أمريكا تلاحق تجارة المخدرات السورية- اللبنانية

صادر ضباط إنفاذ القانون الإيطاليون 14 طنًا من الكبتاجون، أي حوالي 84 مليون حبة، في ميناء ساليرنو الإيطالي- 1 من تموز 2020 (EPA)

camera iconصادر ضباط إنفاذ القانون الإيطاليون 14 طنًا من الكبتاجون، أي حوالي 84 مليون حبة، في ميناء ساليرنو الإيطالي- 1 من تموز 2020 (EPA)

tag icon ع ع ع

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية استمرار حكومة الولايات المتحدة بملاحقة نشاط تجارة المخدرات، التي يرعاها “حزب الله” اللبناني، الموالي لإيران، ويستفيد منها النظام السوري، على مدار السنوات الماضية.

وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر، الأربعاء 16 من تشرين الأول، إن الولايات المتحدة مستمرة أيضًا في استهداف تجارة “الكبتاجون” غير المشروعة في المنطقة، والتي أصبحت مؤسسة غير مشروعة تبلغ قيمتها مليار دولار يديرها جزئيًا كبار أعضاء النظام السوري.

وأضاف أن بلاده ثابتة في التزامها بتعطيل قدرة “حزب الله” على الوصول إلى النظام المالي الدولي وأساليبه المختلفة في توليد الإيرادات، مشيرًا إلى أن الإيرادات المالية لـ”حزب الله” تُستخدم في تمويل “أعمال عنف”.

ولفت إلى أن بلاده فرضت عقوبات على ثلاثة أفراد متورطين في الإنتاج غير المشروع والاتجار بـ”الكبتاجون” وهو منشط خطير، يسبب الإدمان، ويسبب ضررًا بالمجتمعات والبلدان في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها، وفق ميلر.

ميلر قال أيضًا إن تجارة المخدرات تشكل مصدر تمويل للنظام السوري وداعميه، بما في ذلك “حزب الله”، معتبرًا أن هذه الإجراءات العقابية جاءت دعمًا لأهداف قانون قمع الاتجار غير المشروع بـ”الكبتاجون”.

أمس الأربعاء، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطين بالنظام السوري و”حزب الله”، الموالي لإيران، بسبب ضلوعهم بعمليات تجارة مخدر “الكبتاجون”، وتمويل “حزب الله”.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، إن من بين المدرجين على لوائح العقوبات الأمريكية، خلدون حمية، وعرّفته الوزارة بأنه تاجر مخدرات مقيم في لبنان وله علاقات بـ”حزب الله” و”الفرقة الرابعة” التابعة في الجيش السوري.

وأضافت أن خلدون حمية يعتبر مسيطرًا على معامل “الكبتاجون” في مدينة السيدة زينب بمحافظة ريف دمشق السورية، في منطقة تخضع لسيطرة “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله”.

وعمل حمية مع مسؤولي المعابر الحدودية على الحدود اللبنانية- السورية لنقل “الكبتاجون” من لبنان إلى الأردن.

استهدفت العقوبات عبد اللطيف حميدة، وهو رجل أعمال بارز في سوريا ومالك مصنع لفافات ورق في حلب، قالت الوزارة إنه بمثابة “شركة واجهة لتهريب الكبتاجون”.

وانطلقت من مصنعه في حلب، شحنات حبوب “كبتاجون” بقيمة تزيد عن 1.5 مليار دولار إلى أوروبا، وأخفى حينها المخدرات في لفافات ورقية صناعية.

خطوة عملية في “كبتاجون 2”

في 24 من نيسان الماضي، وقّع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مشروع قرار “قمع الاتجار غير المشروع بالكبتاجون” المعروف بـ”الكبتاجون 2″، ضمن حزمة تشريعية مستعجلة أقرّها حينها.

وجاء في بيان للبيت الأبيض، عبر موقعه الرسمي، أن مشروع القانون “HR 815″، جرى تعيينه كمتطلبات طارئة (إقراره).

ويضم “HR 815” في القسم “D”، “قانون السلام من خلال القوة في القرن الحادي العشرين”، وتحت هذا العنوان وفي القسم “P”، يأتي قانون “قمع الاتجار غير المشروع بالكبتاجون“، مع قانون إعادة بناء الرخاء الاقتصادي والفرص للأوكرانيين، وقانون محاسبة القادة الإيرانيين.

النائب في “الكونجرس الأمريكي” (مجلسي الشيوخ والنواب)، عن الحزب “الجمهوري”، فرينش هيل، راعي مشروع القانون في مجلس النواب، قال عبر “إكس“، إن من المهم اتخاذ المزيد من الإجراءات لتعطيل وتفكيك إنتاج “الكبتاجون” والاتجار به، لأنه يولد مليارات الدولارات من التمويل غير المشروع لنظام الأسد، ويدمر العائلات في المنطقة.

اقرأ أيضًا: أرباح النظام السوري من الكبتاجون تقوّض استقرار المنطقة

عائلة الأسد تدير تجارتها

في كانون الأول 2021، أظهر تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز“، أن عائلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والمقربين من نظامه، ضالعون في شبكات لتصنيع المواد المخدرة وتهريبها وتصديرها إلى دول أخرى.

واستند التحقيق إلى عشرات المقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وإقليميين، وسوريين لديهم معرفة بتجارة المخدرات، ومسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة.

ووجد التحقيق أن “الفرقة الرابعة” التابعة لجيش النظام ويقودها ماهر الأسد، الأخ الأصغر لبشار الأسد، هي المسؤولة عن تصنيع “الكبتاجون” وتصديرها.

كما يتزعم التجارة أيضًا رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بحكومة النظام، وجماعة “حزب الله”، وأعضاء آخرون من عائلة الأسد.

وبحسب التحقيق، ظهرت تجارة المخدرات على أنقاض عقد من الحرب، وتركت أعضاء النخبة العسكرية والسياسية والتجارية في سوريا، يبحثون عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة، والالتفاف على العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

وتعتبر تجارة “الكبتاجون” غير المشروعة الآن من أكثر الصادرات قيمة في سوريا، وتتجاوز بكثير منتجاتها القانونية، وفقًا لقاعدة بيانات جمعتها صحيفة “The Times of Global captagon”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة