“كلاسيكو الأرض”.. معركة خارج المستطيل الأخضر

  • 2016/04/02
  • 3:09 م
فريق نادي برشلونة في أول كلاسيكو 1902

فريق نادي برشلونة في أول كلاسيكو 1902

90 دقيقة ضمن المستطيل الأخضر هي ليست كل شيء في “كلاسيكو الأرض” كما يوصف بين الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة، بل إن التاريخ والجغرافية والسياسة والاقتصاد تجتمع لتصنع دارما كروية فاخرة، يشاهدها جماهير الرياضة في جميع أنحاء العالم.

تاريخيًا:

أول كلاسيكو جمع ريال مدريد فريق العاصمة الإسبانية، وبرشلونة فريق إقليم كاتالونيا كان عام 1902، ضمن منافسات كأس كوروناسيون على ملعب ريال مدريد، واستطاع برشلونة أن يحقق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف، وتعتبر هذه الشرارة الأولى التي انطلقت منها مباريات الكلاسيكو.

وبالأرقام تواجه برشلونة والريال 263 مرة في مختلف المسابقات بينها 171 في الليغا، فاز برشلونة بـ 109 مواجهات مقابل 96 للريال، وتعادل الفريقان 58 مرة.

جغرافيًا:

مدينة برشلونة الإسبانية أو كاتالونيا معسكر النادي الكتالوني، تقع على ساحل البحر المتوسط وثاني أكبر مدن إسبانيا بعد العاصمة مدريد قلعة الفريق الملكي، ويسعى حكام كاتالونيا وشعبها للانفصال والاستقلال عن مدريد.

ويعتبر نادي برشلونة من أكثر الداعمين لمشروع استقلال كاتالونيا، ويعد من أقوى الأسلحة التي يحاول من خلالها الإقليم إيصال رسالته وإثبات أحقيته بالانفصال، معتمدًا على شهرة الفريق واللاعبين عالميًا، ولطالما صرح لاعبو برشلونة بذلك وأكدوا أنه حق مشروع للشعب الكاتالوني.

وفي حال نجاح محاولات الانفصال، فإن ذلك لن يكون بالأمر الجيد للبلاوغرانا وعشاقها حول العالم، إذ أنه من المفترض إقامة دوري جديد يضم فرق الإقليم فقط، على رأسها برشلونة وإسبانيول وفرق صغيرة أخرى، وهذا سيمنع برشلونة من المشاركة في الدوري الإسباني الممتاز.

سياسيًا:

نتيجة 11 مقابل 1، التي فاز بها النادي الملكي على برشلونة عام 1943، في إياب نصف نهائي كأس إسبانيا، أهلت حينها الريال إلى نهائي البطولة.

لوحة نتيجة المبارة عام 1943، وانتهت بفوز الريال بـ 11 هدفًا مقابل هدفٍ واحد

لكن لا يعلم الجميع ما أخفي وراء الخسارة العريضة لبرشلونة بعد فوزه في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف نظيفة، ما يعني أنه متفوق بمراحل على النادي الملكي. الحقيقة أن لاعبي برشلونة كانوا يعاملون كالعبيد في مدريد من قبل مشجعي الملكي، وقد تدخلت السياسة في نتيجة الكلاسيكو، عندما تدخلت الشرطة السرية للديكتاتور فرانشسكو فرانكو، الذي كان يحكم إسبانيا بقبضة من حديد بين عامي 1937 و1975، وكان ضد كل ماهو كاتالوني.

وأجبرت الحكومة حينها لاعبي برشلونة على الخسارة بقسوة في مباراة الإياب تحت التهديد، الأمر الذي أعاد كرامة وهيبة نادي مدريد بفوز غير مستحق، ولكنه عاد ليخسر في النهائي أمام أتلتك بلباو بهدف نظيف.

اقتصاديًا:

بتدخل الاقتصاد في عام الرياضة، لم تعد لعبة هواة من يملك المواهب واللاعبين هو من يكسب الرهان، ولكن من يملك الاقتصاد القوي والميزانية المرتفعة يستطيع جلب أي لاعب من أي مكان في العالم، ويكسب به الرهان، الأمر يعود إلى النقود إذن ومن لا يملكها لن يعلوَ له كعب في كرة القدم.

بالنظر إلى الكلاسيكو العالمي، يبلغ سعر لاعبي ريال مدريد 707 مليون يورو تقريبًا، صاحب أعلى سعر هو البرتغالي كريستيانو رونالدو بسعر 110 مليون يورو، يليه غاريث بيل بـ 80، بينما يبلغ سعر لاعبي برشلونة 693 مليون، أكثرهم بالتأكيد ليونيل ميسي 120 مليون، ويليه نيمار100 مليون.

الأقل سعرًا في النادي الملكي هو الحارس روبين بمبلغ 300 ألف يورو تقريبًا، ونظيره الحارس ماسيب في برشلونة هو الأقل سعرًا أيضًا بمليون يورو.

يحمل الكلاسيكو معارك وثارات متقاطعة وحسابات معقدة، قبل الوصول إلى صافرة بداية المبارة، بعدها تلتفت الأنظار إلى أقدام اللاعبين وأدائهم وصخب الجماهير في العالم، لكن النتيجة في النهاية تعني غالبًا خسارة قطبٍ كرويٍ وتغييرًا في خارطة التاريخ والاقتصاد والسياسية.

مقالات متعلقة

رياضة

المزيد من رياضة