ريف حلب.. “صقور الشمال” يعلن حل نفسه 

  • 2024/10/18
  • 10:37 ص
قيادة لواء صقور الشمال - 5 تشرين الأول 2024 (صقور الشمال/تويتر)

قيادة لواء صقور الشمال - 5 تشرين الأول 2024 (صقور الشمال/تويتر)

أعلن فصيل “صقور الشمال” المنضوي تحت “الجبهة الشامية” حل نفسه بعد نحو يومين من هجوم لـ”القوة المشتركة” على مقاره في ريف حلب.

“القوة المشتركة” تضم “فرقة السلطان سليمان شاه” المعروفة بـ”العمشات” ويقودها محمد الجاسم (أبو عمشة)، و”فرقة الحمزة” المعروفة باسم “الحمزات” ويقودها سيف أبو بكر، وكلا القياديين معاقب من قبل الولايات المتحدة.

وجاء في بيان “صقور الشام”، الصادر الخميس 17 من تشرين الأول، أنه بسبب “المتطلبات الميدانية في الآونة الأخيرة، ومن أجل جعل القوة العسكرية للثورة أكثر فعالية في محاربة الأعداء وأكثر كفاءة”، تم حل فصيل “صقور الشمال”، وخروجه من “الجبهة الشامية” وتسليم إدارة الفصيل لوزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة”.

وأشار البيان إلى أن حل الفصيل جاء أيضًا في إطار عملية إعادة هيكلية “الجيش الوطني” المستمرة منذ عامين، وإعادة توزيع الأدوار والوظائف الموكلة لبعض التشكيلات، وهو الأمر الذي اعترض عليه الفصيل في أيلول الماضي.

قيادي سابق في “صقور الشمال” قال لعنب بلدي، إن سبب اتخاذ الدفاع قرارًا بحل الفصيل هو تقارير “كيدية” قدّمت إلى الجانب التركي ضد “الصقور” وقائده حسن خيرية، من قبل قائد فصيل “السلطان سليمان شاه” (العمشات) محمد الجاسم “أبو عمشة”.

التقارير تضمنت اتهامات لخليل خيرية شقيق حسن قائد “الصقور” بارتكاب انتهاكات وتهريب مخدرات وتجارة البشر وغيرها، بحسب القيادي الذي أشار أن العديد من فصائل “الجيش الوطني” لديهم أشخاص مسؤولون عن تهريب البشر، ويرتكبون انتهاكات، ومنهم فصيل “العمشات”، إلا أن الأخير تم “تبييض صفحته عند الأتراك فجأة وبطريقة غريبة”.

وجاءت أوامر تركية بحل “الصقور” ودمجه مع “القوة المشتركة”، بحسب القيادي، وهو ما رفضه الفصيل، ورد على ذلك بأن المشكلة إذا كانت مع قائده حسن خيرية فهو جاهز لتعيين قائد آخر، لكن بقرار من المجلس العسكري لـ”الصقور” وليس من قبل جهات أخرى.

جميع هذه التشكيلات تتبع لـ”الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا، لكن توجد خلافات فيما بينها منذ أيلول الماضي.

رفض سابق

وزارة الدفاع أصدرت، في 17 من أيلول الماضي، قرارًا  بحل “صقور الشمال”.

وأرجعت الوزارة قرارها لـ”إعادة هيكلية الجيش الوطني وفق خطة إصلاحية شاملة” تعمل عليها منذ سنتين، وفي سياق ذلك جرت إعادة توزيع المهام والوظائف الموكلة لبعض الوحدات العسكرية، “بحسب ما تقتضيه المتطلبات الميدانية في هذه المرحلة”.

بالنسبة لعتاد ومقار الفصيل وقوته البشرية، ذكرت وزارة الدفاع أنه سيوزع ضمن ملاك فصائل “الجيش الوطني”، وكلفت نائب وزير الدفاع، العميد عدنان الدياب، قائدًا عامًا بشكل مؤقت للفصيل، وذلك بسبب إصابة قائده حسن خيرية “بوعكة صحية”، وفق بيان وزارة الدفاع.

لم يلتزم “صقور الشمال” بقرار الوزارة، وأعلن بعد ساعات اندماجه مع “الشامية”.

وبرر “الفصيل” الاندماج حينها بأنه جاء بناء على “مقتضيات المصلحة العامة”، وحرصًا على “قوة صفوف الثورة”، ورغبة “الإخوة الأتراك في اختصار الفصائل”، واستجابة لرغبة العناصر والقادة في “صقور الشمال”، “باستمرارهم في العمل في صفوف الثورة”.

بالمقابل، رحبت “الشامية” بقرار الفصيل ووافقت عليه بناء على “مقتضيات المصلحة العامة للثورة”.

حالة الاصطفاف خلقت توترًا بين الأطراف منذ أيلول الماضي، وشهدت المنطقة حشدًا عسكريًا إلا أنه لم يصل لمرحلة الصدام المسلح حتى 16 من تشرين الأول الحالي.

اقرأ أيضًا: ما جذر التصعيد بين “الشامية” و”القوة المشتركة”

تصعيد ضد الفصيل

الاشتباكات بدأت، في 16 من تشرين الأول، عقب هجوم شنته “القوة المشتركة” على مقر قيادة “صقور الشمال” في حوار كلس بريف اعزاز شمالي حلب.

استطاعت “القوة المشتركة” السيطرة على مقار “الصقور” في حوار كلس رغم تدخل “الشامية”، وتوسعت الاشتباكات لاحقًا لتصل إلى عفرين.

“كتيبة الحمزة” التابعة لـ”الصقور” والعاملة في قرية رأس الأحمر بريف عفرين، نأت بنفسها عن الاشتباكات، حرصًا على “حقن دماء المسلمين، وخروجًا من عبثية القتال الدائر”، وانضمت إلى فصيل “مغاوير الشام” (الفرقة 26).

القيادي السابق في “الصقور” أوضح لعنب بلدي أن الفصيل خسر إلى ما قبل توقف الاشتباكات مقاره في عدة قرى وبلدات بريف حلب بدءًا من جرابلس وصولًا إلى قرى يسيطر عليها في عفرين شمال غربي حلب.

كما خسر قرى وبلدات الغندورة في جرابلس، وحوار كلس في اعزاز، و كمروك وعرب شيخو علي جارو في عفرين.

“طمع الفصائل في السيطرة على مناطق جديدة في عفرين على حساب فصيل الصقور”، هو المحرك الأساسي وخاصة لـ”الحمزات” و”العمشات” في إنهاء فصيل “الصقور”، وبالتالي بسط سيطرتهم على عائدات الزيتون، وفق القيادي.

“هدنة إنسانية”

الاشتباكات توقفت مؤقتًا، الخميس 17 من تشرين الأول، بعد الوصول إلى “هدنة إنسانية” مؤقتة بين الأطراف، مدتها ثلاث ساعات، لكن بعد انتهاء المدة أعلن الفصيل حل نفسه.

“الدفاع المدني” ذكر أنه خلال الهدنة سيتم إجلاء مدنيين إلى أماكن أكثر أمنًا، والسماح بدخول سيارات الإسعاف للمناطق التي تدور فيها الاشتباكات للوصول إلى الجرحى المدنيين وإسعافهم.

وأشار مدير “الدفاع المدني”، رائد الصالح، قبل ساعات من الهدنة إلى وجود إصابات بين المدنيين، بعضهم إصابات خطرة، وإلى تضرر مخيمات في المنطقة وقطع وإغلاق الطرقات بين عفرين واعزاز.

فرق “الدفاع المدني” أجلت نحو 300 عائلة من مناطق مريمين وكفرجنة وقطمة والمخيمات القريبة بريف عفرين.

اقرأ أيضًا: مدنيون يدفعون ثمن اشتباكات ريف حلب

مقالات متعلقة

  1. حلب.. ما جذر التصعيد بين "الشامية" و"القوة المشتركة"
  2. عفرين.. الوصول إلى اتفاق مبدئي بين "جيش النخبة" و"صقور الشمال"
  3. مجهولون يغتالون قائدًا في "صقور الشام" بريف إدلب
  4. هدنة مؤقتة بين فصائل المعارضة في ريف حلب

سوريا

المزيد من سوريا