قتل 66 مدنيًا في شمال غربي سوريا جراء قصف قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهما منذ بداية العام الحالي.
وقال “الدفاع المدني السوري” في تقرير له، الثلاثاء 15 من تشرين الأول، إن 66 مدنيًا قتلوا، بينهم 18 طفلًا وثماني نساء، وأصيب 272 آخرون بينهم 110 أطفال و34 امرأة، منذ بداية العام الحالي.
واستجابت فرق “الدفاع المدني” لـ698 هجومًا خلال نفس المدة الزمنية.
وتشهد مناطق سيطرة حكومة “الإنقاذ”، في مدينة إدلب شمال غربي سوريا وجزء من ريفي حلب الغربي واللاذقية وسهل الغاب شمال غربي حماة، غارات جوية روسية وقصفًا مدفعيًا منذ ثلاثة أيام أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
قتل شاب (23 عامًا) وأصيب ثمانية مدنيين، بينهم طفلان وشابة وامرأة بجروح بعضها خطرة في قصف مدفعي لقوات النظام، الثلاثاء، استهدف الأحياء السكنية في مدينة الأتارب غربي حلب.
وأصيب عاملان من طاقم تشغيل محطة كهرباء “الكيلاني” المغذية لمحطة مياه عين الزرقا، بريف مدينة دركوش شمال غرب إدلب، إثر غارتين جويتين روسيتين.
القصف أخرج المحطة عن الخدمة، ما حرم عشرات البلدات والقرى في سهل الروج غربي إدلب من إمدادات مياه الشرب، بحسب “الدفاع المدني”.
كما أصيب ثمانية مدنيين، الاثنين، معظمهم من عائلة واحدة، بينهم طفلان، نتيجة استهداف الطريق الواصل بين قرية أم عدسة وقرية جب النعسان في ريف حلب الشرقي بـ16 قذيفة صاروخية، مصدرها مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ورصد مراسلو عنب بلدي في إدلب نزوح عائلات جراء تصاعد القصف.
في حين نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، أن الطائرات الروسية “دمرت ثلاثة مراكز تدريب ومخزنًا وورشتي تصنيع طائرات دون طيار” في إدلب.
التصعيد الأخير سبقه قصف شبه يومي بالمدفعية، خاصة على القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس، كما كثفت قوات النظام وروسيا من استخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية في ضرب أهداف مدنية منذ بداية العام الحالي.
القصف يعتبر خرقًا لاتفاق “موسكو” أو اتفاق “وقف إطلاق النار” الموقع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الموقع في 5 من آذار 2020، والذي نص على وقف العمليات العسكرية في المنطقة.
اقرأ أيضًا: ما أسباب التصعيد الروسي بالشمال السوري
اعتبر “الدفاع المدني” أن تصعيد القصف والهجمات المستمرة على شمال غربي سوريا، “هو رسائل للمجتمع الدولي بأن القتل والجرائم مستمرة، في سياسة ممنهجة تهدد حياة المدنيين وتدفعهم للنزوح عبر القصف والقتل والتدمير الممنهج، وبأن روسيا هي اللاعب الأهم في سوريا والداعم لنظام الأسد”.
حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب قالت في بيان لها، الاثنين 14 من تشرين الأول، إن “الأعمال العدائية” تأتي في ظل ظروف تزيد معاناة الأهالي المدنيين وتزيد من الضغط باتجاه المناطق الحدودية، وتمثل حالة من “الإرهاب الممنهج” تجاه المدنيين العزل.
وأشارت “الإنقاذ” إلى أن التصعيد الذي تعرضت له المنطقة، الاثنين، شمل استهداف مناطق عالية الكثافة السكانية، وتنفيذ أكثر من 20 غارة على الأطراف الشمالية والغربية للمدينة، بالتزامن مع زيارة وفد أممي للمنطقة.
غرفة عمليات “الفتح المبين” المسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية في المنطقة أعلنت استعدادها لأي تطور عسكري، تزامنًا مع تصعيد قوات النظام ومواصلتها قصف ريفي حلب وإدلب.
وتضم غرفة عمليات “الفتح المبين” كلًا من “هيئة تحرير الشام”، صاحبة النفوذ في إدلب، و”الجبهة الوطنية للتحرير” المنضوية ضمن “الجيش الوطني السوري” إلى جانب “جيش العزة”.
وأكدت الغرفة جهوزيتها واستعدادها لـ”أي تطور عسكري واستحقاق ثوري، للدفاع عن المحرر وحمايته وصون حرماته”، وفق بيان لها في 12 من تشرين الأول الحالي.