تتواصل ردود الفعل الدولية على إعلان إسرائيل مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، يحيى السنوار، في اشتباك مع عناصر من الجيش الإسرائيلي في تل السلطان برفح، جنوبي غزة.
المتحدث باسم “الكرملين”، دميتري بيسكوف، قال للصحفيين، إن روسيا تشعر بالقلق بشأن العواقب على الشرق الأوسط بعد اغتيال إسرائيل للسنوار.
وأضاف بيسكوف اليوم، الجمعة 18 من تشرين الأول، أن “الأمر الرئيس بالنسبة لنا هو العواقب التي نراها على السكان المسالمين”، مؤكدًا أن لدى موسكو مخاوف جدية بشأن ذلك.
وبحسب المسؤول الروسي، فإن الكارثة الإنسانية التي تحصل في عزة ولبنان تشكل موضع قلق شديد لروسيا، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
من جانبها، اعتبرت حركة “فتح” الفلسطينية، أن اغتيال السنوار لن يمنع استمرار المقاومة.
وقال أمين سر الحركة في شمال لبنان، مصطفى أبو حرب، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إن “حركة حماس لم تؤكد استشهاد السنوار، لكن لو حصل، فالسنوار يظل رمزًا للمقاومة، حيث ستستمر حركات المقاومة في مسيرتها دون تأثر بفقدان القيادات”.
وأكد أبو حرب أن كل القيادات في الصف الأول قادرة على قيادة العمل المقاوم حتى تحقيق هدف المقاومة الرئيس، وهو القضاء على الاحتلال.
كما أوضح أن مشروع نتنياهو يتجاوز مجرد اغتيال القيادات، ويسعى إلى تهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية، وهو مشروع لن يتحقق، فالفلسطينيون متمسكون بأرضهم، ونتنياهو ينظر إلى شرق أوسط جديد خالٍ من الشعب الفلسطيني.
“يوم جيد لإسرائيل”
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الخميس 17 من تشرين الأول، إن السلطات الإسرائيلية أبلغت فريق الأمن القومي الخاص به، أن المهمة التي نفذوها في غزة ربما أدت إلى مقتل السنوار، وهو ما أكدته اختبارات الحمض النووي.
ووصف بايدن في بيان نشره البيت الأبيض، مقتل السنوار بأنه “يوم جيد لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم”.
واعتبر بايدن أن السنوار كان مسؤولًا عن مقتل الآلاف من الإسرائيليين والفلسطينيين والمواطنين من أكثر من 30 دولة، وكان العقل المدبر لعملية 7 من تشرين الأول 2023.
كما قالت نائبة الرئيس الأمريكي، كاملا هاريس، إن “العدالة تحققت” والولايات المتحدة والعالم بأسره أصبحوا في وضع أفضل نتيجة ذلك، مضيفة، “لا يسعني إلا أن أتمنى أن تشعر أسر ضحايا حماس بقدر من الارتياح”، وفق بيان للبيت الأبيض.
وفي مؤتمر صحفي قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن السنوار كان “عقبة كبيرة أمام السلام واليوم التالي في غزة”.
وأجرى بايدن مكالمة مع نتنياهو، وهنأه على العملية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في غزة، وأدت إلى مقتل السنوار، وناقش معه كيفية استغلال هذه اللحظة لإعادة الرهائن إلى “ديارهم” وإنهاء الحرب مع ضمان “أمن إسرائيل” وعدم قدرة “حماس” على السيطرة على غزة، وفق بيان للبيت الأبيض.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن يحيى السنوار كان مسؤولًا عما وصفها بـ”الهجمات الإرهابية والأعمال الوحشية” التي حصلت في 7 من تشرين الأول 2023.
وأضاف، “أفكر بتأثر في الضحايا، بمن فيهم 48 من مواطنينا، وأحبائهم” مجددًا مطالبة فرنسا بالإفراج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى “حماس”.
وقال رئيس الوز راء الكندي، جاستن ترودو، إن موت السنوار ينهي “عهد الإرهاب”، داعيًا “حماس” لإلقاء السلاح، وإطلاق سراح الرهائن، وعدم لعب دور مستقبلي في حكم غزة، مع تجديد الدعوة لوقف إطلاق النار الفوري.
مواصلة الحرب
نتنياهو قال في كلمة مصورة عبر “إكس”، إن “يحيى السنوار قتل في رفح”، معتبرًا أن هذا ليس نهاية الحرب في غزة، لكنها “بداية النهاية”، وفق تعبيره.
وتعهد نتنياهو اليوم، الجمعة، بمواصلة الحرب في غزة ولبنان، معتبرًا أن أمام إسرائيل فرصة عظيمة لوقف “محور الشر” وخلق مستقبل مختلف، وفق قوله.
كما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن “القضاء على يحيى السنوار رسالة واضحة إلى عائلات القتلى والمختطفين، نحن نفعل كل شيء وسنواصل القيام بذلك”، وفق كلمة مصورة له أمام دبابات إسرائيلية، مرتديًا جعبة عسكرية.
وأعلنت إسرائيل، الخميس، مقتل السنوار مع رفيق له باشتباكات في تل السطان برفح، جنوبي غزة.
وتتهم إسرائيل كلًا من يحيى السنوار، ومحمد الضيف (القائد العام لكتائب القسام) بالوقوف خلف عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها مقاتلو “كتائب القسام” في 7 من تشرين الأول 2023، وقتل فيها نحو 1200 إسرائيلي.
وردت إسرائيل على العملية بحرب متواصلة على القطاع منذ ذلك الحين، موقعة أكثر من 42 ألف قتيل، وأكثر من 99 ألف مصاب فلسطيني، وملحقة دمارًا هائلًا في غزة.