خرجت محطة “الكيلاني” للكهرباء في منطقة عين الزرقا شمال غربي إدلب عن الخدمة بعد استهداف روسي لها، الثلاثاء 15 من تشرين الأول، ما يعني حرمان حوالي 20 قرية في سهل الروج غربي إدلب من المياه.
المحطة تغذي بالكهرباء محطات المياه في سد “البالعة”، وهو خزان لتجميع مياه الأمطار خلال الشتاء، كما تصل إليه مياه نهر “العاصي” بعد ضخها.
مياه سد “البالعة” تغذي سهل الروج، الذي يتمتع بتربة خصبة صالحة لزراعة معظم المحاصيل الصيفية والشتوية، ويؤمّن سلة غذائية مهمة لمناطق واسعة في شمال غربي سوريا.
المزارعون يتأثرون
أفاد مراسل عنب بلدي في إدلب أن خروج محطة “الكيلاني” عن الخدمة أثار مخاوف لدى المزارعين بشأن موعد عودة المحطة للعمل، كي لا تتأثر عملية ري أراضيهم، وبالتالي إنتاج المحاصيل.
المدير العام لشركة “Green Energy” (شركة الكهرباء العاملة في المنطقة)، عمر شقروق، قال إنه لا توجد حلول بديلة حاليًا لسد الاحتياجات، وإعادة تشغيل المحطة يحتاج إلى وقت.
وأوضح شقروق لعنب بلدي أنه توجد صعوبة في تأمين محولات بديلة، وصعوبة أيضًا في صيانتها بعد أن دُمرت بشكل كامل، وهي محولات خاصة تحتاج إلى فترة زمنية “طويلة” لتأمينها من معامل خارج سوريا.
الغارات الروسية دمرت محولتين في المحطة باستطاعة “40 MVA” (ميغا فولط أمبير)، إضافة إلى تدمير غرفة التحكم والقواطع الرئيسة وأضرار بالغة في البناء.
تؤمّن المحطة الطاقة الكهربائية لمحطة مياه “عين الزرقا” المعنية التي تزود أكثر من 20 قرية في منطقة جبل الوسطاني بمياه الشرب، وتغذي مضخات الري التي تضخ المياه إلى سد “البالعة” وقنوات “الروج”، وهي مصدر رئيس وحيد تقريبًا لتزويد محطات مياه الشرب والري في “عين الزرقا” بالطاقة الكهربائية لتشغيلها، بحسب مدير “Green Energy”.
القصف أيضًا أدى إلى إصابة عاملين اثنين من طاقم تشغيل المحطة.
وزير الإعلام في “حكومة الإنقاذ”، محمد العمر، قال في تصريح صحفي، إن توقف محطة “الكيلاني” أدى إلى توقف ضخ المياه لآلاف العائلات في المنطقة، وتوقف ضخ المياه عن آلاف الهكتارات الزراعية في مشروع سهل الروج.
وكانت مضخة “عين الزرقا” توقفت عن العمل لسنوات نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، إضافة إلى سرقات طالت المضخة، إلا أن بنيتها الأساسية بقيت جيدة، بسبب حماية الفصائل العسكرية في المنطقة لها على مدى السنوات السابقة.
وتكمن أهمية المحطة بضخ المياه من نهر “العاصي” ونبع “عين الزرقا” إلى سهل الروج لري عشرة آلاف و500 هكتار من أراضي سهل الروج، التي تبلغ مساحته 15 ألف هكتار.
منتصف 2020، أعادت حكومة “الإنقاذ” تدريجيًا المحطة للعمل بعد عمليات إصلاح وصيانة أجرتها للمحطة.
تصعيد عسكري
تشهد مناطق سيطرة حكومة “الإنقاذ”، في مدينة إدلب شمال غربي سوريا وجزء من ريفي حلب الغربي واللاذقية وسهل الغاب شمال غربي حماة، غارات جوية روسية وقصفًا مدفعيًا منذ ثلاثة أيام أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
اعتبر “الدفاع المدني” أن تصعيد القصف والهجمات المستمرة على شمال غربي سوريا، “هو رسائل للمجتمع الدولي بأن القتل والجرائم مستمرة، في سياسة ممنهجة تهدد حياة المدنيين وتدفعهم للنزوح عبر القصف والقتل والتدمير الممنهج، وبأن روسيا هي اللاعب الأهم في سوريا والداعم لنظام الأسد”.
حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب قالت في بيان لها، الاثنين 14 من تشرين الأول، إن “الأعمال العدائية” تأتي في ظل ظروف تزيد معاناة الأهالي المدنيين وتزيد من الضغط باتجاه المناطق الحدودية، وتمثل حالة من “الإرهاب الممنهج” تجاه المدنيين العزل.
وأشارت “الإنقاذ” إلى أن التصعيد الذي تعرضت له المنطقة، الاثنين، شمل استهداف مناطق عالية الكثافة السكانية، وتنفيذ أكثر من 20 غارة على الأطراف الشمالية والغربية للمدينة، بالتزامن مع زيارة وفد أممي للمنطقة.