميعًا وأحرار العالم رجلًا من أنبل وأشجع الرجال”.
وأظهر تسجيل مصور نشره الجيش الإسرائيلي أن طائرة استطلاع صغيرة دون طيار تعقبت السنوار بين أنقاض مبنى في جنوبي غزة.
وبحسب التسجيل المصور، يظهر السنوار مصابًا بجروح في يده جالسًا على الكرسي، ووجهه مغطى بغطاء رأس.
وجرى تصوير السنوار متكئًا على كرس مغطى بالغبار، وبينما كانت الطائرة دون طيار تحوم في مكان قريب أظهر الفيديو السنوار وهو يرمي عصا عليها.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن سجلات الأسنان وبصمات الأصابع واختبار الحمض النووي قدمت تأكيدًا نهائيًا على مقتل السنوار.