أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الولايات المتحدة أن قواته ستضرب أهدافًا عسكرية إيرانية وليست نووية أو نفطية، وفق ما قاله مسؤولون إسرائيليون.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الاثنين 14 من تشرين الأول، إن نتنياهو أبلغ إدارة بايدن أنه مستعد لضرب المنشآت العسكرية وليس النفطية أو النووية في إيران، وفقًا لمسؤولين مطلعين، ما يشير إلى ضربة مضادة أكثر محدودية تهدف إلى منع حرب واسعة النطاق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على الأمر (لم تسمّه) أن الإجراء الانتقامي سيكون مدروسًا لتجنب تصور “التدخل السياسي في الانتخابات الأمريكية”، وهو ما يشير إلى فهم نتنياهو بأن نطاق الضربة الإسرائيلية لديه القدرة على إعادة تشكيل السباق الرئاسي في الولايات المتحدة.
من جانبه، قال مسؤول أمريكي للصحيفة، إن نتنياهو كان ذو “موقف أكثر اعتدالًا” في تلك المناقشة، مقارنة بما كان عليه من قبل.
وقال المسؤولان إن التخفيف الواضح لموقف رئيس الوزراء كان عاملًا في قرار بايدن بإرسال نظام دفاع صاروخي قوي إلى إسرائيل، وفق “واشنطن بوست”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أعلنت، الأحد، أنها ستنشر بطارية دفاع جوي صاروخي عالي الارتفاع من نوع “ثاد”، وطاقمًا من العسكريين الأمريكيين في إسرائيل، للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية عقب الهجمات الإيرانية.
المسؤول الأمريكي المطلع، قال للصحيفة، إن الضربة الإسرائيلية على إيران ستنفذ قبل الانتخابات الأمريكية، التي تجري في 5 من تشرين الثاني، لأن إيران قد تفسر عدم اتخاذ إجراء على أنه علامة ضعف.
وأضاف، “ستكون هذه واحدة من سلسلة من الردود”.
“واشنطن بوست” نقلت أيضًا عن مسؤول إسرائيلي مقرب من نتنياهو (لم تسمّه) أنه في حين سيواصل الأخير التشاور مع المسؤولين الأمريكيين بشأن الضربة الإسرائيلية الوشيكة ضد إيران، فإنه لن ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن.
إسرائيل تتجهز للرد
لا تزال المعلومات تخرج من إسرائيل حول استعدادها للرد على الهجوم الإيراني الذي وقع مطلع تشرين الأول الحالي، في وقت يبقى فيه شكل ونوع الرد مجهولين.
وفي 11 من تشرين الأول، نقل موقع “أكسيوس” عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اقتربا من التفاهم بشأن نطاق الرد الإسرائيلي المخطط له ضد إيران خلال مكالمتهما الهاتفية، في 9 من تشرين الأول.
ووفق الموقع الأمريكي، تتقبل إدارة بايدن أن إسرائيل ستشن هجومًا كبيرًا على إيران، لكنها تخشى أن تؤدي الضربات على أهداف معينة إلى تصعيد الحرب بشكل كبير.
وانعقد، الخميس الماضي، مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لتلقي إحاطة بشأن خطط مهاجمة إيران والتفاهمات مع إدارة بايدن، وسط ترجيحات بأن يفوض المجلس الوزاري الأمني المصغر نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لتحديد توقيت الهجوم.
وسائل إعلام إسرائيلية، منها “I24 NEWS” ذكرت حينها، أن الاجتماع الوزاري الإسرائيلي، لم يصوت على الرد على الهجوم الإيراني.
وفي وقت سابق، قال عضو البرلمان الإيراني، والمتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيراني، إبراهيم رضائي، إن طهران سترد بقوة على أي هجوم إسرائيلي، وقد تختار ضرب أهداف تتجاوز المواقع العسكرية للجيش الإسرائيلي.
وأضاف لشبكة “CNN” الأمريكية، “في هجومنا مؤخرًا على إسرائيل استهدفنا المواقع العسكرية فقط (…) هناك أهداف أخرى يمكننا ضربها، ولدينا القدرة على ذلك”.
وفي 1 من تشرين الأول، أطلقت إيران دفعة صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، بعد أشهر من توتر تصاعد بعد توسيع إسرائيل عملياتها خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، انتقامًا لمقتل رئيس المكتب السياسي بحركة “حماس” إسماعيل هنية، وزعيم “حزب الله” حسن نصر الله.
وتمكنت الصواريخ من الوصول إلى أهداف إسرائيلية، لكن البيانات الإسرائيلية تقول إن شخصًا فلسطينيًا قتل، وأصيب إسرائيليان جراء الهجمات.
ويعتبر الهجوم مشابهًا لآخر شنته طهران على إسرائيل في 13 و14 من نيسان الماضي، انتقامًا لضرب إسرائيل سفارتها بدمشق، وقتل ضباط كبار من “الحرس الثوري”، لكن الصواريخ حينها لم تصل وجهتها، إذ اعترضتها إسرائيل وواشنطن وحلفاؤها.