تأملات السعداوي.. “في السياسة والمرأة والكتابة”
كيف يمكن النظر إلى التراث والعادات والتقاليد في المنطقة العربية بزوايا مختلفة، بعيدًا عما تتوارثه الأجيال من كلام السابقين، وما الطرق التي يستطيع الإنسان، والمرأة تحديدًا، من خلالها اكتشاف نفسه ومحيطه وما هو ممكن.
هذه الأسئلة وغيرها، يحمل كتاب “تأملات في السياسة والمرأة والكتابة” إجابات عنها من وجهة نظر الكاتبة المصرية الراحلة نوال السعداوي، التي أثارت الكثير من الجدل بأفكارها وكتاباتها، في مصر والعالم العربي.
صدر الكتاب بطبعته الأولى في 2015، قبل أن تصدره مؤسسة “هنداوي” بطبعة إلكترونية مجانية في عام 2024.
تتحدث السعداوي عبر كتابها عن مجموعة من التحديات التي تواجه المرأة العربية منذ ولادتها، ثم خلال مسيرتها في الكتابة والسياسة، سواء كانت هذه التحديات اجتماعية أم من قبل السلطات السياسية الحاكمة، أو حتى من قبل السلطة الدينية، بما في ذلك محاولات الرفض الذكورية للكاتبات.
الكتاب المكون من 112 صفحة بنسخته الإلكترونية، يحتوي على مجموعة من الأفكار التي دائمًا ما أشارت إليها السعداوي في كتاباتها، حول المرأة والرجل والأدوار المجتمعية، والتكامل فيما بينهما، وتحاول كذلك أن تطرق أبوابًا تتسبب بجدل واسع لدى الحديث عنها باعتبارها من المحرمات.
عبر حوار شخصي بين السعداوي ونفسها، تقدم نقدًا وتعريفًا واضحًا لشخصيتها وأفكارها، ولأنها صديقة نفسها، كثيرًا ما يتضمن هذا النقد سخرية مبطنة، سواء من نفسها أو من المجتمع، ولا يعني ذلك أن السخرية هي مجرد تناقض بقدر ما هي محاولة للتحفيز على التفكير بوجهة نظر الآخر أيضًا.
توفيت نوال السعداوي في القاهرة عام 2021، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد تدهور حالتها الصحية، فيما ولدت في عام 1931 بمحافظة القليوبية.
درست الطب في جامعة “القاهرة”، وبدأت رحلتها مع الكتابة بمرحلة الشباب، وألفت عشرات الكتب التي تُرجم بعضها للغات أجنبية، ومنعت بعض مؤلفاتها من التداول في مصر ودول عربية.
أثارت مواقف السعداوي جدلًا، خصوصًا بسبب تحديها “المحظورات” المتصلة بالدين والجنس والسياسة، وحاربت خلال مسيرتها تعدد الزوجات، وعدم المساواة بين حقوق الرجل والمرأة في الميراث.
ومن إصداراتها الشهيرة كتابا “المرأة والجنس” و”امرأة عند نقطة الصفر”، وهما كتابان أثارا ضجة كبيرة بسبب حساسية الموضوعات المطروحة فيهما.
كانت السعداوي سجنت في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات سنة 1981، ثم أصدرت بعد خروجها أحد أشهر كتبها بعنوان “مذكراتي في سجن النساء”.
حصلت جوائز عالمية من الاتحاد الأوروبي، ورُشحت مرات عدة لنيل جائزة “نوبل” للآداب.
ألفت 40 كتابًا، وأعيد نشر وترجمة كتاباتها لأكثر من 20 لغة.
عملت السعداوي في الطب، وشغلت العديد من المناصب، منها منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة بالقاهرة، والأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :