تعتزم إيطاليا إثارة قضية العلاقة مع النظام السوري على زعماء الاتحاد الأوروبي في سبيل تسهيل عمليات ترحيل اللاجئين السوريين.
وقالت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، الثلاثاء 15 من تشرين الأول، أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، إن من الضروري مراجعة استراتيجية الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا، والعمل مع جميع الأطراف الفاعلة لخلق الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم بطريقة “طوعية وآمنة ومستدامة”.
ونقلت صحيفة “POLITICO” الأمريكية اليوم، الأربعاء 16 من تشرين الأول، عن دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، أن ميلوني تعتزم إثارة مسألة العلاقة مع دمشق خلال اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في بروكسل، الخميس.
اقتراح خفي
تأتي الجهود الرامية إلى التطبيع مع النظام السوري بعد تقدم الأحزاب المناهضة للهجرة عقب الانتخابات الأوروبية في حزيران الماضي، وتحديدًا “التجمع الوطني” في فرنسا، و”حزب البديل من أجل ألمانيا” في ألمانيا.
وأكد الدبلوماسيان الأوروبيان ما قالته ميلوني، موضحين أن العمليات البرية التي شنتها إسرائيل في لبنان أضافت زخمًا للدفع نحو ترحيل المهاجرين السوريين.
كما أوضح أحد الدبلوماسيين أن الوضع في الشرق الأوسط غيّر النقاش بشكل كامل، ولم يوضح الدبلوماسيان كيف يمكن أن يحدث هذا التحول نحو تطبيغ العلاقات، إذ قال أحدهما، “لا أحد يقول سنرفع الهاتف لنتصل بالأسد، لا أحد يجرؤ على إثارة هذا الموضوع، لكنه اقتراح خفي من جانب البعض”.
وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، أوضح لـ”POLITICO” أن هولندا غير مستعدة لدعم خطط استئناف مفاوضات مع النظام السوري، لأن سوريا لا تعتبر دولة آمنة، وفق التقييم المحلي الهولندي.
وأضاف أن السياسة الهولندية تتجلى بأن سوريا غير آمنة لعودة طالبي اللجوء، وإذا حدث ذلك في المستقبل، فهذا يعتمد على الآلية برمتها التي تم نزع الصبغة السياسية عنها لهولندا، لتقرير إلى أي مدى تكون سوريا آمنة بما يكفي لعودة المهاجرين.
الصحيفة الأمريكية نقلت عن وزير الشؤون الأوروبية والدولية، النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، أن “الأسد موجود هناك، ولا يوجد أي تبرئة له، لكن أوروبا استوعبت أكثر من 1.2 مليون مواطن سوري، اقتراحنا تقييم منفتح، أين نقف، وأين ينبغي أن نذهب، لأننا ببساطة لا نحقق النتائج التي نرغب بتحقيقها”.
دعوة لتقييم العلاقات
في تموز الماضي، دعت دول أوروبية خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم العلاقات مع سوريا والتواصل مع النظام.
وفي رسالة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، إنها اطلعت عليها، كتب وزراء خارجية النمسا، وكرواتيا، وقبرص، والتشيك، واليونان، وإيطاليا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا: “هدفنا هو سياسة أكثر نشاطًا وتوجهًا نحو النتائج وعملية في سوريا، وهذا من شأنه أن يسمح لنا بزيادة نفوذنا السياسي وفعالية مساعداتنا الإنسانية”.
بوريل قدم ردًا مقتضبًا على المسألة، برسالة مؤرخة في 28 من آب الماضي، حصلت “POLITICO” على نسخة منها، وجاء فيها أن الطريقة التي يعمل بها النظام السوري منذ عقود معروفة وموثقة، بما في ذلك الدعم المباشر من روسيا وإيران، ومع ذلك فالاتحاد الأوروبي كان على استعداد لاستكشاف السبل لدعم الشعب السوري وتطلعاته المشروعة بشكل أفضل.