أكدت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) أنها باقية في جنوبي لبنان، ردًا على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى إخلاء القوات الأممية مواقعها.
جاء ذلك على لسان الناطق الرسمي باسم “يونيفيل”، أندريا تيننتي، في حديث لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية اليوم، الاثنين 14 من تشرين الأول.
وقال تيننتي، إن وضع قوات يونيفيل في لبنان على مدى الأيام الأخيرة “يثير القلق”، خصوصًا بعدما هجوم القوات الإسرائيلية على مواقعها مرات عدة في الأيام الثلاثة الماضية.
وأضاف الناطق الرسمي باسم “يونيفيل”، “رغم تعرض قواتنا الأممية للاعتداء الإسرائيلي، فإنها قررت البقاء لأنها هنا بناء على طلب مجلس الأمن، وتستجيب لطلب مجلس الأمن لا لطلب أي من الدول الأعضاء”.
ولفت إلى أن من المهم للأمم المتحدة أن تكون في هذه المواقع، “لكن الوضع صعب جدًا”.
واعتبر أن “الاعتداء على يونيفيل ليس انتهاكًا للقانون 1701 فحسب، بل هو أيضًا انتهاك للقانون الدولي الإنساني، إذ يجب على الأطراف احترام قوات حفظ السلام وحماية أمنها وسلامتها”.
وعن عمل القوات الدولية الحالية، شدد تيننتي على أن العمليات الخاصة بالأمم المتحدة في الجنوب مستمرة، لكن تحركات القوات باتت محدودة لأنه من الصعب الخروج من المقرات”.
وأضاف تيننتي، “نستمرّ في المراقبة ورفع تقاريرنا إلى مجلس الأمن، ونحاول قدر المستطاع مساندة الأهالي في الجنوب الذين علقوا في القرى لوقت طويل، لكن حتى هذه المساعي لا تزال صعبة، لأن الأمن غير مستتب لقواتنا ولمبعوثينا الإنسانيين”.
اقرأ المزيد: إدانة جماعية لاستهداف قوات “يونيفيل” في لبنان
كان بنيامين نتنياهو وجه نداء علنيًا لإجلاء قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) من جنوبي لبنان، التي أصبحت الآن منطقة قتال بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، وفق ما نقلته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
وقال نتنياهو في بيان بالعبرية، الأحد 13 من تشرين الأول، “لقد طلب الجيش الإسرائيلي هذا مرارًا وتكرارًا ولقي رفضًا متكررًا”، مشيرًا إلى أن وجود قوات “يونيفيل” جنوبي لبنان من شأنه أن يوفر دروعًا بشرية لـ”حزب الله”.
وأعاد نتنياهو صياغة كلامه بالإنجليزية قائلًا، “السيد الأمين العام، أنطونيو غوتيريش يجب إبعاد قوات يونيفيل عن الخطر. يجب أن يتم ذلك الآن وعلى الفور”.
وردًا على ذلك، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش في بيان، إن “قوات حفظ السلام تظل في جميع المواقع ويظل علم الأمم المتحدة يرفرف” على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
وأضاف دوجاريك، “يؤكد الأمين العام أن سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها يجب ضمانها ويجب احترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.
تتكرر استهدافات إسرائيل لعناصر “يونيفيل”، وكان أحدثها في 12 من تشرين الأول، إذ أعلنت القوات الأممية إصابة جندي في المقر العام لها في الناقورة جنوبي لبنان بإطلاق نار بسبب نشاط عسكري مستمر في الجوار.
كما لحقت أضرار جسيمة في المباني بموقع الأمم المتحدة في قرية رامية، بسبب الانفجارات الناجمة عن القصف القريب، في 11 من تشرين الأول.
تعليقًا على تلك الاستهدافات، أصدرت 40 دولة لديها عناصر في قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة بيانًا أدانت فيه استهداف القوات الإسرائيلية عناصر القوة الأممية جنوبي لبنان.
وبحسب بيان مشترك نشرته البعثة البولندية لدى الأمم المتحدة، عبر “إكس”، فإن هذه الدول تدين بشدة الهجمات الأخيرة على قوات حفظ السلام.
واعتبر البيان أن مثل هذه الأعمال يجب توقفها فورًا والتحقيق فيها بشكل مناسب، ودعا أطراف النزاع إلى احترام وجود القوات الأممية، ما يستدعي الالتزام بضمان سلامة وأمن أفرادها في جميع الأوقات.