يواجه ذوو الطلبة في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، مع بداية العام الدراسي، صعوبات في تأمين الكتب المدرسية، نظرًا إلى عدم توفرها في المدارس العامة.
هذه المشكلة تتجدد مع بداية كل عام دراسي، وسط محاولات من الجهات المسؤولة لعقد شراكات مع منظمات لتأمين الكتب، ومبادرات وحملات من منظمات وجهات أخرى لتعويض بعض النقص.
وبحسب جولة لمراسلة عنب بلدي على عدة مكتبات في إدلب، تتراوح قيمة مجموعة الكتب المدرسية للصف الثالث الابتدائي (طباعة نوع أول) بين 300 و350 ليرة تركية (8.75 و10.21 دولار أمريكي)، وتصل إلى 400 ليرة تركية للصف السادس، ويزداد السعر لكتب المراحل الدراسية الأعلى مع ازدياد عدد الكتب.
وتعد الأسعار مرتفعة مقارنة بالوضع المعيشي والاقتصادي المتردي، ومرهقة لعائلات لديها أكثر من طالب، إذ لا تتجاوز الأجرة اليومية للعامل في المنطقة 100 ليرة تركية (2.92 دولار).
بانتظار الدعم
مدير التربية والتعليم في إدلب، أحمد الحسن، قال لعنب بلدي، إن نقص الكتب المدرسية هو نتيجة عدم تبني مشروع الكتب من أي جهة.
وأضاف أن عدة جهات كانت تقدم الكتب مجانًا للطلاب، ولم تكن تسد الاحتياج المطلوب، لكن هذا العام لم تقدم أي جهة الدعم لعدم تضمين مشروع طباعة الكتب المدرسية في مشاريع كفالة المدارس.
وذكر الحسن أن الاحتياج ارتفع بتزايد عدد الطلاب المقدر بنحو 550 ألف طالب وطالبة جميعهم بحاجة لكتب جديدة، وهذا الأمر “أدى إلى فجوة كبيرة”.
وعادة يتم تغطية جزء من احتياج الكتب بمذكرات تفاهم مع المنظمات عند اعتماد مشروع جديد، ويكون هنالك حيز لوضع بند خاص بالكتب المدرسية، كما في السنة الماضية حيث تم تأمين عدد محدود بالتشارك مع بعض المنظمات الداعمة، وفق مدير التربية.
وعن خطط التربية لتغطية هذا الاحتياج، قال الحسن، إن الخطط المستقبلية هي توقيع مذكرة تفاهم مع “قطر” الخيرية من أجل تأمين الكتب المدرسية، وإذا لم تتم هذه المذكرة سيتم تخصيص بعض المشاريع التعليمية لتغطية الكتاب المدرسي.
وأضاف أنه توجد خطة مستقبلية وهي تطوير عمل دائرة المناهج والمطبوعات بحيث يكون لها تشغيل ذاتي لإنتاج الكتب المدرسية وهي خطة بعيدة المدى.
مبادرات لتأمين الكتب
تداول ناشطون عبر صفحات التواصل مبادرة تحت اسم “طلابنا أمانة“، يسعى القائمون عليها لتأمين كتب دراسية لنحو 1000 طالب وطالبة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وقال حسن الأحمد أحد أعضاء المبادرة، إنهم يخططون مستقبلًا لتغطية احتياجات جميع طلاب المنطقة التي تضم نحو 8500 طالب بتكلفة تقديرية سبعة دولارات لكل طالب.
وأضاف الحسن لعنب بلدي، “المبادرة تمثل فرصة حقيقية لدعم الأطفال في مرحلة حرجة من حياتهم”، وستمثل بداية لمشاريع تلبي احتياجات الطلاب وتعزز البيئة التعليمية في المنطقة.
ولاقت المبادرة استحسان أهالي المنطقة بحسب القائمين عليها، فهي الأولى من نوعها بعد سلسلة من المبادرات لإنعاش المنطقة.
منظمة “بنفسج” العاملة في شمال غربي سوريا، وزعت كتبًا مدرسية في مدينة ادلب وريفها بعد إطلاقها مبادرة استهدفت أكثر من 2000 طالب وطالبة ضمن مشروعها.
مدير برنامج التعليم في منظمة “بنفسج”، حسن عجينة، أوضح لعنب بلدي أن سبب إطلاق هذه المبادرة، ضمان استمرارية تعليم الطلاب بشكل فعال، “لأهمية أن يكون لدى الطالب المنهاج المدرسي الذي سيتابعه ويدرسه في المنزل”.
كما تأتي المبادرة بسبب الحاجة الكبيرة في الشمال السوري، ويعتبر توزيع الكتب المدرسية من أهم الأنشطة التي يجب أن تتزامن مع بداية العام الدراسي، وهذه المبادرة تتبعها “بنفسج” منذ سنوات عديدة، إذا استهدفت هذا العام 1850 طالبًا، لكن نظرًا إلى الزيادة في أعداد الطلاب، وصل العدد إلى 2022 طالبًا، وفق مدير برنامج التعليم في المنظمة.
وستتم طباعة المنهاج السوري المعتمد من قبل مديريات التربية في مناطق إدلب وريفها وريف حلب الغربي، وتوزيعه على الأطفال، كما سيتم تحديد المراحل التعليمية التي تشملها المبادرة بعد الانتهاء من تسجيل الأطفال في المراكز.
ومن المتوقع أن يزداد عدد الطلاب المحتاجين للكتب المدرسية في عموم مناطق شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة، مع وصول مئات العائلات من لبنان إلى المنطقة.
“الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) قال إن عدد القادمين من لبنان إلى شمال غربي سوريا بلغ حوالي 2700 شخص (حوالي 450 عائلة)، وصلوا على دفعتين خلال الشهر الحالي.
فيما ذكر فريق “منسقو استجابة سوريا” إن إجمالي الواصلين من لبنان منذ بداية العام الحالي نحو 4355 شخصًا، أكثر من نصفهم أطفال.